أوراق من التاريخ الشفوي لحياة العالم الشهيد الدكتور محسن فخري زاده

التحليق عند سفح دماوند...

 

الوفاق / خاص
الهام نجمي
في حب محسن
كان التزام الدكتور فخري زاده وعمله الجاد ومعرفته لا مثيل له في نظر أصدقائه، وكانوا مفتونين به لدرجة أننا، بحسب أحد أصدقائه، قبلنا عن طيب خاطر مشاق الاعتبارات الأمنية لرؤيته. ويقول: "أكمل دورة الدكتوراه في معهد أبحاث العلوم والتكنولوجيا النووية التابع لمنظمة الطاقة الذرية و في ذلك الوقت كنت في موسكو كممثل للمنظمة. وبعد انتهاء المهمة عندما عدت وجدت أن محسن قد تم قبوله وهو يكمل دورة الدكتوراه في المنظمة. وبما أنني كنت أيضاً عضواً في هيئة التدريس بمعهد البحوث، فقد كان من الأسهل زيارة محسن. وبسبب ظروف أمنية، كان من الصعب جداً رؤية محسن وكان علينا التنسيق مسبقاً، لكن الآن ذهبت إلى الفصل بالتنسيق مع رئيس الأمن والمعلم وجلست، فقط بسبب اشتياقي لرؤية محسن والتواجد معه ولو لمدة ساعة. لم تكن الحياة تعني له شيئا، ومن كل تلك الساعات، لو تحدثنا لمدة دقيقة، كان يتحدث عن حاله وقضايا غير دنيوية وبعد الدرس، بدأنا نتحدث ونحيي بعضنا البعض."
ذات يوم قلت له: يا محسن، قرأت أخبارك في المواقع الأخرى انتبه لنفسك جيداً. على أية حال، عليك أن تعتني بنفسك. فالتفت إلي بهدوء شديد وقال: "عزيزي غلام رضا، هذه الأشياء تسبب لي صداعاً لدي واجب تجاه النظام الذي بذلت حياتي من أجل تحقيقه، أنا لا أخاف من أي تهديد، وأهلا بكل ما قد يأتي."
الفلسفة والفيزياء
ويذكر في الكتاب أيضاً أجزاء من أفكار الشهيد وحياته الفكرية، "وكان مهتماً أيضاً بالقضايا الفلسفية، فمثلاً فكر في هذه القضايا، ما هي العلاقة بين الفلسفة الغربية وميكانيكة الكم؟" وإذا وصلنا إلى مبدأ عدم اليقين من أسس فيزيائية، فهل يصل مبدأ عدم اليقين هذا إلى أسس فلسفية أيضا؟ على سبيل المثال، ينتقد البعض مثل أينشتاين وبوبر لعدم اليقين لديهم، لكنه لا يزال مقبولا ويستخدم منذ مائة عام.. ولم يسعَ الدكتور فخري زاده إلى ربط الفلسفة بالفيزياء والتحدث كمدرس للفيزياء، بل سعى إلى ربط الفلسفة الإسلامية بالفيزياء وتطور الفيزياء..."
حلم كربلاء
عندما تتصفح كتاب " التحليق عند سفح دماوند" فإن الشعور بالشوق والاشتياق سيعتصر قلبك وخاصة عندما تقرأ "لم يذهب إلى كربلاء قط بسبب مشاكل أمنية. وقد كانت لديه دائما الرغبة في زيارة مرقد الامام الحسين (ع). وكثيراً ما رأى صورة المرقد وكربلاء أو سمع رثاءً، وكانت الدموع تتدفق من عينيه كان مضطرباً وكانت دموعه تتدفق بسرعة ولم يكن مهماً بالنسبة له أين هو أو إذا كان هناك أحد معه، كان عندما يحزن أو يحن قلبه، فإن دموعه تتدفق دون أن يكترث للزمان والمكان الذي هو فيه. ويروي حراسه الشخصيون أنهم ذهبوا إلى اجتماع في مدينة أهواز في محافظة خوزستان، وبعد الاجتماع طلبوا الذهاب إلى مناطق الحج في شلمجة، وفي ذلك الوقت كانت شلمجة فارغة وكان عدد الحجاج قليلاً. فسأل الدكتور أي جهة هي أقرب نقطة إلى مرقد أبا عبد الله؟ فأشاروا إلى سدود يادمان شلمجة، وهي أقرب نقطة إلى حدود شلمجة، فاختار الدكتور مكاناً مريحاً وبدأ يهمس لمدة ساعة تقريباً، بينما كان مشغولاً بالتنهد والأنين وقراءة رسائل الحج. كما كان مهتماً جداً بالزهراء (عليها السلام) وكان يقول: مركز الشيعة وقوتهم عند حضرة الزهراء (ع).
كمال مُلك العالم عند حضرة الزهراء (ع).

 

البحث
الأرشيف التاريخي