قبر نادر شاه في مشهد

كان نادر شاه يريد ان يشيّد على قبره ضريح يشبه تاج محل في الهند، وأمر بجلب حجر المرمر من مدينة مراغة لهذا الغرض، ولكن اعمال البناء لم تكتمل في حياته، وبعد وفاته كان ورثته بقدر في الانحطاط بحيث قاموا بتوزيع بستان ضريحه فيما بينهم ثم باعوها بعدما استولوا على ابواب الضريح ومقتنياته الموقوفة، اما الآغا محمد خان قاجار، فقام بعد وصوله الى سدة الحكم بنقل رفات نادر شاه الى طهران عاصمة القاجاريين للحيلولة دون اتاحة الفرصة لتوجيه الاهانة له.
وابان حكومة قوام السلطنة، تم تشييد مبنى آخر على ضريح نادر شاه، وجرى نقل عظامه من طهران الى هذه المقبرة، وبقي هذا المبنى قائماً الى ان قررت جمعية الآثار الوطنية الايرانية في العام 1956م ببناء ضريح يليق بمكانة نادر شاه في ذات موقع المقبرة السابقة. وهذا العمل بدأ في العام 1957م واكتمل في 1963م .
يقع هذا المعلم على ارض بستان مساحته 14400 مترمربع، ويضم منصة ارتفاعها 12 درجة، ومقبرة، وغطاء شبيه الخيمة على القبر ومنصة اخرى بجانب القبر عليها التمثال المذكور سابقا لنادر شاه ممتطيا حصانا، وغرفة لبيع الكتب وصالتين تسعملان كمتحف.
ويعتبر هذا المعلم واحدا من الابنية الفاخرة التي تمثل الهندسة الحديثة الايرانية. وقد استخدمت ببناءه احجار المرمر من منطقة كوهسنكي بمدينة مشهد، وهي من اصلد الاحجار والتي تعكس مدى صلابة وقوة شخصية نادر شاه وروحه العالية.
علماًان قطعة الحجر التي تغطي قبره صنعت وقطعت لتشبه شكل الماسة درياي نور التي امتلكها نادر شاه عند فتحه للهند.
يشار الى ان صالتي المتحف التابعتين للضريح، تستخدم احداهما لعرض الاسلحة من مختلف العصور في ايران، والاخرى لعرض الاسلحة والمقتنيات التي استفيد منها ابان فترة حكم نادر شاه.

البحث
الأرشيف التاريخي