الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • طوفان الأقصى
  • الریاضه و السیاحه
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة واثنان وثمانون - ١٩ نوفمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة واثنان وثمانون - ١٩ نوفمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٥

المنشد اللبناني «علي العطار» للوفاق:

النشيد السلاح الثاني للمقاومة

موناسادات خواسته
عندما تتلاحم الكلمات مع الأنغام والموسيقى وتصوّر مشاهد المقاومة، ويردد الجمهور أناشيد المقاومة بحماس، نرى مدى توسّع وتأثيرها، وهذا ما شهدناه أخيراً وأكثر من قبل بعد عملية طوفان الأقصى البطولية وما يجري من جرائم الصهاينة في غزة من استشهاد الأطفال الأبرياء والمدنيين العُزّل، فقام منشدو المقاومة بإنشاد الأناشيد، فمنها نشيد "قوموا هزّوا الأرض" من أعمال المنشد اللبناني المقاوم "علي العطار"، ونشيد "على طريق القدس" إنشاد مشترك للشيخ حسين الأكرف والسيد علي العطار اللذين ينشدان للنصر والمقاومة. علي العطار، صاحب الصوت الهادر المتمكن بعذوبة روح المقاومة، والأسلوب خارج التنازل، وبعمق فهم دوره ومسؤولية الإنشاد للمقاومة، والشعر واللحن، ويمكننا أن نقول علي العطار وفرقته يعيدون لحظات الانتصار ويحثون للنضال ضد المحتلين من خلال  الأناشيد الملحمية، ونجح في مخاطبة الجمهور المقاوم، وإستطاع عرض الفن الملتزم في اناشيده، فبهذه المناسبة إغتنمنا الفرصة وأجرينا حواراً مع المنشد المقاوم "علي العطار"، وفيما يلي نص الحوار:

النشيد جزء من تاريخ المقاومة
بداية عندما سألنا السيد علي العطار عن رأيه حول نشيد المقاومة ودوره، قال: النشيد هو جزء من تاريخ هذه المقاومة، ورفيق هذه المقاومة منذ البدايات، وهو صورة مشرقة لمعاني المقاومة، وجزء لا يتجزأ من تاريخ هذه المقاومة حتى أصبح النشيد هو المعنى والوجه الآخر للمقاومة وانتصاراتها من لبنان إلى فلسطين وإلى كل محور المقاومة، وكما شهدنا خلال العشر سنوات في كل الحروب التي حدثت كان النشيد رفيقاً وداعماً لهذه الإنتصارات، وأيضاً إذا أردنا أن نضيف نقول النشيد يعني نبقى على قرب مما يجري في فلسطين وغزة من مشهد الحرب والدمار ومدى عمق وتأثير الكلمة والنشيد من بداية عملية الطوفان 7 أكتوبر حتى اليوم كيف نتحدث عن أنفسنا وكيف ترافقنا المقاومة في لبنان وفلسطين، وما يجري على الحدود مع لبنان في النشيد، وجعلنا النشيد الرفيق ليوميات المقاومين، يعني ان نلتقي بالإخوة المقاومين، نلتقي بالأصدقاء، هم يقولون أن النشيد رفيق لنا عبر الإذاعة أو الجهاز اللاسلكي أو غيره، يعني يستحق النشيد أن يكون السلاح الثاني للمقاومة.
على طريق القدس
في ظل الظروف الحالية في المنطقة وما يجري في غزة شهدنا أخيراً إنتشار عمل رائع  تحت عنوان "على طريق القدس"، فطلبنا من "العطار" لكي يتحدث لنا عنه ومن أين جاءت الفكرة والكلمات، فأجاب: فيما يتعلق بنشيد "على طريق القدس" في موضوع هذا العمل هو أنه لشرف لنا أن نشارك ونتشارك في عمل مع الاخ العزيز الشيخ حسين الأكرف، هذا العمل والفكرة بدأت مع الإخوة الأعزاء ومع منتج هذا العمل الأخ "سهيل التاجر" من البحرين، وكان هناك تواصل دائم حول هذا العمل ومن دون تردد أحببت الفكرة وشاركت بها بصوتي وهذا أقل ما يمكن أن نقدّمه لما يقدّمه الشعب الفلسطيني ونقدّمه إلى قضية فلسطين، القضية الأم التي نناضل من أجلها دائماً حتى في الفن والأناشيد والشعر والمسرح، وفي كل الأمور الفنية.
قدس الأقداس
وحول نشيد "قدس الأقداس" يقول "العطار": في الحقيقة عنوان هذا النشيد هو، لقّم سلاحك بوقته واقتحم جيش العدوان و "قدس الأقداس" هو جزء من النشيد في آخره، هذا النشيد من كلمات الدكتور حسين عبدالساتر وألحان الأستاذ هيثم زيات، وهذا النشيد عملنا عليه مع الإخوة في لبنان وعملنا عليه بشكل أوبريت محوري، يعني نتكلم فيه عن فلسطين واليمن والعراق والجمهورية الإسلامية في إيران وعن كل الأحرار والشرفاء في هذا العالم لمن هم شاركوا في المقاومة.  
أناشيد المقاومة للقدس
وعندما سألنا من المنشد اللبناني المقاوم حول الأناشيد الأخرى بموضوع القدس، هكذا ردّ علينا بالجواب: عملنا على نشيد قديم وبعض الأناشيد التي أحبّتها الناس، إن كان في العالم الإسلامي أو في العالم العربي، في كل مكان حتى في الجمهورية الإسلامية نتكلم هنا عن أناشيد المقاومة الفلسطينية القديمة، مثال "طالعلك يعدوّي طالع.. طالعلك من كل بيت وحارة وشارع"، ونشيد "الله أكبر فوق كيد المعتدين.." ونشيد "هبّوا ولبّوا الصوت..".
 أناشيد كثيرة، عملنا عليه بشكل جديد وأنشدناها في لقاءات عديدة في هذه الفترة التي مرّت حول ما يجري في فلسطين وكنّا نلتقي في لقاءات واحتفالات دعماً لفلسطين وغزة وننشد هذه الأناشيد، بالإضافة إلى أناشيد أخرى جديدة عملنا عليها مثل نشيد "القدس عاصمة السماء.. أُكتب بجرحك والدماء.. الأرض أرض الأنبياء.. واهتف فلسطينٌ لنا والقدس عاصمة السماء.."، هذا النشيد من كلمات الأستاذ الشاعر محمد طالب وأنشدناه في مهرجاناتنا الصيفية، يعني قبل بدء معركة غزة كان شريكاً في كل المهرجانات، لأن القدس دائماً حاضرة في أذهاننا وفي قلوبنا وفي عروقنا، وأي عمل نقوم به، تكون فلسطين والقدس دائماً حاضرة معنا في كل مهرجاناتنا في لبنان، ومهرجانات المقاومة أيضاً، وحتى في المهرجانات التي تُقام في سوريا، أي نشيد لا تكون فيه قضية فلسطين والقدس حاضرة هو نشيد لا معنى له، لذلك نؤكد على أننا دائماً كنّا ننشد لفلسطين والقدس، ولقضية فلسطين والأحرار وللثوّار، ولكل الشرفاء في هذا العالم، في كل القضايا الشريفة التي نناضل من أجلها، وأيضاً هناك أناشيد عديدة إن شاء الله تأتي الأيام القادمة ونتحدث عنها.
قوموا هزّوا الأرض
وتابع علي العطار: وكذلك مع نشيد "على طريق فلسطين" قمنا بعمل ميدلي وكان له صدى إيجابي كبير، وكان الترند على مواقع التواصل الإجتماعي وعلى اليوتيوب، ومازال ترند، وهو نشيد بعنوان "قوموا هزّوا الأرض وهبّوا..."، من كلمات الشاعر الأستاذ محمد زين الشعيب، وألحان وإخراج أخي ورفيقي محمد العطار وهذه من إبداعات شقيقي من الألحان والإخراج، وتوزيع وموسيقى الأستاذ محمد علّيق، وكان لهذا النشيد صدى إيجابياً عند جمهور المقاومة في لبنان وفلسطين وكل محور المقاومة، وإن شاءالله نعمل على أناشيد أخرى في الأيام القادمة.
المقاومة رمز حاضر في كل الساحات
وفيما يتعلق بمدى تأثير الكلمة والنشيد لحثّ الشعوب وتشجيعهم لمساندة فلسطين وتحريرها، قال "العطار": نقول لما شاهدنا على شاشات التلفزة خروج الناس الى الشوارع، إن كان في العالم الإسلامي وفي العالم العربي وفي كل أوروبا وأمريكا وكندا وأستراليا، والذي شاهدناه تُرفع له القُبّعات، وما شهدناه من ردّة فعل الناس، لوقوفهم مع فلسطين ورفع راية فلسطين، في كل القارات دعماً لفلسطين ولما تقوم به المقاومة في فلسطين، ونقول لهؤلاء الناس جميعاً: "نحييكم ونُقبّل رؤوسكم ونشدّ على أيديكم ونطلب منكم أن تجعلوا المقاومة رمزاً حاضراً في كل الساحات، اجعلوها رسماً على كل جدار، ونشيداً على كل شفة ولسان، تتخطى الحدود والأزمان"، أحببت أن أقول هذه الكلمات لأن ما رأيناه في العالم حقيقة تُرفع له القبّعات.
ونقول أيضاً للناس وللشباب (خاصة للشباب في العالم الإسلامي): أطلقوا الأناشيد في كل مناسبة، ولا تتركوا الساحات، وثبّتوا مشروع المقاومة كشريك في الجهاد والشهادة والنصر والثبات لكم، وعلّقوا صور الشهداء وارفعوا الرايات في بيوتكم وعلّموا أولادكم حُبّ النضال والجهاد ولاحظوا ما يجري في فلسطين من دروس، أن الأوطان لا تتحرر إلّا بالسواعد، لا تتحرر بالكلام والسياسة، لا تتحرر الأوطان إلّا في بذل الدماء والصدق، علّقوا صور الشهداء الذين رفعوا رؤسنا عالياً، إن كان في لبنان على طول الحدود، في لبنان هذه المقاومة التي نعتز بها ونحن أبناؤها، هذه المقاومة التي دافعت عنّا ودافعت عن فلسطين، واليوم هذه المقاومة تُشغل العدو على جبهة ممتدة من الناقورة إلى الجولان المحتل، علّقوا صور الشهداء وارفعوا الرايات في بيوتكم، وفي كل حيّ وزقاق ومدينة، علّقوها على الصواري والمآذن، والقِبب المشرّفة، اجعلوا هذه المقاومة نصب أعين الناس، ليتذكّروا دائماً أن العز الذي تعيشونه ثمنه دماء الشهداء"، هذا الذي أحببت أن أقوله للشباب بالتحديد.
 الصمت تجاه جرائم العدو الصهيوني ذُل
مع الأسف بعض الحكومات العربية اتخذت الصمت تجاه القضية الفلسطينية وجرائم العدو الصهيوني، فسألنا "علي العطار" عن رأيه، فقال: من موقعي الفني لا أريد ان أتكلم في السياسة، لكن أقول للأسف بعض الحكومات العربية المـُـتخاذلة التي صُمّت أُذُنيها عن سماع خبر قتل الأطفال في غزة وفلسطين، هذه الحكومات وهؤلاء الناس سيلعنهم التاريخ، وتلعنهم الشعوب، وهؤلاء إن شاء الله إلى جهنم وبئس المصير، يعني الإنسان المسلم، أو في العالم العربي لا نرى موقفاً من هذه الدول المتخاذلة مع فلسطين، هذا موقف ذُل وعار عليهم، الأجيال التي سـتأتي ستلعن هؤلاء، ونقول لهم: "لو أعطيتم لفلسطين دقائق من وقتكم وأعلنتم مواقفاً لكنتم إنتفعتم، لكنّكم أنتم الآن في قاع الأرض وبئس المصير".  
النشيد داعمٌ أساس للمقاومة
وأخيراً فيما يتعلق برأيه حول مدى إنتشار أناشيد المقاومة وتأثيرها، قال علي العطار: كان لتأثير الأناشيد عِدّة أوجه، وخاصة نشيد المقاومة في لبنان، الذي كان رفيق المقاومة طوال تاريخ المقاومة، يعني منذ الطلقة الأولى في عام 1982 والفِرَق التي سبقتنا، فكان لتأثير النشيد عِدّة أوجه، وكان له صدى إيجابي ومعنوي على المستَوَيَين الشعبي والجهادي، حيث أعطى النشيد نوعاً من الروح العالية للناس وللمقاومين، أعطى عزيمة وروحاً للناس بالصمود، وأعطى للمقاومة العزيمة في التحدي حيال آلة القتل الإسرائيلية التي مرّت في جنوب لبنان، وبعدها أتت داعش إلى البقاع، وأيضاً وقفنا وأنشدنا وكنّا كالصخر في الجبال مع هذه المقاومة في أصواتنا، وأيضاً كان للنشيد وقعاً على معنويات المجاهدين، حيث أن النشيد ألهب المشاعر، وأعطى الناس والمقاومين مزيدا من القوّة والثبات والعزيمة في مواجهة المحتلين، من "إسرائيل" إلى داعش وغيرها، من لبنان على طول جبهة محور المقاومة، من لبنان إلى سوريا وإلى العراق، إلى اليمن وفلسطين، في كل وقت كان النشيد يقف سدّاً منيعاً ويقف رفيقاً للمجاهدين والأحرار والثوّار والشرفاء.
إذن النشيد بمعانيه وكلماته وأهدافه وأبعاده الروحية والمعنوية هو داعمٌ أساس للمقاومة وشعبها، وهذا ما أثبتته التجربة في كل المراحل التي مرّت بنا.

البحث
الأرشيف التاريخي