في إجتماع اللجنة العليا المشتركة للتعاون الاقتصادي بين البلدين

إيران وسور‌يا تتفقان على إلغاء التعرفة الجمركية وإنشاء حركة ملاحة بحر‌ية

عقدت اللجنة العليا المشتركة للتعاون الاقتصادي بين إيران وسوريا جلسة مباحثات موسعة صباح السبت برئاسة النائب الأول لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد مخبر، ورئيس مجلس الوزراء السوري حسين عرنوس، بحضور وفدي البلدين في مجمع سعدآباد الثقافي التاريخي بطهران.
وتم استعراض آفاق التعاون المشتركة وتفعيلها على أرض الواقع بما يلبي احتياجات ومتطلبات الوضع الراهن، وشملت المباحثات مجالات التعاون في قطاع الطاقة والمشتقات النفطية والنقل والجرارات والإطارات والصناعة وتعزيز التبادل التجاري والنقل والسياحة، وضرورة تفعيل دور قطاع الأعمال في البلدين وإقامة شراكات استثمارية وإنتاجية بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الصديقين.
وفي المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس الوزراء السوري، صرح النائب الأول لرئيس الجمهورية أنه خلال المشاورات مع رئيس الوزراء السوري تم الإتفاق على إلغاء التعرفة الجمركية، وإنشاء حركة ملاحة بحرية منتظمة وتطوير وسائل النقل بين البلدين.
وأشار مخبر الى أن العلاقة مع سوريا هي إحدى إستراتيجيات إيران والتي يؤكد عليها قائد الثورة الاسلامية دائماً، كما أن رئيس الجمهورية يصر عليها أيضاً، موضحاً بأنه خلال زيارة آية الله رئيسي الى سوريا، فقد تحققت إنفتاحات جيدة في العلاقات الثنائية، وأن هذه الإتفاقيات تتابع بقوة حالياً.
وأفاد النائب الأول لرئيس الجمهورية بأن الاجتماع الـ15 للجنة العليا للتعاون الاقتصادي بين البلدين قد انعقد بنجاح بعد انقطاع طويل، وتم خلاله التوقيع على 6 وثائق بين الطرفين تشمل إتفاقيات التجارة الحرة، ومذكرات التفاهم في مجالات السياحة، والمتاحف، والإعلام والمكتبات.
وأشار مخبر الى أنه من بين الإنجازات المهمة التي حققتها مشاورات اليوم، تجدر الإشارة الى الإتفاق على إنشاء حركة ملاحة بحرية منتظمة وتطوير وسائل النقل بين البلدين. وأضاف: إنه تم التوقيع على إتفاقية التجارة الحرة الثنائية والتي تميزت بإلغاء التعريفة التجارية بين البلدين.
 لقاء اتسم بالصراحة والصدق
بدوره، اعتبر رئيس مجلس الوزراء السوري أن هذا اللقاء من أنجح اللقاءات التي عقدت بين البلدين لأنه اتسم بالصراحة والصدق والتفاهم المتبادل.
وأفاد عرنوس بأن زيارته الى إيران تتم في إطارين وهدفين: الأول لمتابعة نتائج الإتفاقيات والتفاهمات التي تمت خلال زيارة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الى دمشق في 3 و4 أيار/ مايو الماضي، حيث تم التوقيع على الإتفاقيات والتفاهمات بشأن سلسلة من الأعمال المشتركة التي تخدم مصالح البلدين والشعبين. واستطرد مشيراً الى الهدف الثاني وهو المشاركة في الاجتماع الـ15 للجنة العليا المشتركة للتعاون الاقتصادي بين البلدين والذي عقد آخرها عام 2019. وتابع: انه في هذا اللقاء أيضاً تمت مناقشة الوضع الاقتصادي والإتفاقيات التي ينبغي تنفيذها بين البلدين.وأثنى عرنوس على الدعم الإيراني حكومة وشعباً والذي لا يمكن أن ينسى في الحرب القاسية ضد الشعب السوري، معرباً عن امتنانه وتقديره لقيادة ومسؤولي الجمهورية الإسلامية الإيرانية وشعبها.
 تعاون اقتصادي واسع النطاق
وفي لقائه مع رئيس الوزراء السوري، وصف النائب الأول لرئيس الجمهورية العلاقات بين طهران ودمشق بالاستراتيجية والوثيقة والودية، وأكد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية عازمة على إقامة تعاون اقتصادي مشترك وواسع مع سوريا. وصرح مخبر بأن إيران حكومة وشعباً لديها وجهة نظر خاصة تجاه سوريا، وتعتبر السلام والاستقلال والنجاح والرفاهية للشعب السوري من الأولويات.
 علاقات عميقة ومتجذرة
من جانبه، وصف رئيس مجلس الوزراء السوري العلاقات بين البلدين بأنها عميقة ومتجذرة وتاريخية واستراتيجية، مضيفاً بأن سوريا حكومة وشعباً لن تنسى الدعم والمواقف المشرفة لإيران حكومة وشعباً.وأكد عرنوس على أنه وبسبب سعي ايران وسوريا الى الإستقلال، تواجهان دائماً ضغوطاً واسعة النطاق من الغطرسة العالمية وأمريكا والدول الغربية، مضيفاً بأن الدول الغربية تضغط دائماً على سوريا باعتبارها أحد الركائز الأساسية لمحور المقاومة؛ لكنه أكد بأن سوريا حكومة وشعباً لن تغير مواقفها وستكون دائماً على نهج المقاومة.
كما اعتبر رئيس مجلس الوزراء السوري زيارة الرئيس الإيراني الى سوريا نقطة تحول في العلاقات بين البلدين، معرباً عن أمله في أن يشهد شعبا البلدين قريباً آثار الإتفاقيات الطيبة التي أسفرت عنها هذه الزيارة.
وأثنى عرنوس على أهمية الدور الإيراني في مرحلة إعادة إعمار سوريا، مشيراً الى أن دمشق ستحاول بالتأكيد أن تجعل إيران الشريك الرئيسي والدولة الأولى في إعادة إعمار سوريا.
وقدم الوزراء المشاركون من الطرفين كل في اختصاصه عرضاً لمراحل تقدم العلاقات بين البلدين والإجراءات المتخذة لتذليل أي صعوبات تعيق التعاون الثنائي.
يذكر أن حضر هذا الاجتماع كل من وزير النفط، ووزير الصناعة والتعدين والتجارة، ووزير الزراعة، ووزير الطاقة، ووزير الاقتصاد ومحافظ البنك المركزي الإيراني.
 إستقبال رسمي لرئيس الوزراء السوري
وكان النائب الأول لرئيس الجمهورية قد أقام مراسم استقبال رسمية لرئيس الوزراء السوري في مجمع سعدآباد الثقافي التاريخي بطهران صباح السبت. وبعد مراسم الاستقبال الرسمية، بدأت المحادثات الرسمية بين وفدي البلدين.
وفي وقت سابق في 30 أيلول/ سبتمبر من العام الحالي، وأثناء زيارته الى دمشق ولقائه رئيس الوزراء السوري، نقل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان له رسالة الدعوة من النائب الأول لرئيس الجمهورية لزيارة طهران وحضور الاجتماع الـ15 للجنة العليا المشتركة للتعاون الاقتصادي بين البلدين.
ومن أهداف زيارة رئيس الوزراء السوري الى ايران، والتي تستمر 3 أيام، المشاركة في الاجتماع الـ15 للجنة العليا المشتركة للتعاون الاقتصادي بين البلدين، بالإضافة الى ذلك سيعقد رئيس الوزراء السوري اجتماعات مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الشورى الاسلامي وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني، وسيتم توقيع وثائق التعاون والتشاور بشأن تنفيذ الإتفاقيات الثنائية في مختلف المجالات.
وتماشياً مع تنفيذ الإتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال زيارة الرئيس السيد ابراهيم رئيسي الى سوريا، تم التوقيع على المحاور المتفق عليها خلال تلك الزيارة والتي تم الإنتهاء منها بعد عقد اجتماعات اللجان المشتركة بين البلدين في شكل وثائق تعاون مشترك خلال هذه الزيارة.

البحث
الأرشيف التاريخي