في ختام الاجتماع التاسع للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين البلدين
تطوير العلاقات الإيرانية-القطرية في قطاع الطاقة والطاقة المتجددة
صرح وزير الطاقة الإيراني أن سياسة الحكومة الثالثة عشرة (الحالية) هي تطوير العلاقات مع دول الجوار، وقال: سيتم بالتأكيد تطوير العلاقات الإيرانية - القطرية في قطاع الطاقة والربط الكهربائي بين البلدين وتطوير الطاقات المتجددة.
وقال علي أكبر محرابيان، مساء الإثنين، في ختام الاجتماع التاسع للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين إيران وقطر: نحن نشهد العدوان الغاشم للكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة وفلسطين. وأضاف: إننا نشهد انتفاضة عالمية ضخمة ضد جرائم الكيان الصهيوني، حيث تم خلال الخمسين يوماً الماضية تنظيم أكثر من 2600 مظاهرة ضد الكيان في ولاية أميركية واحدة فقط، كما خرجت آلاف المظاهرات في بلدان أخرى أيضاً.
تطوير العلاقات مع دول الجوار
وأشار محرابيان إلى ضرورة توسيع التعاون الاقتصادي بين إيران وقطر، وقال: إن التعاون في مجال الطاقة المتجددة والتعاون الكهربائي بين البلدين إيران وقطر متاح ويجب بذل المزيد من الجهود من أجله.
وفي إشارة إلى سياسة الحكومة الثالثة عشرة في تطوير العلاقات الودية مع دول الجوار، قال وزير الطاقة: إن إيران وضعت تطوير العلاقات مع دول الجوار على جدول الأعمال وفي العامين الأخيرين، عندما تم تنصيب حكومة آية الله رئيسي، شهدنا تطور وتعميق علاقات الصداقة مع جميع دول الجوار، الأمر الذي يعتبر بمثابة استراتيجية مهمة للجمهورية الإسلامية الإيرانية.وقال محرابيان: تم التوصل إلى إتفاقيات جيدة وواعدة في اجتماع اللجنة المشتركة التاسعة واللجان التجارية والثقافية والاجتماعية والبنى التحتية الأربع، ونأمل مع تنفيذ هذه الإتفاقيات أن نرى آثارها الإيجابية على العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وأضاف: في هذه اللجنة تم اتخاذ قرارات جيدة للغاية فيما يتعلق بتطوير التعاون التجاري بين البلدين، وتقرر أن المسؤولية الرئيسية لمتابعة هذه القرارات تقع على عاتق غرفتي التجارة الإيرانية وقطر.
التركيز على القدرات الاقتصادية
وأعلن وزير الطاقة الإتفاق على عقد مؤتمر كبير في مجال التعريف بالقدرات الاقتصادية لإيران وقطر بحضور الشركات النشطة اقتصادياً في البلدين، وقال: باعتبار أن أهم قدرة لإيران وقطر هي إنتاج وتصدير الطاقة، فقد تم التوصل إلى إتفاقيات جيدة في هذا المجال، بما في ذلك الربط الكهربائي بين البلدين وتطوير الطاقة المتجددة.
وأضاف محرابيان: في قطاع البنية التحتية، تم الإتفاق على 14 محوراً مهماً بين البلدين، من بينها تطوير العلاقات في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وخدمات الموانئ، والنقل البحري، وربط الأسواق الاقتصادية للبلدين ببعضهما البعض. وبيّن أنه تم رسم 7 محاور في اللجنة الثقافية والاجتماعية، من بينها التعاون في مجال السياحة والحرف اليدوية، وقال: هناك مجالات وقدرات جيدة في هذين المحورين بين البلدين.
وصرح وزير الطاقة: أن التعاون في المجال الأكاديمي وتبادل الأساتذة والطلاب وتطوير العلاقات في مجال السياحة العلاجية والخدمات الطبية والرياضة وشؤون الشباب تم التوصل فيها إلى إتفاقيات جيدة فيها في إطار اللجنة المشتركة التاسعة بين البلدين.
وأكد محرابيان على التطوير الشامل للعلاقات بين إيران وقطر في المستقبل، وقال: بالنظر إلى القدرات العالية لتطوير التعاون بين البلدين، نتوقع أن يولي الجانبان اهتماماً خاصاً لتفعيل الموافقات التي تم الحصول عليها في هذه الجولة من المحادثات المشتركة للجنة التعاون الاقتصادي.
قفزة جيدة في العلاقات الاقتصادية
من جانبه، أكد وزير الصناعة والتجارة القطري، الشيخ محمد بن حمد بن قاسم العبدالله آل ثاني، تطور العلاقات التجارية بين إيران وقطر، قائلاً: إن العلاقات الاقتصادية بين البلدين حققت قفزة جيدة.وأعرب الوزير القطري عن أمله بأن يبذل القطاع الخاص في البلدين الجهود للمزيد من تطوير العلاقات بينهما. واعتبر القمة التاسعة فرصة مهمة لمتابعة الإتفاقيات التي تم التوصل إليها في القمة الثامنة، ويمكن أن تكون فعالة للغاية في تطوير العلاقات التجارية والصناعية والاقتصادية وتحقيق الأهداف الاقتصادية للبلدين.وقال وزير الصناعة والتجارة القطري: إن العلاقات القوية والمستقرة بين إيران والحكومة القطرية وثقة الجانبين تظهر أن البلدين تربطهما علاقات قوية. وأضاف: أنه تم التوقيع على العديد من العقود ومذكرات التفاهم بين البلدين، والتي تظهر مستوى العلاقات التجارية بين البلدين، ومن المؤمل أن يفتح الاجتماع التاسع للجنة المشتركة صفحات جديدة من التعاون في مختلف قطاعات البلدين بما في ذلك الشركات الخاصة والاستراتيجية.وأكد آل ثاني إن التحديات التي نواجهها اليوم تزيد من ضرورة التعاون المشترك من أجل التغلب عليها، وتابع: إن تطوير العلاقات المشتركة في هذا الوضع يمكن أن يساعد في حماية مصالح البلدين.
وأشار آل ثاني إلى الأوضاع الاقتصادية لدولة قطر، وقال: وفقاً لإحصائيات البنك الدولي، حققت قطر تقدماً كبيراً في منطقة الشرق الأوسط، ومن المتوقع أن تشهد نمواً بنسبة 3/3 بالمئة هذا العام. وتابع: وفقاً لهذه الإحصائيات، تمكنت قطر من احتلال المركز الأول في جذب الاستثمارات الأجنبية عام 2023.واعتبر الرئيس القطري للجنة التعاون الاقتصادي المشترك زيادة الإنتاج الوطني علامة على تبني السياسات الصحيحة للحكومة، الأمر الذي جعل المستثمرين يختارون هذا البلد للاستثمار.
وقيّم وزير الصناعة والتجارة القطري مجالات الاستثمار في قطر بشكل إيجابي للغاية، وقال: يمكن أن يكون هذا مجال مناسباً جداً لتعاون القطاع الخاص بين الجانبين. وأوضح: أنه تم خلق فرص استثمارية في قطر، وأضاف: وفقاً للقوانين الجديدة التي تمت الموافقة عليها، فانها تسمح للمستثمرين الأجانب بالتملك بنسبة 100% في قطر. وتابع: هذه الفرصة أتيحت في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية وهي تتيح للأفراد الاستثمار في العقارات.وقال الرئيس القطري للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي: بالإضافة إلى ذلك، لدينا المزايا والخدمات التي يتم تقديمها للمستثمرين في المناطق الحرة، وهي استغلال الموقع الجغرافي المميز لدولة قطر.
فرص الإستثمار في قطر
وفي حين دعا الشركات الإيرانية للتعرف على فرص الاستثمار في قطر، قال آل ثاني: نأمل أن نرى المزيد من الشراكات الاقتصادية بين الجانبين. وأردف: يمكننا أن نشهد زيادة في التعاون في مجال التجارة والصناعة وغرف التجارة الإيرانية والقطرية والمياه والصرف الصحي والحرف اليدوية والجمارك والصحة والبحث العلمي والنقل البحري والاتصالات والزراعة والمناطق الحرة والقوى العاملة والرياضة.
وقال وزير الصناعة والتجارة القطري: توصلنا في اللجنة المشتركة إلى مقترحات هي ثمرة عمل الخبراء، ومن المؤمل أن يتم تحقيق خطوة وقفزة جديدة في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.يذكر أن فعاليات الاجتماع التاسع للجنة التعاون الاقتصادي الايراني-القطري المشترك انطلقت في طهران صباح السبت 9 كانون الأول/ ديسمبر واستمرت حتى يوم الإثنين 11 كانون الأول/ ديسمبر 2023 برئاسة وزير الطاقة رئيس لجنة التعاون الاقتصادي المشتركة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقطر علي أكبر محرابيان، بينما حضر الوفد القطري برئاسة وزير الصناعة والتجارة القطري الشيخ محمد بن حمد بن قاسم العبدالله آل ثاني.
ويعقد هذا الاجتماع سنوياً لتطوير التعاون الاقتصادي والتفاعل البناء بين إيران وقطر، وسيتم من خلاله اتخاذ خطوات جديدة وفعالة لتطوير وتعميق علاقات الصداقة بين البلدين، وذلك بحضور وفد يتكون من مسؤولين رفيعي المستوى في الهيئتين التنفيذيتين في البلدين.