السيدة زينب(س).. بطلة كربلاء المقدسة
تطل علينا ذكرى ولادة بطلة كربلاء عقيلة بني هاشم السيدة الحوراء زينب الكبرى(س) بنت إمام الأتقياء علي بن أبي طالب(ع)، وحفيدة الرسول(ص)، واليوم الأحد 5 جمادى الأولى يصادف ذكرى ميلادها الشريف، والذي سُمي في إيران باسم "يوم الممرض والممرضة"، حيث يهتم الممرضون والممرضات دائماً بالمرضى كملائكة الرحمة.
السيدة زينب(س) هي المرأة المثالية والنموذج الفريد في تاريخ المرأة والبشرية، فهي من فروع الشجرة المحمدية العلوية.
من أقوال العلماء فيها
- قال ابن الأثير: "وكانت زينب(ع) امرأة عاقلة لبيبة جزلة".
- قال السيّد محسن الأمين(قدس): "كانت زينب(س) من فضليات النساء، وفضلها أشهر من أن يُذكر، وأبين من أن يسطّر، وتُعلم جلالة شأنها وعلوّ مكانها وقوّة حجّتها ورجاحة عقلها وثبات جنانها وفصاحة لسانها وبلاغة مقالها حتّى كأنّها تفرغ عن لسان أبيها أمير المؤمنين(ع) من خطبها بالكوفة والشام، واحتجاجها على يزيد وابن زياد".
- قال السيّد الخوئي(قدس): "إنّها شريكة أخيها الحسين(ع) في الذبّ عن الإسلام والجهاد في سبيل الله، والدفاع عن شريعة جدّها سيّد المرسلين، فتراها في الفصاحة كأنّها تفرغ عن لسان أبيها، وتراها في الثبات تنبئ عن ثبات أبيها، لا تخضع عند الجبارة، ولا تخشى غير الله سبحانه، تقول حقّاً وصدقاً، لا تُحرّكها العواصف، ولا تزيلها القواصف، فحقّاً هي أُخت الحسين(ع) وشريكته في سبيل عقيدته
وجهاده".
أخبارها في كربلاء
كان لها (عليها السلام) في واقعة كربلاء المكان البارز في جميع المواطن، فهي التي كانت تشفي العليل وتُراقب أحوال أخيها الامام الحسين(ع) ساعةً بساعة، وتُخاطبه وتسأله عند كلّ حادث، وهي التي كانت تُدبّر أمر العيال والأطفال، وتقوم في ذلك مقام الرجال.
وأنشد المرحوم الشيخ جعفر النقدي الأبيات التالية لها:
عَقيلةُ أَهلِ بَيتِ الوَحيِ بِنتُ
الوَصيِّ المُرتَضى مَولَى المَوالي
شَقيقةُ سِبطَي المُختارِ مَن قَد
سَمَت شَرفاً على هَامِ الهِلالِ
حَكَتْ خَيرَ الأنامِ عُلاً وفَخراً
وحَيدرَ في الفَصيحِ مِنَ المقالِ
وفَاطمَ عفّةً وتُقىً ومَجداً
وأَخلاقاً وفي كَرمِ الخلالِ
رَبيبةُ عِصمةٍ طَهُرَتْ وطَابَتْ
وفَاقَتْ في الصِّفاتِ وفي الفِعالِ
فَكانَتْ كَالأئمّةِ في هُداهَا
وإِنقاذِ الأَنامِ مِن الضَّلالِ
وكانَ جِهادُها باللَّيلِ أَمضَى
مِن البِيضِ الصَّوارمِ والنِّصالِ
وكانَتْ في المُصلَّى إذ تُناجي
وتَدعُو اللهَ بالدَّمعِ المذالِ
ملائِكةُ السَّماءِ على دُعاها
تُؤَمِّن في خُضوعٍ وابتهالِ
روَتْ عن أُمِّها الزَّهرا عُلوماً
بها وصَلَتْ إلى حَدِّ الكَمالِ
مَقاماً لَم يكن تَحتاجُ فيه
إلى تَعليمِ عِلمٍ أو سُؤالِ
ونَالَتْ رُتبةً في الفَخرِ عَنها
تَأخَّرتِ الأوَاخرُ والأوالي
فَلولا أُمُّها الزَّهراءُ سَادَتْ
نِساءَ العالمينَ بِلا جِدالِ