تم الحفظ في الذاكرة المؤقتة...
الحرب في غزة اليوم حرب الروايات
مهرجان عمار السينمائي.. الإطار الفني لجهاد التبيين
رواية الطوفان
لوحة "رواية الطوفان" وسط صور شهداء الإعلام في غزة كانت في واجهة المؤتمر الصحفي لمهرجان عمار الرابع عشر؛ صور لم تقتصر على التواجد الرمزي أمام مدخل متحف فلسطين للفن المعاصر، وكانت مهمتها محور النقاشات في هذا اللقاء.
وكان الهدف من عقد هذا المؤتمر الصحفي هو إعلان أولويات المهرجان وشرح وتبيين محاوره، وكان ذلك بحضور ممثل حركة حماس في إيران خالد القدومي وأمين سر مهرجان عمار السينمائي الشعبي الرابع عشر سهيل أسعد، وسعيد خورشيدي رئيس مجلس السياسات في المهرجان، وحميد صالحي الأمين التنفيذي للمهرجان، الذين حضروا المؤتمر لكي يتحدثوا عن الحرب الإعلامية في غزة ولزوم الوقوف الى الجانب الصحيح من التاريخ أمام التدفق الإعلامي المهيمن، لأن غزة بحسب منظمي هذا المهرجان هي إحدى وأهم الأمثلة على شعبيته لكي يتم روايته في هذا المهرجان.
رواية أطفال غزة هي الفائزة
بدأ المؤتمر الصحفي بكلمات علي خليلي، الطالب الفلسطيني في إيران ،حيث قدّم نبذة عن الأحداث الأخيرة في غزة وانعكاسها إعلامياً، وأكد على أن "هذه الحرب هي حرب إعلامية".
وبعد ذلك تحدث "علي محمد مؤدب" الشاعر وأحد اعضاء لجنة تحكيم المهرجان في الدورات السابقة مشيراً إلى أن "فلسطين هي مفتاح الظهور الغامض"، واسمه ناجي العلي، ومصطفى العقاد، وغسان كنفاني، وغيرهم. كشهداء الثقافة والفن في قضية فلسطين، وطالب مهرجان عمار بالاهتمام أكثر بالتعريف بهؤلاء الأشخاص.
وبعد قراءة قصيدة للشاعر "مؤدب" عن غزة وفلسطين، أكد خالد القدومي على أن أكاذيب كل دولة تأتي من ثقافتها، وفي إشارة إلى قطع رؤوس الأطفال الجزائريين على يد الغزاة الفرنسيين وصورة الأمريكان بجانب نساء الفيتكونغ العاريات هو الدليل والشاهد التاريخي لهذا الموضوع، وفي نفس الوقت تهمة الهنود الحمر بأكل لحوم البشر، هو مثال واضح على هذه الأخبار الكاذبة، وفي نفس السياق اليوم نرى انتشار اكذوبة قطع رؤوس الأطفال على يد حماس.
وأضاف القدومي: نعتقد أنه يتعين علينا الذهاب إلى الحقيقة لبناء رواية، لكن الصهاينة يذهبون إلى التسويق لأن التسويق مهم للغاية". وشدد القدومي على أن الصهاينة لا يسمحون لجميع وسائل الإعلام بالعمل بدقة، وقال: لا نحتاج إلا إلى رواية دقيقة ومتماسكة لما حدث في قطاع غزة. والآن علينا أن نأتي إلى مكان الحادث ونتواجد في الميدان لوقف الأكاذيب. الحرب في غزة هي حرب روايات، واليوم انتصرت رواية الأطفال الفلسطينيين بسبب الألم الذي يفهمه الجميع.
وانتقد خالد القدومي في جزء من كلمته: أن النتيجة الوحيدة لإجتماع الدول العربية الإسلامية هو إصدار البيان، وقال: رغم أن الدبلوماسية لها تأثير أكبر من الصواريخ، فإن رؤساء هذه الدول ليسوا على استعداد حتى لقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني.
ولا يوجد حاكم عربي يجرؤ على دعم حماس أو مرافقتها، ولم يتخذ أي حاكم عربي موقفاً بهذا الخصوص، إلا أن شعوب العالم متيقظة ومع الشعب الفلسطيني.
الإذاعة والتلفزيون الشعبي يخضعان للرقابة
وفي الجزء الآخر من هذا اللقاء تحدث سعيد خورشيدي رئيس مجلس السياسات في مهرجان عمار الشعبي عن أهداف هذا المهرجان وقال: مهرجان عمار الشعبي تشكل منذ بدايته بشعار " تخضع الإذاعة والتلفزيون الشعبي للرقابة" في إطار الإعلام، وهو يعرف واجبه في محاولة تمثيل هموم وقضايا هذه الفئة من الناس الذين ليسوا أمام الأنظار.
بعبارة أخرى يعتبر مهرجان عمار وسيلة إعلامية لتدفق المقاومة، وأهل غزة اليوم مثال واضح لهؤلاء الجمهور وعلى مهرجان عمار أن يروي أحوالهم.
وأشار خورشيدي إلى ميلاد السيدة زينب(ع) وكلامها الشهير "ما رأيت إلا جميلاً"، فقال: "إذا نظر فنانونا إلى ما يحدث في فلسطين من هذا المنطلق، سيرون جمال الملاحم التي يسطرها المقاومون وسيشعرون بالواجب لرواية ذلك في إطار فني.
صوت الشعب المباشر بدون ترجمة
وفي معرض حديثه عن اختلاف هذا المهرجان وأعماله وتأثيراته عن الفعاليات السينمائية الأخرى، قال سهيل أسعد، أمين سر المهرجان الرابع عشر: لقد قدم هذا المهرجان نموذجاً لا يشكّل فيه الإقتصاد الإطار الرئيسي.
والثاني هو اتحاد المنتجين مع الجماهير، والتغيير الثالث هو في مفهوم الفن، والمتعارف عليه أن الفن يخلق الفكر، لكن في مهرجان عمار تغيّرت هذه المعادلة والفكر هو خالق الفن.
في هوليوود التكنولوجيا هي روح الفن، أما في مهرجان عمار فإن الأخلاق والضمير هما روح الفن. في العالم يستخدم الحكام الفن للتأثير على الرأي العام، لكن في عمار تغيرت مرة أخرى هذه المعادلة وأصبح الناس يؤثرون على الحكومة.
وفي النهاية، وصف مهرجان عمار بأنه سينما بلا رقابة ومنتدى للنقد العام لتعزيز ثقافة النقد والصوت المباشر للشعب دون ترجمة، وأخيرا قال: "عمار هو الشكل الفني للتبيين الجهادي".
وفي أجزاء متفرقة من هذا اللقاء، قدّم حميد صالحي الأمين التنفيذي لهذا المهرجان معلومات عن أداء المهرجان الرابع عشر، وفي نهاية الحفل تم إزاحة الستار عن ملصق المهرجان، تجدر الإشارة إلى أن المهرجان سيقام في ديسمبر المقبل في طهران وجميع أنحاء البلاد.