الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • طوفان الأقصى
  • الریاضه و السیاحه
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثلاثة وثمانون - ٢٠ نوفمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثلاثة وثمانون - ٢٠ نوفمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

تاريخ الصهاينة الدموي؛

75 عاماً تنكيل وتهجير ومجازر منذ النكبة إلى الطوفان

الوفاق / وكالات  - لا تكتفي سياسات الاحتلال الصهيوني بالسيطرة على البلاد ومواردها ومقدرات شعبها فحسب، بل تعمد دائماً إلى استخدام الأساليب الإجرامية من أجل تحقيق أبرز أهدافها: إحداث تغيير ديموغرافي وعرقي واجتماعي عبر إبادة السكّان الأصليين أو تهجيرهم، واستبدالهم بمستوطنين جدد. ومع مرور الوقت، تصبح هذه الأراضي "حقاً للمحتل"، وفلسطين وشعبها ضحية السياسة الصهيونية الاستيطانية، وأوضح نماذجها.
الإرهاب وجه "إسرائيل الحقيقي"
أوضحت سياسة الإبادة للشعب الفلسطيني الوجه الحقيقي الإرهابي لإسرائيل التي استخدمت على الدوام سياسة البطش وارتكاب المجازر لتحقيق أهدافها التوسعية في المنطقة العربية؛ وقد لخصت عبارة بن غوريون أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني"إن الوضع في فلسطين سيسوى بالقوة العسكرية" أهم المنطلقات الإستراتيجية لتحقيق أهداف الحركة الصهيونية وإسرائيل، وتنفيذ برامجها التوسعية في فلسطين والمنطقة العربية، فكانت المجازر المنظمة من قبل العصابات الصهيونية والجيش الإسرائيلي فيما بعد ضد أهل القرى والمدن الفلسطينية من أبرز العناوين للتوجهات الصهيونية والإسرائيلية، وخاصةً لجهة حمل أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين على الرحيل عن أرضهم وإحلال اليهود مكانهم.
العصابات الصهيونية نواة الجيش الإسرائيلي
لعبت العصابات الصهيونية دوراً كبيراً وبارزاً في بناء مشروعها. وعلى الرغم من الاختلاف في طرق عملها وحركتها، إلا أنها كانت متحدة في الهدف الذي رسمته، والمتمثل في إقامة ما تسمّيه "دولة إسرائيل"، لتكريس مشروع هذا الكيان الغاصب، الذي قام على جرائم هذه العصابات بحق أبناء الشعب الفلسطيني. وهي لا تزال قائمة ومستمرة حتى الآن على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ولتنفيذ مشروعها الاحتلالي، وتكريس الاستيطان في فلسطين، عملت الصهيونية على تشكيل "جيش" خاص بها، بهدف تقوية الكيان الناشئ، والدفاع عنه. جيش" الاحتلال الإسرائيلي هو "الجيش" الوحيد في العالم الذي تشكل من العصابات الصهيونية، وأصبح إحدى القوى العسكرية الأكثر إجراماً وإرهاباً في المنطقة، وخوضاً للحروب، ما بعد الحرب العالمية الثانية.
الوظيفة التهجيرية للمجازر الصهيونية
التدقيق في الأماكن التي ارتُكبت فيها المجازر على مدى عقدين، يؤكد وظيفة المجازر التهجيرية، حيث أن 93% منها (64 من أصل 69 مجزرةً)، ارتُكبت في الأقضية الفلسطينية التي أصبحت تُعرف لاحقاً باسم "أراضي الـ48"، أي الحدود "المعترف بها دولياً" للكيان المؤقت، والتي تمثل 78% من أرض فلسطين التاريخية. 53 مجزرةً بين 1936 و1948، كانت كافيةً لقيام الكيان المؤقت وباعتراف دولي، بعد أن هجّرت الفلسطينيين إلى الداخل الفلسطيني (الضفة وقطاع غزة)، وإلى سوريا ولبنان بشكل خاص.
كانت أكبر المجازر بحق الفلسطينيين في دير ياسين في 9 نيسان 1948، والتي تسببت بأكبر نكبة عرفتها فلسطين، فأخبار ما فعلته العصابات الصهيونية من فظائع وانتهاكات واغتصابات وبقر بطون الحوامل سبقت قدومها إلى قرى الجليل وكل مكان في فلسطين، اعتمدت هذه العصابات على تكتيك يقضي بترك منفذ للهرب، لمن استطاع من السكان أن يبقى على قيد الحياة، وإبلاغ القرى الأخرى بما حصل من فظائع، بهدف نشر الترويع في القرى الفلسطينية ودفع أهلها "للنجاة" بأنفسهم. ولكن لم تحقق لهم المجزرة الأولى ما كانوا يصبون إليه، فكانت مجزرة دير قاسم، والتي استشهد فيها عمال فلسطينيون عائدون من أعمالهم إلى القرية، بعد حصولهم على تطمينات من مسؤولين صهاينة بعدم التعرض لهم، فقرار منع التجول كان قد فاجأ الجميع وجاء بعد أن غادر العمال القرية. صحيح أن المجزرة لم تحقق أهدافها بتهجير أهالي كفر قاسم ومن حولها وخاصةً مع أنباء إنتصارات الرئيس جمال عبد الناصر، ولكن منذ ذلك الوقت، لم يُخالف قرار منع التجول في الأماكن التي يحتلها الصهيوني. بعد مجزرة كفر قاسم، فقدت المجازر ميزتها في تفريغ القرى الفلسطينية ولاحقاً اللبنانية من سكانها، وبات هدف الصهاينة الإنتقام عبرها لخساراته المدوية.
لا قدسية ولا أمان مع المحتل الصهيوني
لم يتوقف ارتكاب المجازر الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية، ففي العام 1949، وبعد خروج الجيش العربي من لبنان، ارتكبت مجزرة حولا، والتي أعدمت فيها عصابات شتيرن 120 رجلاً وشاباً في بلدة حولا في جنوب لبنان، تتراوح أعمارهم ما بين 16- 60 عاماً. وبدأت العصابات انتقامها من سكان القرية التي دعمت الجيش العربي وقدمت له ما يحتاجه.
ومنذ تأسيس الكيان الصهيوني وحتى العام 1996 لم تتوقف المجازر الصهيونية في لبنان وفلسطين وسوريا وحتى في مصر، وخلال عملية عناقيد الغضب في عدوان نيسان على لبنان عام 1996، ارتكب الصهاينة مجزرة قانا الأولى، حيث كان قد التجأ أهل الجنوب إلى مقر الأمم المتحدة، لأنهم تصوروا أنه مكان آمن لن يطاله القصف الصهيوني، ولكن كانت رسالة شمعون بيريز، الذي نال جائزة نوبل للسلام في العام 1994 مثالثة مع ياسر عرفات وإسحاق رابين، أن لا مكان آمن، ولا حتى مقر الأمم المتحدة. ولقن بيريز الأمم المتحدة واليونيفيل درساً لم ينسوه، ففي الحرب على لبنان في العام 2006، لم تقبل الأمم المتحدة فتح أبواب مقراتها من أجل استقبال الهاربين من قصف العدوان الهمجي أو حتى الجرحى او المصابين، خوفاً من ارتكاب الكيان مجازر جديدة في مقراته.
لذلك لا توجد قدسية أو مكانٍ أمن لا يمكن أن تطاله يد المجازر الصهيونية، لذا ليس غريباً ما حصل بمستشفى المعمداني وبعدها قصف ومجزرة الكنيسة الأرثوذكسية في غزة، في عملية طوفان الأقصى، لقد أراد الصهاينة المجرمون إبلاغ الجميع أنه لا مكان آمن في غزة لا المستشفيات ولا دور العبادة المسيحية أو الإسلامية، ولا حتى مدارس الأونروا ولا أية مدرسة في غزة.
المجازر الصهيونية حقائق في الذاكرة
سلسة مجازر نفّذتها قوات الاحتلال بداية من أحداث النكبة الفلسطينية عام 1948، وحتى اليوم، ارتكبت خلالها العديد من المجازر في القرى والمدن، وتعرض الآلاف من المدنيين الفلسطينيين «العُزَّل» بمن فيهم النساء والأطفال للقتل.
وفي مجزرة استثنائية، أقدم جيش الاحتلال على استهداف مستشفى المعمداني في قطاع غزة، ليؤكد المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة، أن الهجوم تسبب في مجزرة تهدف إلى إبادة النازحين والكوادر الطبية في المستشفى، وأدى إلى استشهاد أكثر من 500 شخص وإصابة مئات آخرين.
ورغم محاولات الاحتلال الصهيوني إخفاء هذه المجازر والتستر عليها، تظل الشواهد التاريخية، مثل «المقابر الجماعية» وشهادات الجنود الإسرائيليين الذين شاركوا في ارتكابها، دليلا قاطعا على وقوعها.
العام 2019، شهد إزالة فرق من وزارة الدفاع الإسرائيلية لمجموعات من الوثائق التاريخية، في محاولة لإخفاء أدلة النكبة والجرائم المرتكبة خلالها، فضلًا عن محاولة إخفاء شهادات من جنرالات الجيش حول قتل المدنيين وهدم القرى وطرد البدو خلال العقد الأول من تأسيس الدولة، وفقًا لتقرير نُشر في صحيفة «هآرتس» العبرية. وفي عام 2013، خلال أعمال ترميم تُجرى في مقبرة الكزخانة في مدينة يافا شمالي فلسطين، اكتشفت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» وجود ستة مقابر جماعية تضم مئات من رفات وهياكل الضحايا الفلسطينيين الذين قتلوا خلال الأعوام
 1936 و1948.
ووفقًا لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت، فإن عدد المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية خلال الفترة من 1937 إلى 1948 تجاوز الـ75 مجزرة، وراح ضحيتها أكثر من 5 آلاف فلسطيني شهيد، بالإضافة إلى آلاف المصابين. كما وأفاد المركز في أحد تقاريره لعام 2009 بأن هذه المجازر كانت في ذروتها خلال الفترة من عام 1947 إلى 1948، المعروفة بالنكبة.
ختاماً يتبين لنا أن المجازر الصهيونية-الإسرائيلية لم تتوقف البتة قبل أو بعد قيام الكيان الصهيوني، حيث كانت من الأدوات الأساسية للحفاظ على إسرائيل وصيرورتها، خاصة أن مشكلة الأمن الإسرائيلي كانت -ولا تزال- الشغل الشاغل لأصحاب القرار في هذا الكيان   الذي أقيم قبل أكثر من 66 عاما خلت في ظروف دولية وإقليمية استثنائية. ولم ولن تكون المجازر الصهيونية التي ترتكب بحق المدنيين في قطاع غزة نهاية للمجازر الصهيونية، بل هي حلقة في سلسلة سياسات ثابتة في العقيدة الإسرائيلية لدفع الفلسطينيين إلى ترك أرضهم وتحقيق أهداف ديموغرافية وإستراتيجية.

 

البحث
الأرشيف التاريخي