كتاب الإستراتيجية والتكتيك في فن علم الحرب
تكاد تخلو المكتبة العربية، من الكتب التي تتناول موضوع الحروب العربية أو الفتوحات الإسلامية الأولى. فمعظم ما فيها من كتب، يركّز إمّا على الحروب القديمة، وصولاً الى الحروب ما بعد اكتشاف البارود، ومروراً بالحربين العالميتين، وانتهاءً بالحروب ما بعدهما.فلم تستعرض أغلبية هذه الكتب، التجربة العربية والإسلامية في فن الحرب، وهذا ما يحاول المفكر العربي والفلسطيني منير شفيق سدّه في كتابه "الإستراتيجية والتكتيك في فن علم الحرب".
وقد اعتبر شفيق، أن دراسة الحرب وفهمها مسألة حيوية ليس بالنسبة للمختصين العسكريين فحسب، بل أيضا بالنسبة للمثقفين والصحفيين والسياسيين والفنيين والعلماء والمناضلين والجماهير. وفق اعتبار أن الحرب ومسائلها، أصبحت تعتمد اليوم أكثر على الجهد الجماعي للأمة، لتنوع واختلاف ساحاتها. ويضيف بأن الثقافة العسكرية أو دراسة قواعد فن الحرب لم يقصد بها، التدريبات أو التمرينات العسكرية على فك السلاح وإطلاق النار والاصطفاف في الطابور، انما يقصد من ذلك دراسة الموضوع على أعلى مستوى الإستراتيجية والعمليات والتكتيك.
فهذا الكتاب يقدم للقارئ العربي القوانين الأساسية والتاريخ وتطور الحرب وعلوم الحرب، كما يستعرض تجارب حروب عربية وإسلامية، قديمة ومعاصرة. وقد أفرد مساحة مهمة من كتابه أيضاً، لتجارب وحروب حركات المقاومة في لبنان وفلسطين.
هذا كان الهدف الأساسي بأن يقدم كتاب يؤسس لعلم الحرب أو يشرح ويطرح ما هو علم الحرب وما هو فن الحرب بالنسبة للإنسان العربي عموماً، وهو طبعاً للمختصين وللذين يهتمون بقضايا الحرب يمكن أن يشكل مرجعاً مهماً لهم.
ناقش الكتاب حول الاستراتجية وخاصةً الإستراتيجيات الحربية واستعراضها والتعريفات المختلفة لها، والفروق فيما بينها. وركز الفصل الثاني على الإستراتيجية النووية كيف؟ ماذا حصل عندما دخلت القنبلة النووية إلى الميدان ودخل الصاروخ؟ وبالتالي أصبح هناك صراع على مستوى الحرب النووية. وتحدث عن تجربة الحرب الباردة ومختلف المراحل التي مرت عليها هذه الإستراتيجيات حول الحرب الباردة، وتوصل إلى التوقعات للإستراتيجيات النووية بين 2009-2020 ، وكذلك تحدث عن القواعد الأساسية في الحرب يعني تلخيص للقواعد العشرة الأساسية للحرب وكيفية التعامل مع كل مبدأ من هذه المبادئ والقواعد.
أُضيف لهذا الكتاب دراسة عن علم الحرب لتجربة حروب الفتوحات العربية الإسلامية والنقاش حولها من الناحية العسكرية الفنية البحتة الإستراتيجية والتكتيك فيها، ولقد تبين أن هذه الحروب كانت متطورة حتى عن حروب نابليون، والذي يعتبر الغرب حروبه أنها الأساس الذي استنتجت منه معظم قواعد علم الحرب الإستراتيجية والتكتيك والحرب الحديثة إلى آخره، يعني فون كلاوسج واضع أسس علم الحرب اعتمد أساساً على دراسة خطط عمليات نابليون وحروبه، وبالتالي وجد الكاتب تقدماً كبيراً للعرب في هذا المجال، وأورد في هذها السياق عدداً من الخرائط تبين هذا التطور.