فيما إستشهد على إثره 12 من كوادر الشرطة
إدانات واسعة بهجوم «راسك».. ايران تدعو باكستان لضبط حدودها
الوفاق- شنّت منتصف ليلة الخميس الجمعة مجموعة إرهابية إجرامية مقرّ شرطة مدينة راسك في محافظة سيستان وبلوشستان، ما ادى الى استشهاد 12 من كوادر الامن الداخلي واصابة عدد آخر. ومن بين شهداء هذا الحادث الإرهابي ، الشهيد "إحسان بابائي" الحاصل على مركز الوصافة في بطولة مصارعة الكوراش في العام 2021 . وردّت قوى الأمن على الارهابيين، حيث أسقطت بعضهم قتلى وتم إلقاء القبض على عنصر منهم. في السياق، كشف وزير الداخلية عن تفاصيل الهجوم الإرهابي على قوى الأمن في مدينة راسك، ودعا وزير الداخلية العميد احمد وحيدي حكومة باكستان أن تحمي وتحرس حدودها، وان لا تسمح للجماعات الإرهابية بان تبني اوكارها في تراب هذا البلد. وقال العميد وحيدي: هذا هو المكان الذي استشهد فيه ظلما العديد من الكوادر حراس الامن والنظام على يد عملاء الاستكبار الجبناء الذين لم يحققوا أيا من أهدافهم المقيتة في ظل مقاومة قوى الامن الداخلي المضحين. واضاف: بحسب التحقيقات فإن هذه الخلية الارهابية دخلت أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية من حدود الدولة المجاورة، والتي وصلت تحت جنح الظلام الى هذا المقرّ مُستغّلة الظروف الجغرافية للمنطقة وقتلت حراس النظام هؤلاء، كما طلب وزير الداخلية من حكومة باكستان حماية حدودها وحراستها وعدم السماح للجماعات الإرهابية من ان تبني اوكارها في تراب هذا البلد.
قوى الأمن تتوعّد
وقال وحيدي: بجهود القوات المسلحة وإنفاذ القانون والأمن، سيتم بالتأكيد معاقبة مرتكبي هذا الحادث على أفعالهم، وسيكون الانتقام الشديد بانتظارهم.
وأكد وزير الداخلية خلال مراسم تشييع شهداء الحادث الارهابي أن الإرهابيين لن يهنأوا بالراحة بعد الآن. وصرح وزير الداخلية، مشيرا الى ان هؤلاء الشهداء الاعزاء ارتقوا عل يدي الارهابيين الذين يخضعون لإملاءات قيادة الإرهاب العالمي، مضيفا بأنهم يعلمون أنهم لن يتمكنوا أبدا من الفرار من أيدي مقاتلينا.
واضاف: ان الإرهابيين أرادوا خلق الفوضى الى المجتمع من خلال خلق الخلافات بين الشيعة والسنة ولكن الشباب الايراني الواعي وقفوا جنبا الى جنب مضحين بأنفسهم من أجل الوطن وأمنه، مضيفا انه ينبغي على الارهابيين المضللين وعديمي الرحمة انهم سوف يعاقبون بقوة.
استعداد الجيش لدعم قوات الشرطة
كتب وزير الخارجية "حسين امير عبد اللهيان" معزيا بالحادث الإرهابي في مدينة راسك: "ان الأعمال الإرهابية التي يقوم بها الأعداء لن تقف عائقا امام التطور السريع والأمن في إيران وفي سيستان وبلوشستان." وعلى صفحته الشخصية في الفضاء الافتراضي، عبّر امير عبد اللهيان عن تعازيه ومواساته للشعب الايراني وقيادة الشرطة الايرانية وعوائل الشهداء.
وأدان رئيس مجلس الشورى الإسلامي "محمد باقر قاليباف"، الهجوم الإرهابي، ودعا إلى التعرف الفوري على مرتكبي هذه الجريمة من قبل القوات الأمنية والتعامل معهم. وشدد قاليباف في رسالة أدان فيها الهجوم الإرهابي على مقر قوى الأمن الداخلي في مدينة "راسك" بمحافظة سيستان وبلوشستان في جنوب شرق البلاد، على ضرورة التعرف على مرتكبي هذا الشر والتعامل معهم. وادان القائد العام للجيش اللواء "عبد الرحيم موسوي" الهجوم الارهابي، معلناً عن استعداد الجيش لدعم قوات الشرطة في ايران. وفي رسالة موجهة الى القائد العام للشرطة الايرانية، اعرب اللواء موسوي عن تعازيه وتأثره بإستشهاد عناصر الشرطة جراء الهجوم الارهابي على مقر الشرطة في مدينة راسك. كما اعلن عن استعداد الجيش الايراني لتقديم أي نوع من الدعم لرفقاء السلاح في مؤسسة الشرطة الخدومة، مؤكدا على أنه وبجهود الأجهزة الاستخباراتية والأمنية والقضائية وإرادة قيادة الشرطة ستتم معاقبة مرتكبي هذه الجريمة ومن يخلّون بأمن الناس على أفعالهم.
علماء أهل السنة يدينون
وادان أساتذة وطلاب الحوزة العلمية "مظهر التوحيد" لأهل السنة في مدينة تايباد بمحافظة خراسان جنوبي (شرق)، في بيان لهم الجمعة، الهجوم الإرهابي على مقر قوات الشرطة بمدينة راسك في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرق ايران. وجاء في بيان صادر في هذا الصدد الجمعة: منذ أكثر من 70 يوماً، يقوم الاستكبار العالمي والصهيونية الغاصبة بالعدوان على الشعب الفلسطيني المظلوم والمضطهد في غزة وفلسطين المحتلة بأحدث الأسلحة التي تبرعت بها أميركا المجرمة، وبقتلهم أكثر من 19 ألفا من المدنيين غالبيتهم من الاطفال والنساء العزل في غزة سجلوا في التاريخ جريمة أخرى، بعد جرائم هتلر والصرب المتوحشين في سربرنيتسا.
واضاف: هذه الجريمة الكبرى استنكرتها كل شعوب العالم المحبة للحرية، وكانت جمهورية ايران الاسلامية الدولة الوحيدة التي أعلنت وقوفها إلى جانب اهل غزة المظلومين من كل النواحي، وهم (الاعداء) بعثوا مرتزقتهم الى ايران لاثارة الرعب والهلع عبر خلق الفوضى وقتل المواطنين وقوى الامن الداخلي لدفع ايران الاسلامية الى الهامش، وحرف اذهان شعوب العالم نحو جهة اخرى والتغطية على جرائم "إسرائيل" الرهيبة واستخدام اميركا المتعطشة للدماء في الأمم المتحدة حق النقض ضد قتل الشعب الفلسطيني المظلوم. وواصل علماء الدين ورؤساء عشائر الشيعة والسنة في محافظة سيستان وبلوشستان اصدار بيانات لإدانة حادث راسك الإرهابي، واعتبر مولوي محمد علي شهنوازي امام جمعة مدينة راسك، مهاجمة قوات الشرطة عملا يستنكره الاسلام والبشرية ويرفض الدين الاسلامي الحنيف إرتكاب المجازر وزعزعة أمن المواطنين.
زرع بذور الفرقة
ورأى مولوي عبد الله حسن زهي، امام جمعة هامون، أن المجموعات الارهابية تريد زرع بذور الفرقة ونسف الوحدة والتضامن والاخوة القائمة بين أهالي هذه المحافظة، لتحقيق أهدافهم المشؤومة، مشددا على أن هؤلاء يظنون أنهم سوف ينجحون في تحقيق هذا الهدف، الا انهم سيواجهون الفشل الذريع.
وأكد مولوي عبد الغني دهاني مدرس الحوزة العلمية للأخوة أهل السنة، أن أجهزة التجسس الصهيونية والاميركية تقف وراء الهجمات الارهابية الغادرة الجبانة التي تشهدها الجمهورية الاسلامية الايرانية وخاصة محافظة سيستان وبلوشستان، وتقوم بتزويدهم فكريا وتسليحيا. وأخير شدد مولوي محمد درتکیدة، مدرس الحوزة العلمیة لأهل السنة في مدينة تشابهار، على أن اراقة دماء المدافعين عن الأمن في العمل الارهابي بمدينة راسك، انما أظهرت للجميع ضعف أعداء الجمهورية الاسلامية الايرانية ومحافظة سيستان وبلوشستان. ودعا مولوي محمد درتکیدة المسؤولين الامنيين الى متابعة هذا الموضوع بكل جد ومثابرة، وانزال العقاب العادل بحق الارهابيين الذين ارتكبوا هذه الجريمة البشعة.
إدانة باكستانية
وفيما دعا وزير الداخلية اسلام آباد لضبط حدودها والقضاء على التنظيمات الإرهابية داخل أراضيها، دان رئيس البرلمان الباكستاني "راجا برويز أشرف" الهجوم الارهابي، قائلا: نتفهم محنة الاشقاء الايرانيين بسبب هذا الهجوم الجبان.
وافاد بيان العلاقات العامة للبرلمان الباكستاني: ان راجا برويز اشرف اعرب عن عزائه ومواساته مع الحكومة والشعب الايراني وكذلك مجلس الشورى الاسلامي في ايران. واضاف رئيس البرلمان الباكستاني ان الارهاب لا دين له وهو عدو للانسانية، وان باكستان تدين كافة اشكاله وبشدة. كما شدد على ضرورة التعاون المشترك في المنطقة لاجثاث ظاهرة الارهاب المشؤومة. الى ذلك، أدان أعضاء مجلس الأمن الدولي بشدة الهجوم الإرهابي الجبان الذي نفذته جماعة ما يسمى بـ "جيش العدل" الارهابية، وشدّدوا في بيان لهم على محاسبة المرتكبين والمنظمين والممولين والداعمين لهذه الأعمال الإرهابية المشينة ومحاكمتهم. كما دعا أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جميع الدول إلى "التعاون بشكل فعال مع حكومة جمهورية إيران الإسلامية والسلطات الأخرى ذات الصلة في هذا المجال، وفقا لالتزاماتها بموجب القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة". وشدد أعضاء مجلس الأمن على أن "أي عمل إرهابي، بغض النظر عن دوافعه، في أي مكان وفي أي وقت ومن جانب أي شخص، هو عمل إجرامي وغير مبرر".