أسطورة في عقول الفلسطينيين .. الشهيد القائد محمود أبو هنود
الوفاق / وكالات - في الـ 25 من شهر تشرين الثاني / نوفمبر للعام 2001، اغتال جيش الكيان المؤقت الشهيد القائد في كتائب عز الدين القسام محمود أبو هنود، الذي شكّل أسطورة حيّة لدى الكثيرين من الشعب الفلسطيني، وكان صاحب الأرواح السبعة عند كيان الاحتلال الإسرائيلي، وسكين القسام في قلب الكيان كما يصفه بذلك رفاقه وتلامذته في الكتائب، الذي خطط وأعد لعشرات العمليات ضد الاحتلال.
حياته ومطاردته
ولد الشهيد في عام 1967م وأكمل دراسته الثانوية في قرية "عصيرة الشمالية" حيث ولد ونشأ، ومن ثم التحق عام 1995م بكلية الدعوة وأصول الدين في مدينة القدس المحتلة حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية.
مع انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى 1987م سارع أبو هنود للمشاركة في فعالياتها فأصيب عام 1988م بجراح خطيرة إثر إصابته بعيار ناري خلال مواجهته لجنود الاحتلال، وتعرض بعد ذلك للاعتقال لعدة شهور في معتقل "مجدو". وبعد إطلاق سراحه، أصبح عضوا ناشطا في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في نابلس، وفي شهر كانون أول عام 1992م كان هو وخمسة آخرين من بلدته عصيرة الشمالية من بين 400 عضو في حركة حماس والجهاد الإسلامي ممن أبعدوا إلى مرج الزهور جنوب لبنان.
محاولات الاغتيال.. ثم الشهادة
بعد أن وضع الكيان الصهيوني القائد الشهيد على رأس المطلوبين له، بدأ بالعمل الفعلي للتخلص منه، حيث تعرض لمحاولة اغتيال في عام 2000م، ولكنه أصيب بجراح وتمكن من الفرار بعد أن أجهز على أكثر من ثلاثة من جنود الوحدات الخاصة لجيش العدو، وأصاب العديد منهم بجراح مختلفة، ما ساهم في زيادة الحنق الصهيوني عليه، والسعي أكثر للقضاء على الذي مرغ أنف جنود العدو وزلزل أمنه.
وكانت المحاولة الثانية بتاريخ 2001م بعدما قصفت طائرات العدو الحربية لأول مرة السجن المركزي لمدينة نابلس بالضفة المحتلة، حيث كانت السلطة تحتجزه وللمرة الثانية يخرج الشهيد حياً من تحت الأنقاض، وهو لا يزال يمسك بيديه مصحفاً كان يقرأ فيه لحظة القصف.
تلك المحاولتان الفاشلتان لم تثنيا قوات الأمن الصهيونية عن الجد في طلب قائد الجناح العسكري في حماس في الضفة المحتلة، فكانت المحاولة الثالثة، والتي استشهد فيها المجاهد أبو الهنود حين أقدمت طائرات أباتشي صهيونية فجر يوم السبت 24/11/2001م، على قصف سيارته بخمسة صواريخ أدت إلى استشهاده هو واثنين من رفاقه.
جهاد مشرف
شارك الشهيد القائد في تنفيذ العديد من العمليات البطولية، وكان يقف وراء تجنيد الاستشهاديين الخمسة الذين فجروا أنفسهم عام 1997م، وتبين أن معظمهم خرج من قرية عصيرة الشمالية شمال نابلس الخاضعة للسيطرة الأمنية الصهيونية، وتشير مصادر أمنية صهيونية أن أبو هنود احترف فن الاختفاء، والمراوغة مستغلاً عيونه الزرقاء وشعره الأشقر.