«حسن روح الأمين» ينعش لوحاته بريشته الساحرة
السيدة فاطمة الزهراء(س).. ريشة الفنان توثّق حزن اهل البيت (ع)
موناسادات خواسته
يعتبر الفن من أفضل أدوات التبيين والإعراب عن المشاعر وما يختلج داخل الإنسان، العلاقة بين الدين والفن لها جذور قديمة، ومنذ القِدَم نرى أن الفنانين حاولوا على مر السنين الحفاظ على تخليد ذكرى الأئمة والشخصيات المقدسة من خلال تصوير وجوههم المقدسة أو خلق آثار عنهم في إطار الخط واللوحات ذات المحتوى المماثل، والصناعات اليدوية والفنون التشكيلية وغيرها.
إحدى الشخصيات المؤثرة والمقدسة التي تركت أثراً عميقاً وخالداً منذ مئات السنين حتى يومنا هذا وإلى يوم القيامة، هي سيدة نساء العالمين وبنت النبي محمد(ص)، السيدة فاطمة الزهراء(س)، التي إذا إستبدلت البحار الى جوهر والأشجار إلى اقلام، وكتبت إلى أبد الدهر عنها، فلا يمكن تأدية حق مقامها وشخصيتها وإيمانها ومكارم أخلاقها وغيرها، فهي في جميع مجالات الحياة، أفضل أيقونة وأنموذج ليس فقط للنساء بل لجميع أبناء البشر برمّته. وحازت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام لقب سيدة نساء العالمين لمناقب وفضائل اختصت بها دون غيرها من النساء، فضلاً عن جهادها لإصلاح الواقع الاجتماعي والذي يفضي بالنتيجة لإصلاح الواقع السياسي الاقتصادي فأصبحت بهذه الجهود قدوة لنساء العالم أجمع.
ونحن على أعتاب ذكرى استشهادها الذي يصادف يوم الأحد القادم 17 ديسمبر/كانون الأول، والتي قرأنا وسمعنا كثيراً عنها ومازال المجال مفتوحا في هذا الطريق، ولا يستثنى الفنانون في مختلف المجالات من عرض حبهم وولائهم لسيدة نساء العالمين من خلال أعمالهم الفنية الجميلة في جميع أنحاء العالم، ومنهم الفنان الإيراني القدير "حسن روح الأمين" الذي نشهد منه خلق آثار رائعة وجميلة جداً بموضوع أهل البيت عليهم السلام وأخيراً عن موضوع فلسطين وغزة، حيث أنه بعد عملية طوفان الأقصى البطولية، قام برسم لوحة "فرار الجرذان" الذي يُشبّه فيه جنود الكيان الصهيوني كالجرذان يفرّون من نيران المقاومة.
الرسّام العبقري
الرسام العبقري الايراني "حسن روح الأمين" الذي حيّر الفنانين الغربيين بلوحاته التي استوحاها من حادثة الطف وعن قضايا أهل البيت عليهم وأحداث غزة الأخيرة، وغيرها، يُفضّل الصمت على الكلام ويعتقد أنه يحكي عما يريد بريشته وفي لوحاته، منذ فترة طويلة أتابع لوحاته الفنية التي تقدّم لنا مشاهد جميلة ومؤثرة، وعند الطلب منه للحديث عن رسوماته ولوحاته، يقول: أفضّل الصمت وأعتقد أن العمل أفضل من الكلام. ويحدد أبعاد لوحاته اعتماداً على الجدار الذي ترسم عليه اللوحة، ويرى أن أهمية الموضوع الذي يتناوله في أعماله هي أحد العوامل التي تجعله يختار اللوحات الكبيرة لأعماله.
يقول عن إبداع أعماله: عندما تتبادر إلى ذهني فكرة، أبدأ بالرسم وإذا قمت بإقامة علاقة جيدة معها. أقوم بتعزيز الفكرة الأولية بمزيد من العمل.
حسن روح الأمين ولد عام 1985 في طهران وتخرّج في مجال الرسم في المرحلة الجامعية. بدأ روح الأمين نشاطه بالرسم التوضيحي عام 2003 واستمر في إبداع العديد من الأعمال ونجح في إقامة معارض فردية وجماعية داخل ايران وخارجها في مجال الرسم. ويعد التدريس في كلية الفنون الجميلة والتحكيم في العديد من المهرجانات تجسيدا لنشاطات أخرى سجلها روح الأمين في مسيرته الفنية.
السيدة فاطمة الزهراء(س) في لوحاته
للرسام الإيراني حسن روح الأمين، والمعروف في الغالب بأعماله الدينية، أعمال حول موضوع استشهاد الزهراء(س)، وهي 9 أعمال جميلة جداً، وبمناسبة أيام إستشهاد السيدة فاطمة الزهراء(س) نتطرق إلى بعضها.
- لوحة "الوداع مع السيدة فاطمة الزهراء(س)" التي تم رسمها بموضوع وداع الحسنين عليهما السلام مع السيدة فاطمة الزهراء(س)، ولقد رسم روح الأمين هذا العمل الفني تزامناً مع أيام استشهاد السيدة فاطمة الزهراء(س) وأثناء رحلة مجموعة من الفنانين إلى العتبات المقدسة وحاول تصوير مشهد إقامة عزاء الحسنين عليهما في حزن استشهاد والدتهما.
كتب روح الأمين عن رسم هذه اللوحة: "لقد أكرم الله لوحة وداع الحسنين عليهما السلام في مكان من الأرض حدثت فيه أعظم مصيبة في التاريخ في السماوات والأرض، ما تختزن فيه الأصوات، هذا المكان من الأرض ، تل الزينبية إلى مكان مقتل سيد الشهداء(ع)، لن أعرف أين كنت جالساً! وكان اللقاء للتنويه بمأساة الأم في بيت الابن؛ يا إلهي أين لغتنا وهذه الكلمات..."
- لوحة "اللاهوت في التابوت" وهي مشهد تشييع السيدة فاطمة الزهراء(س) بمظلومية وفي منتصف الليل.
- لوحة "لا تذهبي يا سكينة حيدر" وهي عبارة عن مشهد وداع أمير المؤمنين(ع) مع السيدة فاطمة الزهراء(س) بعد استشهادها.
- "بئر الأنين" وهي لوحة عن أمير المؤمنين(ع) و هو يئن ويشكو استشهاد السيدة فاطمة الزهراء (س) على البئر.
ولوحات أخرى تحت عنوان "المقتدر المظلوم" و"بداية السكوت" و "أول مظلوم" و" بيت الأحزان" وغيرها التي كلها تتطرق إلى موضوع استشهاد السيدة فاطمة الزهراء(س).
لوحة "المضطر"
من جهة أخرى تم أخيراً إزاحة الستار عن لوحة حول مشهد قبل إستشهاد الإمام الحسين(ع) تحت عنوان "المضطر"، في مرقد حفيد الأئمة علي الأكبر (ع) في طهران، بين محبي أهل البيت عليهم السلام.
كما شاهد اللوحة وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي محمد مهدي إسماعيلي، ليلة الجمعة 17 ديسمبر، برفقة محمد خراساني زاده، مدير عام الفنون البصرية في الوزارة. يصور هذا العمل لحسن روح الأمين نضال الإمام الحسين عليه السلام قبل دقائق من استشهاده ومقاومته لهجوم الأعداء على خيام أصحاب الإمام، وتم رسم هذه اللوحة على أساس رثاء محمود كريمي تحت نفس العنوان.
لوحات عن غزة
الفنون البصرية هي أحد المجالات الفنية في المجتمع الفني في بلادنا، بدأ الفنانون في مجال الفنون البصرية، وخاصة رسامي الكاريكاتير ومصممي الجرافيك، بعد جريمة الكيان الصهيوني الغاصب في مستشفى المعمداني بغزة، العمل على إظهار الأبعاد الأوسع لهذه الجريمة للعالم.
كما ذكرنا أيضاً للفنان حسن روح الأمين لوحات فنية جميلة عن عملية طوفان الأقصى وما يجري في غزة، ولقد شارك روح الأمين في حدث "من القدس إلى القدس" في مشهد المقدسة مع عدة من الفنانين وقام برسم لوحة عن فلسطين تحت عنوان "أم البلد" وكان ذلك دعماً لشعب غزة المظلوم، وله أيضاً لوحات رقمية بها الموضوع.
حسن روح أمين، رسام يتفاعل دائما مع الأحداث بسرعة ويبدع عملا فنيا، نزل هو الآخر إلى القلم بعد جريمة الصهاينة في غزة وأبدع عملا بعنوان "العجل". يصور الفنان في هذا العمل الإمام المهدي (عج) وهو يحمل بين ذراعيه أطفال فلسطين المظلومين. وهكذا يواصل مسيرته الفنية ويبث الروح في لوحاته الفنية بريشته التي تسير على اللوحة.