الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • طوفان الأقصى
  • الریاضه و السیاحه
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وأربعة وثمانون - ٢١ نوفمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وأربعة وثمانون - ٢١ نوفمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٥

«سلاح المستضعفين».. الكاريكاتير يقاتل دفاعا عن غزة

 

أقام اتحاد الصحفيين العرب معرضا لفناني الكاريكاتير العرب في ثمانينيات القرن الماضي، وفاز الفلسطيني ناجي العلي (1937- 1987) بالجائزة الأولى، وأهدى اتحاد الصحفيين العرب لناجي العلي لوحة بيضاء كتب في نهايتها عبارة "لوحة مرسومة بالحبر الأبيض".
ويعقب نقيب الصحفيين المصريين الراحل كامل زهيري "لم تكن هذه نكتة، بل كانت وصية من ناجي العلي يوصي كل الرسامين من محبيه وأصدقائه أن يرسموا عن جرحه الدامي وقضيته الدائمة، فلسطين".
وتنفيذا لوصية شهيد الكاريكاتير وانتصارا لقضيته، نظمت جمعية محبي الفنون الجميلة بالقاهرة معرض كاريكاتير "غزّة في قلوبنا" بالتعاون مع "الجمعية المصرية للكاريكاتير" منذ الأيام الأولى للحرب، تضامناً مع أهالي غزة ودعما للقضية الفلسطينية، بمشاركة 50 رسام كاريكاتير من مصر ومختلف أنحاء العالم، قدّموا أعمالاً تُصوّر جرائم الإبادة التي يرتكبها الصهاينة في غزة، وتنتصر لحق الفلسطينيين في مقاومة محتلّهم.
الريشة سلاح
الكاريكاتير -كما يصفه مبدعوه- سلاح المستضعفين للسخرية من المستبدين والمحتلين والمتجبرين في الأرض، ووسيلة للتنديد بلا رحمة ولا شفقة، وقد جاءت لوحات المعرض وكأنها تصرخ وتئن، ترسم المحتل وتسخر منه وتحوله لأضحوكة تنتقم بها للشعب المقهور، فكأن النكتة تفعل بالمحتل ما تفعله الصواريخ.
كل رسمة وكأنها تحارب وتقاتل، تُضحِك وتُبكي، تتحول إلى زهرة على قبر شهيد، ثم تنقلب لمسدس في صدور الغزاة، تصرخ وتئِن وتمسك بتلابيب الطغاة المستبدين، تعري الظالمين، وتسحق الطغاة المتجبرين، كما يقول فنانو الكاريكاتير.
الكاريكاتير رصاصة تصيب الهدف مباشرة
وكثير من اللوحات لم يكن الفنان يرسمها بالحبر، بقدر ما كان يغمسها في شريانه ودمه، فتجئ صورة تنبض وتنزف وتذرف الدموع، وهناك لوحات تراها أحيانا تهمس، وأخرى كثيرا ما تزأر، لوحات تتكلم عندما يعجز الناس عن الكلام، وتضحك عندما تمتلئ عيون المسحوقين بالدموع، هذه الضحكات الساخرة التي تتحدى الهزائم والمصائب والنكبات، تبدو كشعاع الفجر في ظلام الاستبداد، وشارة الأمل في دنيا اليأس والقنوط.
ومع اندلاع شرارة الحرب الأولى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأت فكرة المعرض كما يقول الناقد والتشكيلي الدكتور طارق عبد العزيز عضو مجلس إدارة جمعية محبي الفنون ومقرر لجنة المعارض "خلال 5 أيام وصلتنا اللوحات من كل أنحاء العالم، ولكثرة اللوحات قمنا بتحديد لوحة واحدة لكل فنان في المعرض الذي لاقى قبولا كبيرا من المهتمين والجمهور لما فيه من لوحات تعبر عما يعتمل في صدور الناس من قلق وغيظ وحزن على الدمار والقتل وأعمال الإبادة الإنسانية التي يقوم بها العدو الإسرائيلي على المدنيين من أهالي غزة".
ويضيف "يرجع نجاح المعرض لما للوحة الكاريكاتير من التكثيف والتقتير والإيجاز، بما يغني عن قراءة مقال على صفحة كاملة، وللكاريكاتير تأثير قوي مثل رصاصة موجهة تصيب الهدف مباشرة، ولأن الكاريكاتير يعبر عن هموم المجتمع بقوة، ويسجل انكسارات وانتصارات الوطن، وقراءة تطور فن الكاريكاتير خير تعبير عن تاريخ أي مجتمع، ووسيلة من وسائل الحرب لما له من قبول قوي جدا في الرأي العام".
الفنان حسن فاروق مدير عام الجمعية المصرية للكاريكاتير وعضو الاتحاد الدولي لرسامي الكاريكاتير، وهو من الفنانين المهتمين بالقضية الفلسطينية، يشارك في المعرض بلوحة "الدمية الجريحة" لطفلة على شكل دبدوب أصيبت في العدوان الإسرائيلي، تبكي وهي مصابة وتشارك صاحبتها الطفلة آلامها وجراحها.
ويقول فاروق "دائما ما تستخدم الفنون المختلفة للتأثير على الناس ضمن الأحداث الكبرى، إلا أن للكاريكاتير دوره المؤثر في الأحداث الكبرى، لما له من تأثير مباشر على الرأي العام مع سهولة انتشاره وتعبيراته البليغة، والرسمة الواحدة قد تكون أكثر بلاغة من عشرات المقالات".
الكيل بمكيالين
رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للكاريكاتير مصطفى الشيخ يشارك بلوحة تعبر عن العداء الغربي الشديد للعرب وفلسطين من خلال لوحته التي تجسد طفلا فلسطينيا داخل عصارة فواكه يقوم الرئيس الأمريكي بتشغيلها، ونرى نتنياهو منتظرا بلهفة لشرب العصير الدامي.
ويقول الشيخ "هذا هو الغرب المنحاز دائما ضد حقوق الشعب الفلسطيني، لا يتحمل أن يقوم رسام الكاريكاتير في صحيفة غارديان برسم نتنياهو وهو يرتدي قفازات ملاكمة، ويطالب أهالي غزة بالخروج، مما يتسبب في فصل الرسام من الصحيفة، في حين يريدون من المسلمين تقبل الرسوم المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وحرق المصحف الشريف بدعوى حرية الرأي. هذه الأزمة كشفت عن الوجه القبيح للغرب وفضحت حرية التعبير التي دائما ما يتبجحون بها".
والفنانة هدير يحيى عضو الجمعية المصرية لرسامي الكاريكاتير تقول "معظم لوحاتي عن فلسطين، واختار المعرض لوحة طفلة فلسطينية ترتدي الكوفية الفلسطينية وترسم على الحائط خريطة فلسطين الحرة، والصواريخ الإسرائيلية تتساقط عليها كالمطر وخلفها تظهر قبة الصخرة".

البحث
الأرشيف التاريخي