فيما بعث رئيس الجمهورية رسائل الى قادة ورؤساء 50 دولة في انحاء العالم..
ايران تكثّف جهودها الدبلوماسية لوقف العدوان على غزة
الوفاق- تكثّفت مؤخراً الجهود الدبلوماسية والدعوات الإيرانية لوقف العدوان الصهيوني على أهالي قطاع غزة، وذلك فيما تسبب العدوان الإسرائيلي بإستشهاد قرابة الـ15 ألف مدني غالبيتهم من النساء والأطفال أمام مرأى المجتمع الدولي، حيث تواصلت تحذيرات الجمهورية الإسلامية الإيرانية من اتساع رقعة الحرب.
بعث رئيس الجمهورية آية الله السيد ابراهيم رئيسي، رسائل على حدة الى قادة ورؤساء 50 دولة في انحاء العالم، ومنها روسيا والصين وتركيا وكازاخستان وجنوب افريقيا وكينيا والاردن؛ داعيا فيها الى وحدة الصف والتنسيق بين الدول المستقلة والحرة واستخدام شتّى الآليات الاقتصادية والسياسية، من اجل الضغط على الكيان الصهيوني لوقف جرائمه في قطاع غزة. وتطرق رئيس الجمهورية في هذه الرسائل، الى الجرائم والمجازر الوحشية التي يمارسها الكيان الصهيوني في قطاع غزة على مدى 45 يوما، والتي اسفرت لحد اليوم عن اكثر من 13 الف شهيد، مضافا الى هدم البنى التحتية.كما تحدث عن مواقف بعض الدول الغربية التي تنتهج معايير مزدوجة وتتعمّد تجاهل المبادئ الانسانية والاخلاقية والقانونية قبال هذه المجازر؛ مؤكدا بان المتوقع من الدول الحرة والمستقلة، لاسيما البلدان الاسلامية، هو اتخاذ موقف موحد ومنسجم في الاصعدة الدبلوماسية والاقتصادية للضغط على كيان الاحتلال وتهيئة الظروف لوقف جرائم هذا الكيان، وكسر الحصار المفروض على القطاع.
وخاطب الرئيس رئيسي، نظراءه بالقول: ان اليوم هو يوم الاختبار بالنسبة لجميع الدول امام الله والانسانية؛ داعيا هذه الدول الى تعزيز دورها في سياق وقف الجرائم داخل غزة، من خلال استخدام آليات الضغط المتوفرة لديها، وبما يشمل قطع التعاون والعلاقات التجارية والسياسية مع الكيان الصهيوني.على إمتداد هذه التحركات الدبلوماسية الإيرانية المُكثفة، قال وزير الخارجية حسين امير عبداللهيان، خلال محادثة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف مساء أمس الأول: أمريكا تدعي أنها تسعى لوقف الحرب، لكنها في الواقع تعمل على تكثيف حدة ونطاق الحرب الأمريكية الصهيونية.
واعتبر استشهاد أكثر من 15 ألف مدني وامرأة وطفل، ومقتل العشرات من الأسرى في غزة نتيجة الاعتداءات المستمرة والقصف الأعمى للکیان الصهيوني.
المقاومة هي التي ستحدد النتيجة النهائية
وقال، إنه من المهم منع التطهير العرقي والتهجیر القسري لسكان غزة والضفة الغربية، وشدد على ضرورة أن تلعب روسيا دوراً أكثر فاعلية في تحقيق السلام والأمن في المنطقة. وأضاف: لا شك أن المقاومة هي التي ستحدد النتيجة النهائية. من جانبه أعرب وزير الخارجية الروسي خلال الاتصال عن خيبة أمله إزاء رفض الکیان الصهيوني وقف الإعتداءات. وأكد على استمرار المفاوضات لوقف الحرب وإطلاق سراح الأسرى. كما ناقش الجانبان بعض القضايا الثنائية.
كما تباحث وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان مع رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، هاتفيا آخر التطورات المتعلقة بالعدوان الصهيوني المستمر على غزة. وفي اتصال هاتفي حمّل وزيرا خارجية البلدين حسين أمير عبد اللهيان والشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الكيان الصهيوني مسؤولية الوضع الحالي في الأراضي المحتلة، مطالبان باتخاذ إجراءات فورية من قبل المجتمع الدولي لإجبار الكيان الإسرائيلي على وقف انتهاكاته الصارخة للقوانين الدولية. كما وأكد الطرفان على ضرورة بذل جهود الدول الإسلامية والعربية لتقديم المساعدات الفورية للشعب الفلسطيني. كما تبادل وزيرا خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقطر وجهات النظر حول أحدث المبادرات السياسية لوقف جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق اهل غزة.
وفي الآونة الأخيرة أجرى وزير الخارجية الإيراني سلسلة زيارات وإتصالات مُكثفة مع كبار المسؤولين في المنطقة والعالم للضغط على الكيان الصهيوني وإرغامه على وقف عدوانه على قطاع غزة.
عرقلة واشنطن لوقف إطلاق النار
الى ذلك، قال المتحدث باسم الخارجية ناصر کنعاني، في مؤتمره الصحفي، أمس الإثنین: إن قوى المقاومة في المنطقة مستقلة وتتحرك لمصالح بلادها وشعوبها، وأضاف: عرقلة واشنطن لوقف إطلاق النار في غزة تؤدي إلى ردود فعل من قوات المقاومة في المنطقة. وقال کنعاني: إن اتهامات الکیان الصهيوني حول السيطرة على سفينة في البحر الأحمر باطلة وسببها الظروف الأليمة التي يمر بها الکیان الصهيوني. ولقد قلنا مرارا أن قوى المقاومة في المنطقة مستقلة وليست وكيلة عن إيران وتتحرك لمصالح بلادها وشعوبها.
الكيان الصهيوني لا يمكنه قبول فشله الاستراتيجي
وأکد المتحدث باسم الخارجية: إن هذه التصريحات تأتي في إطار الإسقاط والهروب من الأوضاع السيئة التي يعيشها الکیان الصهيوني. والكيان الصهيوني لا يمكنه قبول فشله الاستراتيجي على يد مجموعات المقاومة في المنطقة.
وصرح أن استمرار الصراعات في المنطقة هو نتيجة الدعم الشامل الذي تقدمه السلطات الأمريكية للأعمال الإجرامية للکیان الصهيوني، وتابع: إننا نشهد الاعتداءات البرية والبحرية والجوية المستمرة لهذا الکیان ضد شعب غزة الأعزل في ظل دعم الغرب وخاصة أمريكا.
ردود فعل جادة في المنطقة والعالم
وأضاف: لقد واجه الدعم الأميركي اللامحدود لجرائم الكيان الصهيوني ردود فعل جادة من دول المنطقة، وشهدنا إصدار قرار من مجلس الأمن يدعو إلى وقف فوري ونهائي لإطلاق النار ردا علی الوضع الإنساني المتردي في غزة. ومن هذا المنطلق فإن تصرفات الكيان الصهيوني تدفع فصائل المقاومة في المنطقة إلى الرد، وكانوا قد حذروا أمريكا والكيان الصهيوني مرات عديدة من أنه إذا استمرت هذه الهجمات فإن فصائل المقاومة لن تلتزم الصمت حيالها. وتابع: إن المظاهرات الواسعة في مختلف دول العالم احتجاجا علی جرائم الکیان الصهيوني واستمرار دعم الولايات المتحدة لهذه الجرائم، تدل على أن شعوب العالم غير راضية، عما يحدث في غزة وترید أن تتوقف الحرب.
الوقف الفوري للعدوان
وقال كنعاني: لتعلم أمريكا والكيان الصهيوني أنه لا يمكنهما التخلص من هذا الوضع إلا من خلال الوقف الفوري للحرب والسماح بإرسال المساعدات الإنسانية وإنهاء التهجير القسري لشعب غزة. وإن شعوب المنطقة لن تبقى صامتة في حال استمرار الجرائم و إن لم يتوقف العدوان فلن تبقى قوى المقاومة وشعوب المنطقة مكتوفة الأيدي، وتم تحذير الكيان الصهيوني وأميركا في هذا الشأن مراراً. وفيما يتعلق بالتصريحات الأخيرة لبعض نواب الكونغرس الأمريكي بشأن التطورات في غزة وقال: لقد أثبت نواب الكونغرس الأمريكي على مر السنين أنهم المدافعون عن الکیان الصهيوني أكثر من كونهم مدافعين عن حقوق ومصالح الشعب الأمريكي. وهم يضحون بمصالح الشعب الأمريكي من أجل مصالح الکیان الصهيوني. وتابع: من الأفضل للادارة الأمريكية أن تهتم بالأمن والسلام العالمي وتتوقف عن دعم جرائم الکیان الصهيوني بدلاً من مطالبة الآخرين بفعل شيء ما أو عدم القيام به.
وحول التحركات الدبلوماسية الإيرانية من أجل اتخاذ إجراءات عملية لوقف الحرب في غزة، قال: إن إيران أجرت مشاورات مستمرة على مختلف المستويات مع مختلف الدول، وخاصة الدول الإسلامية في إطار نهجها المبدئي والداعم للشعب الفلسطيني وفي إطار نشاطها الدبلوماسي من أجل وقف جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني.