ومقررة أممية توجّه رسالة إلى نظام آل خليفة
إهمال متعمّد للسلطات البحرينية.. وتدهور صحة المُعتقلين
في غياهب معتقل "جَوْ" المركزي يرسُف المعتقلون وسط ظروف حياتية وصحية صعبة، نتيجة إهمال متعمّد من السلطات البحرينية. وفي هذا السياق، أكد معتقل الرأي جاسم خليل الصفار تَفاقُم أزمة مياه الشرب الملوَّثة في السجن.
ونقلت "هيئة شؤون الأسرى في البحرين"، عن الصفار، وهو المعتقل في مبنى الرقم 9 في سجن "جَوْ"، قوله إنّ :"الماء وسخ ولونه غريب وغير صالح للشرب"، مشيرًا إلى عدم وجود "مياه للشرب في "الكانتين" كي نشتريه". وأكد الصفار أنّ المعتقلين أخبروا إدارة السجن بشأن تلوُّث المياه لكن لم يستجب أحد لهم.
ويُذكر أنّ معاناة المعتقلين في سجن "جَوْ"، من انقطاع المياه في المرافق العامة في السجن، تعود إلى سنوات عدة، بحسب رئيسة قسم الرصد في منظمة "سلام للديمقراطية وحقوق الإنسان"، ابتسام الصائغ. وكانت الصائغ قد قالت، في منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، قبل 5 سنوات، إنّ :"مدة انقطاع المياه تصل إلى أكثر من 14 ساعة وعودتها في الصنابير هي ضعيفة جداً ولمدة بسيطة"، مشيرة إلى أنّ: "المعتقلين يشكون من نقص حاد في مياه الشرب، ويستغيثون من العطش وسط صمت من إدارة السجن".
تدهور صحة السنكيس والخواجة وفتيل
بالموازاة، قالت المقررة الخاصة المعنية بالمدافعين عن حقوق الإنسان ماري لولور في تغريدة على منصة "إكس": إنها "وجّهت رسالة إلى حكومة البحرين بشأن تدهور الوضع الصحي للمدافعين عن حقوق الإنسان عبد الجليل السنكيس وعبد الهادي الخواجة وناجي فتيل".
وفي رسالتها، أكّدت لولور قلقها الشديد بشأن تدهور الوضع الصحي للناشط البحريني عبد الجليل السنكيس، والناتج عن حرمانه من العلاج والإهمال الطبي الذي تعرض له؛ وقالت: "يبدو أن ما تعرض له السنكيس يُشَكّل جزءًا من نهج أوسع نطاقًا، إذ تعرض المدافعون عن حقوق الإنسان للاعتقال بسبب عملهم في هذا المجال". وأعربت لولور أيضًا عن الانزعاج الشديد من التدهور السريع لصحة عبد الهادي الخواجة، بالإضافة إلى سوء المعاملة التي يتعرض لها في السجن.
وأقرّت لولور بأنّ اعتقاله جرى على خلفية عمله في الدفاع عن حقوق الإنسان، وممارسته حقوقه في حرية الرأي والتعبير وحرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات، والمشاركة في إدارة الشؤون العامة.
كما أعربت لولور عن قلقها من تأثر الصحة النفسية للخواجة بالضغوط النفسية الروتينية التي تمارسها إدارة السجن، ولفتت على نحو خاص إلى استهدافه على نحو أكبر بهذه الطريقة بهدف دفعه إلى حافة الانهيار. وقالت لولور: "إن الادعاءات بشأن المعاملة التي يتعرض لها الناشط ناجي فتيل تثير القلق أيضًا، إذ إن ظروف السجن تتعارض وقواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء، المعروفة باسم قواعد نيلسون مانديلا".
ظروف سجن" جو" تتعارض مع القاعدة 36
وأشارت إلى أن ظروف السجن هذه تتعارض على نحو خاص مع القاعدة 36 التي تنص على وجوب الحفاظ على الانضباط والنظام من دون قيود إضافية، ما يضمن الاحتجاز الآمن، والقاعدة 37، والتي تنص على وجوب أن يخضع أي شكل من أشكال الانفصال غير الطوعي عن عامة السجناء، مثل السجن الانفرادي أو العزل أو الفصل أو وحدات الرعاية الخاصة أو السكن المقيد، سواء كانت عقوبة تأديبية أو للحفاظ على النظام والأمن، بما في ذلك إصدار السياسات والإجراءات التي تحكم استخدام ومراجعة أي شكل من أشكال الانفصال غير الطوعي والقبول فيه والإفراج عنه، دائمًا لترخيص بموجب القانون. ما يعني أن عملية فصل الناشط ناجي فتيل عن بقية السجناء تجاهل للقانون الدولي.
وأوضحت لولور أنّها :"تلقّت ردًا من الحكومة البحرينية، لكنها ما تزال تشعر "بالقلق الشديد إزاء استمرار احتجازهم"، كما أعربت عن استيائها من الجهود التي بذلتها حكومة البحرين لدحض مخاوفها الجدية الواردة في البلاغ.
اعتقال تعسّفي وتعذيب وسوء معاملة
بدورها دعت منظمة "أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين" الحكومة البحرينية إلى الوفاء بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان من خلال الإفراج الفوري وغير المشروط عن معتقل الرأي محمد حميد الدقاق، والتحقيق في ظروف اعتقاله التعسّفي وتعذيبه وسوء معاملته وتعرّضه لمحاكمة غير عادلة وللسجن الانفرادي وللإخفاء القسري وللإهمال الطبي.
وعبّرت "أمريكيون"، في بيان، عن مخاوفها من "خطر محدق بحياة الدقاق نتيجة التدهور الخطير في صحته جرّاء الإهمال الطبي والحرمان من الرعاية الطبية، خصوصاً فيما يتعلّق بعدم تقديم العلاج المناسب لمرض السكلر الذي يعاني منه".
وطالبت المنظمة حكومة البحرين بـ "تأمين العلاج المناسب له بشكل عاجل"، محمّلة إياها "مسؤولية أي تدهور إضافي في حالته الصحية".
وشدّدت على "وجوب محاسبة الجناة ضد الدقاق بما في ذلك أطباء سجن "جَوْ" (المركزي) الذين يساهمون في سوء معاملة المساجين ويتهرّبون من مسؤوليات مهنتهم، أو على أقل تقدير إجراء إعادة محاكمة عادلة وصولاً إلى إطلاق سراحه".
واعتقلت السلطات البحرينية الدقاق تعسّفاً بالقرب من منزله يوم 5 مارس/آذار 2015، عندما كان يبلغ من العمر 23 عاماً، وتعرّض للتعذيب والإخفاء القسري والسجن الانفرادي والإهمال الطبي وللمحاكمة غير العادلة وسوء المعاملة خلال مدّة احتجازه، وهو يقضي حالياً عقوبة السجن 19 عاماً بتهم سياسية.
ويعاني الدقاق من العديد من الأمراض، أبرزها فقر الدم المنجلي (السكلر) والألم المرافق له، وأدّى حرمانه المستمر منذ سنوات من الرعاية الصحية في سجن "جَوْ" إلى زيادة معاناته والوصول إلى مرحلة الخطر الشديد من المرض.