في ظل الضغوط التي تمارس عليهم
معظم الأكاديميين الأمريكيين يُحجمون عن انتقاد الكيان الصهيوني
الوفاق/ معظم الأكاديميين الأمريكيين المتخصصين في الشرق الأوسط يراقبون أنفسهم عند التعبير عن انتقادات للكيان الصهيوني، و وفقا لاستطلاع للرأي، أفاد 81٪ من الأكاديميين الذين شملهم الاستطلاع أنهم قاموا برقابة ذاتية على انتقاداتهم للكيان الصهيوني خلال الحرب في غزة، و وجد استطلاع "مقياس أكاديميي الشرق الأوسط" أن 81٪ من أولئك الذين اختاروا مراقبة أنفسهم، قالوا إنهم حجبوا انتقاداتهم للكيان الصهيوني، بينما حجب 11٪ فقط انتقاداتهم للفلسطينيين. كان السبب الرئيسي للرقابة الذاتية بالنسبة لنحو نصف المشاركين هو القلق بشأن ثقافة الحرم الجامعي وتجنب إساءة الطلاب، وكانوا قلقين أيضًا بشأن ضغط الجماعات المناصرة الخارجية.
و قال حوالي 72٪ من المستطلعين إنهم شعروا بـ "حاجة مباشرة أو غير مباشرة أكبر للرقابة الذاتية" منذ 7 أكتوبر. أجري الاستطلاع - وهو مشروع مشترك بين استطلاع القضايا الحرجة بجامعة ماريلاند ومشروع العلوم السياسية للشرق الأوسط بجامعة جورج واشنطن - بين 10 نوفمبر و 17 نوفمبر وشمل 936 مشاركًا. وجد معظم الباحثين الذين شملهم الاستطلاع أن المشاعر المعادية للمسلمين والفلسطينيين كانت أكثر انتشارًا في حرمهم الجامعي من المشاعر المعادية لليهود والكيان الصهيوني. قال نصف المستطلعين تقريبًا إن المشاعر المعادية للفلسطينيين كانت سائدة في جامعاتهم، بينما قال 36٪ إن المشاعر المعادية للكيان الصهيوني كانت سائدة. وجد نسبة أصغر و هم 18٪، أن "معاداة السامية " كانت سائدة في الحرم الجامعي، في حين قال 41٪ إن المشاعر المعادية للمسلمين كانت سائدة.
قمع الخطاب المؤيد لفلسطين
تأتي النتائج وسط تصاعد التعبئة المؤيدة لفلسطين في الحرم الجامعية الأمريكية منذ 7 أكتوبر، عندما القوات الفلسطينية بشن هجوم مفاجئ على الكيان الصهيوني ردا على ما اقترفه هذا الكيان من جرائم بحق المسجد الأقصى و الأسرى الفلسطينيين و توسعه الإستيطاني، وأسرت ما لا يقل عن 240 شخصًا،و إقدام الكيان الصهيوني بعدها بحملة عسكرية اجرامية ، بدأها بقصف جوي تلاها غزو بري. وحتى الآن، قتلت قوات الكيان الصهيوني أكثر من 17000 فلسطيني، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية. و حذر العديد من خبراء حقوق الإنسان من أن الكيان الصهيوني ينتهك القانون الدولي في هجومه على غزة، في حين قال مئات المحتصين أن هذا الكيان الغاصب يقوم بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين.
و في العديد من الجامعات، واجهت هذه المظاهرات و الإحتجاجات المؤيدة لفلسطين اتهامات بمعاداة السامية، مما دفع إلى دعوات لقمع حرية التعبير في الجامعات و المعاهد في جميع أنحاء الولات المتحدة. و يواجه رؤساء العديد من الجامعات النخبوية ضغوطًا متزايدة لقمع الخطاب المؤيد لفلسطين في مؤسساتهم. وفي جلسة استماع بالكونجرس الأسبوع الماضي، طالب أعضاء الكونجرس رؤساء جامعات هارفارد وMIT وبنسلفانيا بشدة بشأن اسكات المظاهرات التي تجري في جامعاتهم واتهموهم بالتغاضي عن معاداة السامية.
و تجدر الإشارة إلى أنه قد نظم مؤخرا ائتلاف "ضد الفصل العنصري" في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT، اعتصاماً دعماً لفلسطينيي غزة الذين يتعرضون لقصف الكيان الصهيونيي،و كان مخططاً أن يستمر 12 ساعة في المدخل الرئيسي للحرم الجامعي المعروف باسم المدخل 7، والذي شهد من قبل احتجاجات طلابية. لكن في الليلة السابقة، أرسلت إدارة المعهد تنبيهاً مفاجئاً يحظر استخدام ذلك الموقع لأغراض الاحتجاج، الأمر الذي اعتبره الناشطون محاولةً لتشويه سمعتهم ووصم احتجاجهم غير العنيف بأنه غير شرعي. واصل المحتجون خطتهم رغم ذلك. وفي الساعات الأولى، حضر مؤيدون للكيان الصهيوني إلى المكان في خطوة استفزازية، مما أدى لاشتباكات بين الجانبين. وبعد انتهاء الاعتصام، وجهت اتهامات للطلاب الذين تواجدو في المظاهرة الداعمة لفلسطين بمعاداة السامية ، بالإضافة إلى ادعاءات بمنع الطلاب اليهود من حضور المحاضرات، في حين لم تظهر أي أدلة تؤكد تلك الادعاءات.و أعرب طلاب وأساتذة وخريجون عن تضامنهم مع حرية التعبير السلمية لدى المحتجين المؤيدين لفلسطين، مُعلنين في الوقت ذاته رفضهم للضغوط الرامية لتبني أي موقف مناصر لفلسطين بأنه معاداة للسامية. ورغم تهديد الجامعة بتعليق نشاط الائتلاف الطلابي، أكد الطلاب عزمهم على استمرار نضالهم من أجل دعم القضية الفلسطينية