الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • خوزستان
  • الریاضه و السیاحه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وتسعة وثمانون - ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وتسعة وثمانون - ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ۱۰

المفكر الفلسطيني الكبير منير شفيق للوفاق:

الغرب يشنّ حرباً حضاريةً ضد العرب والمسلمين كافة

الوفاق/ خاص
هادي معصومي زارع

إلتقت صحيفة الوفاق مع المفكر والمنظّر الفلسطيني الكبير الاستاذ منير شفيق حيث سألته عن آخر التطورات المتعلقة بعملية” طوفان الأقصى”، وفيما يلي نص هذا الحوار:

ماهي طبيعة الحرب المندلعة في قطاع غزة ؟
في السابع من نوفمبر قامت هناك عملية عسكرية باسم قوات عز الدين القسام وهي الجناح العسكري لحركة حماس بقيادة قائد فذ يدعى محمد الضيف واخوانه ضمن خطة محكمة للهجوم على مايسمى بغلاف غزة وهذا الغلاف هو الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948، ولأول مرة منذ ذلك الوقت يعني منذ 75 سنة تحدث معركة على تلك الارض وليس فقط الاحتلال الذي حصل عام 1967 وهذه كانت لها رمزية كبيرة. وكانت خطة محكمة من حيث الترتيبات التي قامت لها والتمويه وحققت مفاجآت مذهلة أذهلت العالم والعدو بقدرتها على التنظيم وطريقة عملها وتنفيذها وتمكنها من أن تعمي وتصم كل الأجهزة الصهيونية حتى تفاجأ فعلاً بهذه العملية وهي فعلاً من هذه الزاوية كانت مفاجأة كبيرة جداً وقد جاءت بنتائج هائلة على الارض. وهنا أنا أعتقد أن هناك مفاجأة ثانية هي ان الجيش الصهيوني كان غير مستعد لتلقي المفاجأة علماً أنه كجيش يجب أن يكون مستعداً دائماً للمفاجآت وهزم بطريقة غير متوقعة. فكيف يمكن أن يهزم بهذه الطريقة الجيش الذي تعداده يصل لمئات الآلاف وكيف يمكن لمجموعة من المقاومين لاتتجاوز ربما 500 ألف شخص أن تسيطر على منطقة تبلغ 370 كيلومتر مربع بهذه الطريقة.
من يشهد كيف اندحر الجيش الصهيوني وتراجع ولم يستطع أن يقاوم، يدرك هول هذا الحدث خاصة بالنسبة لقيادة الجيش الصهيوني وجمهور الكيان الصهيوني وكذلك بالنسبة لأمريكا والغرب اللذان عندما نظرا لما حصل في يوم السابع من اكتوبر أذهلا وتصورا أن الجيش الصهيوني اندحر واستسلم وأن الكيان الصهيوني أصبح في خطر فلذلك  اندفعوا لانقاذ الموقف وأعلنوا أنهم شركاء في المواجهة وانهم لن يسمحوا للكيان الصيوني أن يهزم بهذه الطريقة، ووصل بهم الامر الى أن الولايات المتحدة الامريكية بقيادة بايدن أعلنت أنهم و" اسرائيل" شيء واحد أو أن" اسرائيل" نحن ونحن" اسرائيل" وبالتالي لن نسمح بهزيمة الكيان الصهيوني.
وهذا يثبت أن الغرب بكامله أصبح شريكا بالحرب التي اندلعت في السابع من اكتوبر. وهناك بعد يجب أن نتوقف عنده وهو مايجب أن يفهم ويركز عليه أن هناك تصريحات صدرت عن الولايات المتحدة وعن جو بايدن وعدد من قادة الغرب في اوروبا وعن نتنياهو لخصت هذه الحرب بأنها حرب بين الحضارة والبربرية، يعني من وجهة نظر امريكا اعلنت ان هذه الحرب ليست بين الكيان الصهيوني والمقاومة الفلسطينية والفلسطينيين وانما هي حرب بين الحضارة الغربية والبربرية ويقصدون بالبربرية العالم العربي والاسلامي وما يمكن ان يضيفوه أيضاً للبربرية من شعوب الشرق؛ ولذلك هذه قضية مهمة ويجب أن تفهم في ايران أن امريكا واوروبا والغرب أعلنوا انهم اسرائيلييون وانهم يشنون حرب حضارية ضد العرب والمسلمين كافة، حرب لاتميز بين مسلم ومسلم وبين عربي وعربي وهذا يعني أنها حرب حضارية ضد البربرية لذلك من الآن فصاعداً من غير المسموح لأي ليبرالي او لأي طرف لديه تعاطف مع امريكا او الغرب أن يدعي أنه على الحياد؛ هو يستطيع أن يقف على الحياد لكنه في الحقيقة يقف ضد نفسه لان بايدن وكل الصحافة الغربية تتعامل مع هذه الحرب باعتبارها حرب ضد العرب والمسلمين وقائمة على أسس عنصرية، وبالتالي أعتقد أن من مزايا هذه الحرب الدائرة الان أنها كشفت القناع عن وجه الغرب وعن وجه أمريكا واوربا بصورة خاصة، وقالت لكل العرب والمسلمين لاتتوهموا فنحن ضدكم جميعاً، وعليكم جميعا أن تخضعوا لنا وهذا معنى مايجري الان.
لذلك أنا  ارى ان الحرب الدائرة الان والتي يتحمل مسؤوليتها الفلسطينيون في قطاع غزة هم يقومون كقوة أمامية تدافع عن كل العرب والمسلمين والذين يسميهم الغرب برابرة في هذه المعركة، وبالتالي اعتقد ان على الامة الاسلامية أن ترى في هذه الحرب نفسها ليس في موقع الذي يدعم أو يتعاطف مع الفلسطينيين وانما ان ترى ان هذه الحرب تشن ضد الاسلام والمسلمين والعرب، ضد امم وشعوب اسلامية وليست حرب بين الحضارة والبرابرة.
فالمقصود بالبرابرة هم العرب المسلمون لذلك لايحق الان لعربي او مسلم ان يتعاطف مع امريكا او ان يعتبر انه من الممكن ان تقوم علاقات ايجابية او ودية او عادلة بين أية دولة عربية واسلامية والغرب ، تطبيقا لهذه النظرية عندما وجدوا نفسهم مهزومين وغير قادرين على مواجهة المقاومة في حرب برية بدأوا بتبني استرايتيجة هي استراتيجية القصف الوحشي ضد المدنيين والاطفال والنساء والرجال وليس ضد المقاومين؛ لأن المقاومين كانوا متخفيين ضمن الانفاق فالحرب هذه شنوها ضد المدنيين والاطفال والعرب والمسلمين في هذه البقعة.
وهذه الحرب تجاوزت ان تكون جزءا من الحرب؛ لأنها لم تكن تتقيد بالقانون الدولي الانساني الذي يجب ان يحكم الحرب، وانما رمته وراء ظهرها وبدأت تقتل وتدمر بشكل عشوائي ولم تترك شيئا ولذلك هذه الحرب لاتعتبر جزءا من الحرب فالهجوم الذي يشن الان على قطاع غزة ويقتل الاف الاطفال والنساء والرجال بدون هوادة وبدون سبب هو القتل بحد ذاته والاجرام بحد ذاته، لذلك يجب ان نخرج هذه الحرب من أنها جزء من الحرب بين المقاومة والكيان الصهيوني وانما هي جزء من حرب مقصودة لذاتها يعني حرب ضد المدنيين فقط وخرجت عن قوانين الحرب لانها لم تتقيد بالقوانين الانسانية والعادلة التي يحددها القانون الدولي بالنسبة للحروب الخارجة عن الاتفاقات الخاصة بالمدنيين في الحروب. لذلك هذه ايضا نقطة ثانية مهمة للذين يجب ان يقفوا الى جانب الشعب الفلسطيني ليس فقط دعماً للمقاومة وتحرير فلسطين وانما ايضا لمواجهة حرب اجرامية تستهدف الابادة البشرية ويجب على كل انسان في العالم وكل شعوب العالم ان يقفوا ضد هذه الهمجية الموجهة ضد المدنيين والاطفال والنساء ومن الواضح ان امريكا والكيان الصهيوني بالذات تجاوزا كل الحدود ولم ينصاعا لاي موقف و لم يهتموا لأي من المظاهرات التي وصلت اعدادها للملايين من الناس ولم يهتموا لقرارات الجمعية العامة التي ضمت 120 دولة ادانت هذه الحرب الهمجية وطالبوا بوقفها وكذلك ال40 دولة اللواتي امتنعوا عن التصويت يجب ان يحسبوا موضوعياً انهم ضد الحرب الهمجية إلا 14 دولة في العالم الذين وقفوا بجانب هذه الحرب. يجب ان ينظر الان للموقف من قبل الشعوب الاسلامية في مواجهة حرب في موقف فيه واجب انساني وموقف فيه ضمير انساني واسع ضد همجية بربرية تقتل الاطفال والنساء وكأنه قتل للذات لان ذلك خرج عن المعركة البرية ويجب أن يواجهوا بالهجوم البري اذا ارادوا الانتقام من حماس وليس بالقصف الجوي على المدنيين وهذه نقطة أساسية.

قلتم أن الكيان الصهيوني تفاجأ بهذه العملية، ونحن نعلم أن الكيان الصهيوني لديه واحد من أقوى أنظمة الاستخبارات في العالم فكيف يمكن ان نبرر هذا الفشل، هل صحيح مايقال عن نظرية المؤامرة وعن الفخ الصهيوني للقضاء على قطاع غزة والتهجير الديموغرافي؟
كل من يتحدث عن نظرية المؤامرة ليس لديه عقل لأنه لايمكن لأحد أن يخطط لمؤامرة ويقبل أن يقتل 1300 صهيوني مرة واحدة؛ فكيف هي من مؤامرة؟؟
فكل من يتحدث عن هذه النظرية ليس لديه منطق ولا فهم فحتى مخرجو السينما لايمكنهم أن يفكروا بهذه الطريقة فما هو المقصود من هذه المؤامرة فهل أرادت القيادة الصهيونية أن تقوم حماس بهذه العملية لكي ترضى هي عنها؟؟ هذا غير منطقي، فمتى حصل وقبل الصهاينة أن يقتل منهم 1300 عنصر ويؤسر 250 وتحتل كل المستوطنات فقط من أجل إيهام العالم بالمؤامرة؟ هل هم بحاجة لذلك حتى يفتعلوا حرب ويهاجموا؟ لكن العملية كانت حقا مفاجأة ولكن هناك مفاجأتان وليست واحدة فقط والمفاجأة الاكبر أنه كيف استطاعت حماس أن تنفذ هكذا عملية في بضع ساعات بدون ان يكتشفهم الصهاينة. فقد كانت عملية محكمة جداً وهذا جانب يفسر بالمنطق والواقعية وليس هناك أية مؤامرة. ولكن المفاجأة الثانية التي لاتقل اهمية عن الاولى هي انهيار الجيش؛ فما هذا الجيش الذي ينهار ويسلم أسلحته بمجرد أنه تفاجأ ولايستطيع المقاومة؟ والمفاجأة الكبرى هي أن نرى الجيش الصهيوني ينهزم بهذه الطريقة. فلا يحق لأي جيش في العالم أن يقول أنني تفاجأت عند الدخول في صراع لأنه ليس هناك حرب بدون مفاجآت فعلى القادة العسكريين أن يكونوا جاهزين دائماً للرد على اية مفاجأة فالمفاجآت في الحروب ممكن أن تدوم لساعات أو لمدة يومين ولكن يجب على أي جيش أن يكون قادراً على الرد بسرعة والهجوم، فالمفاجأة الكبرى هي الانهيار الذي أصاب الجيش الصهيوني لذلك هم لهذا الوقت لديهم مفاجأة اخرى أنهم غير قادرين على اقتحام قطاع غزة برياً فما هذا الجيش المدعوم أميركيا والمشترك مع اميركا ولايستطيع الرد على المفاجآت؟

خلال العملية تم نشر الكثير من الافلام من داخل المستطونات انتقدت حماس لسوء التعامل مع المدنيين من المستوطنين وبالتحديد ذاك المهرجان الذي أصيب، ومقتل النساء فقاموا بتسمية الفصائل المقاومة بداعش وشبهوها بداعش فماذا يمكننا أن نفهم من نشر هذه الافلام؟
كل ماجاء في تلك الافلام كلام فارغ وعاري عن الصحة فكلنا نعلم أن الفصائل المقاومة لم تسئ لأحد وهناك الكثير من الشهادات التي نشرت من قبل أسرى قالوا انه لم تتم الاساءة لنا وكانت المعاملة جيدة وفي احدى المقابلات كان هناك لوم على التلفزيون الصهيوني لنشره أكاذيب عن سوء المعاملة ولحد الآن لايمكن لأي أسير أن يظهر ويقول أن المعاملة كانت سيئة أو غير انسانية؛ فقد كانت هناك مبالغة حتى في الانسانية في تعامل المقاومين مع الأسرى.

 قالوا انه تم قتل 1000 شخص من المدنيين؟
 كلا ليسوا من المدنيين وان كانوا مصرين أن هؤلاء الألف شخص من المدنيين ليحضروا لنا أسمائهم! جميعهم من الجيش أنا لا أقول أنه مسموح قتل المستوطنين لكن هؤلاء المستوطنين مسلحين وليسوا مدنيين ومن الصعب تسميتهم مدنيين، ومع ذلك أقول لهم أن يأتوا بأي دليل يثبت عدم كذبهم وتلفيقهم.
وان كان بالفعل قد مات عدد قليل من المدنيين في المستوطنات عن طريق الخطأ، ألم يروا هم ماذا يفعلون بالمدنيين في غزة وكيف يقتلونهم بطريقة وحشية على مدى 42 يوماً من القصف، وهم يصورون ويتفاخرون بأعمالهم الاجرامية. فلايحق لأي أحد من الغرب أو أميركا والصهاينة أن يتجرأ ويتحدث عن المدنيين أو الدفاع عن المدنيين فهذا عار خصوصاً بعد القتل العلني للاطفال وهم يتفاخرون ويصورون. فهم قد خسروا المعركة الاخلاقية نهائياً بعد الـ42 يوم الأخيرة سواء بايدن أو نتيناهو او الغرب بقتلهم للمدنيين.

البعض يقولون أن ايران وحزب الله دفعوا بحماس للمعركة وخدعوها وبعدها لم يتدخلوا مباشرة في الساحة ولايهاجمون الكيان الصهيوني بشكل مباشر، فما رأيكم بهذه الاقاويل؟
أنا لا أعتقد أن ايران وحزب الله قد خدعوا الفلسطييين بل على العكس الفلسطينيين كلما طلبوا مساعدة ايران او حزب الله لم يتأخروا لحظة عن تقديم المساعدة، وبالتالي بالنسبة لمشاركتهم المباشرة في الحرب فأنا أرى أنه لحد الان ليست هناك حاجة لمشاركتهم المباشرة؛ فالمقاومة منتصرة حتى الان وليس هناك خطر عليها.  ثانيا بالنسبة لقضية الدخول في الحرب، فإن كل شخص يقرر لنفسه هذا الاتفاق الفعلي الذي بداخل محور المقاومة فهم يعرفون متى يتدخلون وكيف يتدخلون.  وكيف يكون التدخل فهذا الامر متروك لهم نفسهم، وبرأيي أنه حتى الان القضية ليس لها علاقة بالمحور وليس لها علاقة بالتسلح بل أنه بعد القصف الصهيوني على المدنيين فمن واجب تركيا أن تتدخل وكذلك ماليزيا وكل دول العالم يجب أن تعرف كيف تتعامل مع هذه القضية؛ فهذا الحصار الذي حصل لم يتطلب أن يتدخل أحد للدفاع عن فلسطين حتى المرحلة الثانية وان حصلت حرب برية فلسنا بحاجة لأحد أن يتدخل؛ فنحن نستطيع أن نخوضها بأنفسنا ولكن قصف المدنيين يعتبر مشكلة خارجة عن الحرب فقد أصبحت قوة اجرامية تستهدف القصف على المدنيين وهنا يصبح واجب كل الانسانية بما فيها محور المقاومة وليس فقط محور المقاومة وحده ان يتخذ موقف من هذا القصف الاجرامي.

هناك البعض يشككون بشعبية المقاومة في غزة ويسألون من أين جاؤوا بهذه الوكالة من الناس لكي يخططوا للعملية ويهاجموا الكيان الصهيوني لتحدث هذه المجازر والدمار في غزة، فما تعليقكم؟
هذه فرضيات سخيفة لان اي بلد عندما يدخلها الاحتلال والاستعمار يصبح حق لكل فرد وكل مجموعة وكل جهة ان تحمل السلاح وتقاوم؛ وهذا مثلا حدث في اوروبا عندما احتل النازيون اوروبا بالكامل قامت مقاومة في كل بلدان اوروبا ضد الاحتلال ولم تأخذ اذنا من احد ولم تحدث انتخابات.
هذه سخافة و أيضاً بالنسبة للذي يشكك في رأي الناس من الاحتلال والمقاومة يمكنهم ان يعملوا استفتاء ويأخذوا اراء الناس وانا متأكد أن أكثر الاصوات على المستوى العربي والاسلامي وليس فقط الفلسطيني ستكون لصالح تشكيل المقاومة، فمن الأفضل لهم ألا يتحدثوا عن هذا الموضوع. ومن يقاتل الآن لايقاتل لأنه يمثل المقاومة بل انه يقاتل في سبيل قضية عادلة يقدم حياته من اجلها ويمثلون الشعب وهناك من يدعي انه يمثل الشعب الفلسطيني وهو نائم ولا احد يسمع عنه أي تصريح، ألا وهي منظمة التحرير. وبالمناسبة فقد قال الامام الخامنئي خلال الثورة 1979 أنه ليست هناك حاجة لقيام انتخابات من اجل المقاومة فأين حصل هذا في العالم أن يقوم قائد عسكري أو قائد ثورة بانتخابات لقيام المقاومة؟

جنابكم وكونكم جئتم من اليسار الى الاسلاميين، الان نسمع احيانا من البعض أن حماس والفصائل الاسلامية قد ورطوا الناس في غزة بهذه الحرب والمجازر والتدمير وأن المستقبل لن يكون لصالح الفصائل الاسلامية وأن الشعب سيلجأ الى القوى الوطنية والتيارات اليسارية لحل هذه القضية فما رأيكم في مستقبل هذه القضية؟
في المستقبل ليست هناك مشكلة في أن يختار الشعب القوى الوطنية او الفصائل الاسلامية لأن القوى الوطنية لاتختلف عن الفصائل الاسلامية فليست هناك مشكلة في ان يختار الشعب الجهة التي يلجأ اليها. فأنا هنا مستغرب هل هم متضايقين من كونها اسلامية ام أنهم خائفون عليها. وهل ان الذين يختارون الاسلاميين سيتضايقون اذا جاءت القوى الوطنية؟؟
انا متأكد انه عادة في المقاومة عندما يكون بلد تحت الاحتلال فالناس ستؤيد من يقود المقاومة ضد الاحتلال يعني عندما اختار شعب جنوب افريقيا مانديلا لم يختره لافكاره بل اختاره نظراً لظروف الشعب. وان المستقبل ليس محصورا في فلسطين ففلسطين ليست جزيرة في البحر الاطلسي لنتركها ترتب امورها بنفسها، فلسطين جزء من الامة العربية الاسلامية ومستقبلها جزء من المستقبل العربي الاسلامي العام ومستقبل العالم ككل فنحن علينا ان نعمل لتغيير هذا الواقع الى المستقبل.

مانفهمه من كلامكم ان ظهور الاسلاميين في فلسطين كان بسبب تبني خيار المقاومة وكل من يتبنى هذا الخيار ينضم اليه الشعب الفلسطيني؟
الشعب الفلسطيني اختار فتح عندما لم تكن اسلامية واختار الجبهة الشعبية عندما قامت المقاومة عام 1968 وفي ذلك الوقت لم يكن الاسلاميون قد ظهروا بعد. فالشعب يختار مقاومته لشيء مشروع.

برأيكم هل ستتجاوز غزة الاسلامية والمقاومة في المستقبل وتذهب باتجاه التطبيع والخدمات أم أن المقاومة ستتسع؟
نحن الأن غارقون في الضحايا والدم فلا يمكننا ان نفكر كيف سيكون المستقبل وكل مايهمنا الان هو أن يتوقف القصف على المدنيين كأولوية.

هل القصف سيكون رادع ويمنع المقاومة أن تفكر في المستقبل بتوسيع المقاومة أم أن هذه المجازر ستثير المقاومة وتدفعها للتوسع؟
خلال هذه المجازر لم نرَ أحد من الناس قد استسلم أو رفع الراية البيضاء، بل أنهم توكلوا على الله تعالى وتحملوا هذه المجازر وهذا يعني أن المقاومة شيء يتعلق بالبعد الوطني والقومي والاسلامي والديني والمسيحي وهذه المسائل ليست لها أهمية.

في موضوع الضفة الغربية، هناك الكثير من العيون على الضفة الغربية فهل الضفة والاردن ستغير موقفها؟
الضفة الغربية يرتبط مستقبلها بمستقبل غزة، والشعب الفلسطيني في جميع الاراضي المحتلة سيقرر مصيره بنتيجة هذه الحرب؛ فلذلك الشعب الفلسطيني موحد بالكامل وبدون انتخابات وهو ضد الكيان الصهيوني والاحتلال يسعى لتحرير فلسطين من النهر الى البحر.

هل من الممكن أن نرى تغييراً وتطورات في الضفة وفي الساحة الاردنية لصالح غزة أم لا؟
الضفة الغربية جزء من فلسطين وهذه العملية سميت بطوفان الاقصى والاقصى موجود في القدس وفي الضفة الغربية، وكانت حماس وحركة الجهاد الاسلامي في قطاع غزة مرتبطتين بالمقاومة الموجودة في مخيم جنين والعديد من المناطق وكل مناطق الضفة الغربية، وكانت ولاتزال موحدة هي وغزة.
ماذا ترون فيما يخص مستقبل حكومة الرئيس محمود عباس؟
بالنسبة للرئيس محمود عباس عليه أن يبقى مستريحاً، يعني ألا يتدخل؛ فهو يريد أن يقيم توافقا مع اميركا والاحتلال وهم يحتقرونه ولايخفى على احد أن كل من وضعوا ايديهم بيد اميركا على المستوى العربي والاسلامي هم الان محرجين فإذا قالت لهم أميركا أن لدي حرب مع البرابرة، فمَن المقصود بالبرابرة أليس هم العرب والمسلمين ككل؟
وكذلك الامر في فلسطين فاذا اراد محمود عباس ان يضع يده بيد أميركا فسوف يتدهور، وهذا ليس من حقه لأن هذا الخط قد سقط ويجب على جميع الليبراليين في العالم العربي والاسلامي أن يصمتوا وينحنوا وينتقدوا أنفسهم، فهم يتحالفون ضد دينهم والمسجد الاقصى وضد حق الشعب الفلسطيني ومظلوميته، يتحالفون مع أعدائهم الذين يقولون لهم أنهم اعدائهم فأميركا تقول لهم صراحة ان أنا" اسرائيل" و" اسرائيل" انا.

بما انكم كنتم في العديد من الفصائل الفلسطينية وحياتكم مليئة بالتجارب المختلفة، إذا اردتم المقارنة بين التجربة الفلسطينية في الستينات والسبعينات وبين تجربة اليوم ماهو الفارق بين ذلك الوقت والان؟
انا في كل حياتي -وعمري الان 87 سنة- وقد بدأت في العمل السياسي منذ كنت في السادسة عشرة من عمري، وما حدث خلال ساعات السابع من اكتوبر يساوي أيام عمري كلها، وكأني عشت الف عام. وبالنسبة لي ما شاهدته من المقاومة الفلسطينية وكيف هزمت الجيش الصهيوني بهذه الطريقة تساوي عمري كله ؛ فقد عشت 70 سنه وكان خلالها الجيش الصهيوني يتجبر ولم يستطع أحد ان يردعه، وأراه الان يهزم بهذه الطريقة فهذا بالنسبة لي سعادة كبيرة، وأنا الان أقابلكم وأنا أعيش في أجمل أيام حياتي؛ لا انكر أن هناك أمور جميلة حصلت في حياتي لكن هذه المرة تفوق كل المرات.

البحث
الأرشيف التاريخي