آلة القتل والدمار تعبث وتقتل الأقلام والريشات والأصوات الحرة في غزة
أحمد طرفي
لا اللغة ولا الزمن سمحا لعمر أبو شاويش وهبة أبو ندى وشحدة البهبهاني أن يكتبوا قصيدة جديدة، ولا هبة زقوت ولا حليمة كحلوت يستطيعان أن يخلقا صورة ذات ألوان جميلة على لوحاتهم بعد، ولا محمد سامي قراقيع يعزف بالغيتار بعد الآن وفي أي حدث أو احتفال قادم، لن نرى جهود علي نسمان في خلق البسمة وهزيمة الخوف الذي انتشر على وجوه الناس وفي حياتهم اليومية. كل هذا لن يحدث أبداً، لأن الكيان الصهيوني الإرهابي أخذهم جميعاً منّا ومن مجتمع الفن والأدب في العالم.
إن جيش الاحتلال الكيان الصهيوني الإرهابي لم يأخذ منا أطفالنا ونساءنا وشيوخنا فحسب، بل حاول منذ بداية حرب 7 أكتوبر في قطاع غزة تدمير الفن والثقافة، وكأنه أراد استخدام لغة الفعل والجمال لتدمير الفن والأدب وقيمة وهوية مدن وبلدات فلسطين، التي كانت دائماً ضد هذا النظام القاتل للأطفال وتعنصره.
وكأن النظام الإرهابي الصهيوني بهذه التصرفات الهمجية والوحشية يبعث برسالة إلينا جميعا مفادها أنني لن أرحم أي حركة أو صوت يعارضني.
إن آلة القتل هذه لا تسعى فقط إلى زيادة أعمالها بوحشية من أجل تحقيق أي شكل من أشكال الوهم وافتراض النصر، ولكنها تسعى في أعمالها الوحشية واللاإنسانية إلى إسكات الأصوات وتحطيم الصور واللوحات الفنية وقطع حواف الحكايات والقصص التي توضح وتظهر لنا ارهاب هذا الكيان الغاصب غايته إزالة كل من لديه القدرة على رواية جرائم الاحتلال في وأد الأطفال وقتل النساء والشيوخ وحرق كل ما هو جميل على وجه الأرض في فلسطين المحتلة، فاستهدف الكتّاب والشعراء والموسيقيين والفنانين التشكيليين الذين هم رواة رواية فنية حقيقية وأصيلة مأخوذة من الميدان، حتى لا تصل أصواتهم وجمال صورهم إلى العالم.
لكن العدو الصهيوني الخبيث والإرهابي لا يعلم أنه مع سقوط كل من هؤلاء المجاهدين الحقيقيين الذين يعملون في متراس الفن والثقافة والآداب، سينهض العشرات من الناس للحفاظ على تراثهم وثقافتهم وآدابهم وهويتهم الذي لا تندثر بفعل إرهاب وتطرف الكيان الصهيوني الغاصب. وما النصر إلا من عند الله... والسلام عليكم.