الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • طوفان الأقصى
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وتسعون - ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وتسعون - ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

بمناسبة ذكراها الثالثة والأربعين

العملية التي دمرت بحر ية نظام صدام البائد وغيرت مصير الحرب

في الـ 7 من آذر / 28 تشرين الثاني من كل عام، تحتفل الجمهورية الإسلامية بيوم القوة البحرية التابعة للجيش. في ذلك اليوم من العام 1980، نفذت القوة البحرية بالتعاون مع القوة الجوية، عملية "مروارید – اللؤلؤة" خلال حرب الدفاع المقدس، والتي استطاعت تحييد القوات البحرية لجيش صدام طوال الحرب.
فخلال تلك العملية العسكرية، غرقت 5 زوارق صواريخ عراقية من فئة أوزا  و7 سفن عائمة عراقية أخرى (قدّرت بحوالي 80% من قدرات القوة البحرية العراقية الصدامية)، وتم إسقاط 6 طائرات ميغ 23 وطائرة واحدة ميغ21 وطائرة مروحية واحدة من نوع SA 321 Super Frelon.  بينما استطاعت بحرية نظام صدام تدمير زورق صواريخ بيكان الإيراني، واسقاط طائرة فانتوم. F-4.
أمّا النتائج المهمة الأخرى التي تحققت، فكانت من خلال تدمير منصات النفط  وأهمها "البكر"، ما أدى الى قطع تصدير النفط العراقي عن طريق البحر بنسبة 90%، كما تم تدمير جميع منصات الدفاع الجوي التابعة للجيش الصدامي، لذا كان عليه اللجوء إلى الأردن وتركيا لتصدير نفطه.
من ناحيةٍ أخرى، فإن 90٪ من صادرات إيران واستيرادها النفطي، كانت تتم عبر البحر، وكان ذلك ممكناً بعد انتصار البحرية الإيرانية وتحقيقها السيادة في الخليج الفارسي. لذلك، أعلن قائد الثورة الإسلامية الإمام روح الله الخميني (قدس) قائلاً أن هذا اليوم يوماً للقوة البحرية الإيرانية من كل عام، وذلك تكريماً للشهداء الذين ارتقوا في العملية وغيرها، ولشجاعة وبسالة أفراد هذه القوة، في الدفاع عن الجزر والموانئ والسواحل والبحار للبلاد.
التحضير لعملية مروارید
لمن لم يطلع على تاريخ تلك الحرب، كانت عملية مروارید معركة بحرية صعبة وناجحة حيث تم إرسال فرقاطتين صاروخيتين من نوع "أوزا" و13 طائرة مقاتلة إلى قاع مياه الخليج الفارسي، بالإضافة إلى ذلك، قُتل عدد من حراس جنود  صدام وأُسر بعضهم. وللتعويض عن الهزائم حاول العدو  في تلك الفترة استعادة المعابر بكل قواته من الجو والبحر. لكن في معركة غير متكافئة، تمكنت فرقاطة "بيكان" من إخراج عدد من سفن وطائرات نظام صدام الأخرى من مواقع العملية. عقب ذلك، وبعد ساعات من القتال الدؤوب، وبينما كانت القوات الإيرانية توجه رصاصاتها الأخيرة على العدو، أصيبت فرقاطة بيكان بعدة صواريخ وتم الرسو بها في قلب المياه الدافئة للخليج الفارسي.
البحرية وبداية الحرب المفروضة
عند اندلاع الحرب، صدر إعلان بحري  تحذيري  من القوات الإيرانية لكافة  الوحدات  البحرية من مغبة التوغل داخل حدود إيران المائية. وتوجهت قوات إيرانية إلى هناك بُغية السيطرة على الممرات وحمايتها وحراسة القنوات البحرية ودعم الوحدات المحلية الموجودة هناك وحركة السفن التجارية. وكان من ضمن تكليفها منع السفينة الصينية من إدخال الأسلحة للعراق، وإيقافها إن لم تستمع للتحذير. وهذا ما حصل، لم تستمع السفينة للتحذيرات ما دفع القوات الإيرانية لمواجهتها مما أدى لإصابتها وتقهقرها، ولكن أثناء عودة القوات الإيرانية إلى القاعدة لإبلاغ القيادة بالأحداث، وفي ظل ظروف جوية قاسية حيث كان البحر عاصفاً جداً وكانت السماء تمطر بغزارة... هاجمتهم طائرة ميغ 23 عراقية، فاستهدفتها القوات الإيرانية من مسافة بعيدة جداً ما أدى إلى سقوطها في المياه وهبوط طيارها بمظلته منها، وإثر ذلك توجهت القوات إلى مكان سقوطها ووجدت لوحة الطيار الخاصة وقامت بتسليمه إلى مقر عمليات بوشهر كدليل.
كيف تم التخطيط لعملية مروارید؟
لم تكد تمرّ بضعة أشهر على إندلاع شرارة الحرب المفروضة على إيران، وكانت منفذ " البكر " من أكبر مراكز تصدير النفط العراقي شمال الخليج الفارسي، والتي كانت تعتبر بطريقة ما الشرايين الحيوية لاقتصاد  نظام صدام. لذا وضعت خطة تدميرهما على جدول أعمال القوة القتالية 421، التي كانت مسؤولة عن الإدارة العملياتية للمنطقة البحرية. لأنه خلال الحرب، استخدم نظام صدام هاتين المنصتين كمجمع اقتصادي وكنقطة مراقبة، مشكلةً خطراً على الطائرات الإيرانية المحلقة فوق سطح الماء محاولة التخفي عن رادارات العدو أثناء توجهها لقصف المناطق العراقية، فكان القرار باحتلالها وتدميرها، لذا غادرت القوات الإيرانية لتنفيذ المهمة في يوم يوم السابع وعشرين من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 1980م ، وسيطرت عليها بعد قصفها وتدميرها ورفع العلم الايراني عليها.
شكلت السيطرة على هذه المنصات أهميةً كبرى، ففي تلك الفترة وبعد بداية الحرب المفروضة على إيران من قبل جيش صدام براً وجواً، لم تكن تستطيع القوات الإيرانية الوصول إلى الأرض والمياه العراقية، لكن الاستيلاء على المنصتين، اللتين لعبتا دورًا مهمًا للغاية اقتصاديًا وعملياتيًا، كان بمثابة نجاح كبير للقوات الإيرانية فى ذلك التوقيت. لكن كانت تضطر القوات الإيرانية على تخليتها وعدم البقاء فيها، لذا ولأهميتها الاستراتجية لقوات صدام كانت تعيد بنائها من جديد، لذا اتخذ القرار بتدميرها بشكل كامل بطريقة بحيث لا تسمح لهم بالاستفادة منها مجدداَ.
عملية مشتركة لفرقاطة بيكان وفريق التدمير تافاران
لتحقيق أهدافها، تم تحديد فرقاطة "بيكان" كنقطة انطلاق للهجوم. وتوجهت القوات البحرية الإيرانية لتفخيخ المنصات عبر تركيب المواد المتفجرة ومادة TNT لتدمير الأجزاء الحساسة منها، وكان ذلك في حوالي السادس والسابع والعشرين من شهر تشرين ثاني/ نوفمبر . عند بداية المهمة انتبهت القوات لوجود كمين لقوات صدام في جزء من المنصة، وهم يتحينون الفرصة لإطلاق النار عليهم. فأتت أوامر القيادة بالالتفاف على الكمين ومحاصرتهم وأسرهم إن أمكن، وهذا ما تحقق ونقلوا إلى فرقاطة بيكان وتم حبسهم في نادي الضباط هناك.
تدمير فرقاطات  جيش صدام  وأسر طاقمها
تسببت العمليات المتتالية على المنصات وأسر جنود صدام  في تحرك القوات التابعة لهم لمعالجة الأمر، فأرسلت قاعدة أم القصر البحرية ثلاث فرقاطات عسكرية، وهي فرقاطات تشبه الفرقاطات الإيرانية تقريبًا، لكنها من النوع الروسي لمهاجمة القوات الإيرانية، أظهرت شاشة الرادار اقتراب الفرقاطات منهم، فعالجتها القوات الإيرانية بنيران القصف ما أدى إلى تقهقرها وتوقف هجومها، وذلك بهدف إصابة إحدى الفرقاطات بصاروخ القوات الإيرانيةـ هربت الفرقاطتين الأخريين، ما أدى إلى وقوعها أثناء هربهما في المياه الضحلة ما أعاق من حركتها، واختفت تلك الفرقاطة التي أصيبت بصاروخ ما يعني تدميرها وغرقها، وتوقفت الفرقاطة الثانية عن الحركة فأثار فضول القوات التي لم تكتشف السبب إلا حين اقترابها منها ورؤية خوف وهلع قوات صدام، فسيطرت عليها وكانت المرة الأولى في تاريخ البحرية التي يحصل فيها أسر فرقاطة سالمة، وبعد الاستيلاء عليها تم تدميرها.
لماذا كانوا يخافون من الفرقاطة بيكان؟
لقد تعرضت القوات الإيرانية  للقصف ظهيرة يوم الجمعة وغرقت الفرقاطة بيكان. بدايةً نجحت الفرقاطة في تدمير صاروخين أُطلقا على الفرقاطة، لكن أصابتها الصواريخ الأخرى، ما دفع بأفراد بطاقمها للقفز منها في الماء ومغادرتها، وقد أطلقت ستة صواريخ على الفرقاطة ما أدى إلى تدميرها، تلك الفرقاطة التي كبدت بحرية  صدام  أفظع الخسائر بل قضت عليها ودمرتها، قبل أن تتمكن من تدمير حدودنا المائية وموانئنا وخطوط اتصالاتنا واستخراج النفط. أي أن البحرية العراقية دُمرت في فترة قصيرة من الزمن. وقد لا يُعرف قيمة ذلك لسنوات طويلة، عن الخدمة العظيمة التي قدمتها البحرية في هذه الحرب، فبسببها إستمر عمل الموانئ وتأمين الإمدادات للشعب الإيراني، وتكفلت البحرية الإيرانية بحمايتها وحدود إيران البحرية واستمرار إمداد البلاد بالمنتجات البترولية والمواد الغذائية من الموانئ حتى لا تعاني البلاد من أزمة، وانتهى الأمر بسرعة كبيرة وتم تدمير البحرية صدام بأكملها.
تأمين القوات البحرية لقمة العيش لأبناء الوطن
ماذا كان سيحصل لو لم يكن بالإستطاعة إدخال كل الموارد الضروية لإحتياجات الشعب الإيراني مثل القمح والمنتجات النفطية مثل البنزين والديزل وكل ما يحتاجه، فلو كانت كل الحدود البحرية والموانئ في قبضة جيش صدام، ماذا كان سيحصل للشعب؟ لذا من الأهمية الإضاءة على دور هذه العملية في الحفاظ على تأمين احتياجات الشعب الضروية والحفاظ على حدود إيران. ولمّا لها أيضاً من تأثير كبير ومضاد على الساحة العراقية، فبعد تدمير المنصات استعاض نظام صدام حينها لتصدير النفط من مناطق أخرى لتعويض بعض الخسائر. ولهذا الغرض ناشد الأردن وتركيا وطلب المساعدة منهما. عملية مرواريد الحساب دمرت البحرية العراقية، واحتاج نظامي صدام حينها إلى ميناء جيهان التركي لتصدير النفط، وكان  قد اشترى لنفسه الكثير من الأسلحة من إيطاليا، لكنه بعد فشل هذه العملية لم يتمكن من إحضارها إلى منطقته.
ختاماً كانت عملية مروارید إحدى العمليات الناجحة للقوات البحرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية بمشاركة ودعم القوات الجوية، والتي استهدفت في قصف ميناء أم القصر ومنصتين نفطيتين عراقيتين مهمتين؛ وتم الانتهاء من منصة البكر على ساحل أرفندرود. وتأتي هذه العملية مكملة للعمليتين "أشكان" و"الشاهد سفاري" اللتين نفذتهما القوات البحرية للجيش في نوفمبر من العام نفسه وبالأهداف نفسها، ونظراً لنجاح هذه العملية فقد سمي هذا اليوم بيوم البحرية.
ولا تقتصر أهمية هذه العملية على الجانب التكتيكي والعسكري من حيث الأضرار الكبيرة التي تكبدتها القوة البحرية العراقية حينها  من جانب بحرية الجيش وبإسناد المقاتلات التابعة للقوة الجوية الإيرانية فحسب، وإنما تسببت في أصداء كثيرة على الصعد السياسية والاقتصادية عالميا”، فلقد تم تدمير قسم كبير من القطع البحرية العراقية (في عهد صدام البائد) خلال عملية مرواريد البحرية للجيش الايراني؛ تلك العملية ادت الى تدمير 13 قطعة بحرية و11 مقاتلة عراقية بواسطة مقاتلات القوة الجوية للجمهورية الاسلامية، فضلا عن قطع صادرات العراق النفطية عبر منفذ “البكر” بالكامل.
ولقد أسهمت في تعزيز قدرات بحرية الجيش الإيراني ليتمكن من بسط سيطرته التامة على منطقة الخليج الفارسي حتى نهاية الحرب المفروضة، وأيضاً اشرافه البحري الكامل عليه بهدف حماية المنافذ وخطوط الاتصال البحرية في المنطقة، ولقد رافقت القوة البحرية الاستراتيجية التابعة للجيش الإيراني في فترة الدفاع المقدس ما يزيد عن 10 آلاف سفينة تجارية لتضمن عبورها الآمن عبر مضيق هرمز وصولاً إلى ميناء
ماهشهر (جنوب غربي البلاد).

البحث
الأرشيف التاريخي