الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • طوفان الأقصى
  • الریاضه و السیاحه
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وسبعة وثمانون - ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وسبعة وثمانون - ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

مساحتها 14 ألف كلم، ماذا تعرف عن صحراء النقب؟

تقع في الجزء الجنوبي من فلسطين المحتلة، وتشكل ما يقرب من نصف مساحتها التاريخية، وتمثل أهميةً بالغةً للكيان الصهيوني، إذ تغطي نحو 60% من مساحته، وتوفر بذلك فضاءً واسعاً لتوطين المهاجرين اليهود، وإقامة مشاريع اقتصادية تنموية واسعة، يُتيحها غنى النقب بالثروات المعدنية وامتلاكها إمكانات زراعية.
ما صحراء النقب؟ وأين تقع؟
لصحراء النقب أهمية خاصة في السياق الجغرافي والسياسي لفلسطين، حيث تشكل مركزاً حيوياً للصراع منذ بداية النكبة، نظراً لمساحتها الواسعة وأهمية المشاريع الاستراتيجية التي ينفذها الكيان الصهيوني في هذه المنطقة.
تقع صحراء النقب في الجزء الجنوبي من فلسطين، حيث تمتد من عسقلان في الساحل الغربي وصولاً إلى رفح على الحدود مع سيناء. ويحدها من الشرق خليج أم الرشراش (إيلات) والبحر الميت، ومن الغرب تمتد من رفح الفلسطينية حتى طابا المصرية، وتمتد شمالاً على حدود قطاع غزة وجبال الخليل إلى الشمال الغربي، ويمتد جزء منها في شبه جزيرة سيناء المصرية.
تبلغ مساحة صحراء النقب 14 ألف كيلومتر مربع، وتُشكل 46% من مساحة فلسطين التاريخية. وكانت النقب في السابق جزءاً من الحدود الانتدابية لفلسطين، ولكنها اليوم تقع داخل حدود الاحتلال الإسرائيلي.
تحتضن صحراء النقب مجموعة من المدن المهمة، بما في ذلك بئر السبع ورهط (ثاني أكبر مدينة في النقب)، استحوذت إسرائيل على النقب بشكل حاسم خلال احتلالها فلسطين عام 1948، وشهدت صحراء النقب عدة معارك تَشارك فيها مقاتلون من دول عربية، ولكن لم يتمكن الاحتلال من تعزيز سيطرته على فلسطين إلا بعد احتلاله النقب.
سكان صحراء النقب
تاريخياً، استوطن صحراء النقب مجموعة متنوعة من الأقوام البدوية العربية، قبل عام 1948، بلغ عدد العرب في النقب نحو مائة ألف نسمة. وتعرضوا لسياسة التهجير واستصلاح الأراضي وهدم المنازل بحجة عدم الاعتراف بقراهم، على الرغم من أنهم كانوا يعيشون في تلك المناطق قبل تأسيس دولة إسرائيل. هاجروا بعد ذلك إلى قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء في مصر والأردن، في حين بقي نحو 11 ألف نسمة جرى تجميعهم في منطقة تعرف باسم "السياج" وضعتها إسرائيل.
في الوقت الحاضر، يشكل البدو العرب نحو نصف سكان النقب، حيث يبلغ عددهم نحو 300 ألف شخص. بقوا في المنطقة بعد الحرب عام 1948، ويحافظون على ارتباط اجتماعي مع القبائل العربية الموجودة في سيناء وشبه الجزيرة العربية والأردن. ويوجد نحو 150 ألفاً من البدو العرب في 45 قرية غير معترف بها من إسرائيل، حيث لا تقدم الحكومة الإسرائيلية لهذه القرى خدمات أساسية مثل الكهرباء والماء والرعاية الصحية والبنية التحتية.
مكانة خاصة لصحراء النقب عند الاحتلال
يمنح الاحتلال للنقب مكانةً خاصةً للغاية. فقد ركزت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على استيطان النقب كجزء من المخططات الصهيونية، وقد خصصت الأبحاث والبرامج والأموال لهذا الغرض. واستخدمت الجيش والشرطة القوة والقمع والتنكيل والهدم والمصادرة والتهجير ضد سكان النقب الفلسطينيين. ومنذ النكبة الفلسطينية عام 1948، خطط بن غوريون للاستيلاء على النقب وإيلات، التي تُعد ممراً إلى البحر الأحمر وتعدّ البحر الثاني للكيان الصهيوني بعد البحر الأبيض المتوسط. وفي 3 فبراير/شباط 1948، قال بن غوريون: "لا أستطيع أن أقبل أي اقتراح يدعو إلى عدم الدفاع عن الصحراء، فإذا لم نستطع الصمود فيها، فلن نكون قادرين على الصمود في تل أبيب".
خطط السيطرة والتهجير على صحراء النقب
استولى الكيان الصهيوني على 95% من أراضي صحراء النقب بعد النكبة، حيث أقامت فيها المستوطنات واستوطنت فيها المجتمعات اليهودية القادمة من الشرق. نُفِّذ هذا الاستيلاء بهدف منع البدو من تشكيل تهديد لأمن الدولة.
ويواجه الفلسطينيون سنوياً نحو 2000 حالة هدم لمنازلهم، وتتعرض اليوم منطقة النقب للكثير من مشاريع الاحتلال وذلك وفقاً لمخطط "رامات بيكاع" الذي جرت الموافقة عليه في 2019، لتوسيع المستوطنات فيها . وتعدّ الأوساط الفلسطينية ما يحدث اليوم في صحراء النقب استكمالاً وتصعيداً للفكرة الصهيونية الاستعمارية الاستبدادية التي نُفذت منذ النكبة في عام 1948. وترى هذه الأوساط أن هذه الإجراءات تهدف إلى تهجير السكان الفلسطينيين وتمكين الاستيطان
اليهودي في المنطقة.
المنشآت الصهيونية في صحراء النقب
تُشكل صحراء النقب جزءاً حيوياً للمنشآت الاستراتيجية التي تعدّ العصب للكيان الصهيوني منذ احتلاله لفلسطين. تشمل هذه المنشآت مشروعات استراتيجية رئيسية مثل مفاعل "ديمونا" النووي، وقواعد عسكرية وأمنية مهمة، وسجون، ومحطات تجسس تُعد الأكبر في الشرق الأوسط. وأهم هذه المنشآت مفاعل ديمونا النووي، إذ يمتلك الكيان الصهوني مفاعلاً نووياً يُعرف بإسم مفاعل "ديمونا" في صحراء النقب. تأسس هذا المفاعل في عام 1958 بمساعدة فرنسا وانتهى بناؤه عام 1964. ويُعتقد أن "إسرائيل" تمتلك ما بين 80 إلى 90 رأساً نووياً مصنوعاً من البلوتونيوم المنتج في مفاعل ديمونا. كما يمتلك المفاعل قدرة كبيرة على إنتاج نحو تسعة كيلوغرامات من البلوتونيوم سنوياً، وهو ما يكفي لصنع قنبلة نووية بقوة تصل إلى 20 كيلوطناً من المتفجرات، وهذه هي نفس القوة التفجيرية التي كانت للقنبلة النووية التي ألقتها الولايات المتحدة على مدينة ناغازاكي اليابانية في الحرب العالمية الثانية.

البحث
الأرشيف التاريخي