صنعوا بدمائهم مجد الأمة ... الاستشهادي علي صفي الدين
الوفاق / وكالات - قدّمت المقاومة الإسلامية خلال مرحلة عملها العسكري بهدف تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي 9 استشهاديين، كان فاتح عهدهم الشهيد أحمد قصير الذّي اعتبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن ما بعد عمليته "زمن آخر وعصر آخر هذا زمن المقاومة زمن الاستشهاديين زمن الانتصارات الآتية"، في وقت كانت أجواء المنطقة تنجرف نحو "الانسجام" مع دخول لبنان "العصر الإسرائيلي" بشكل نهائي.
ومن بين الاستشهادين كان الشاب علي حسين صفي الدين الذي كان شاهداً على الانتهاكات الإسرائيلية اليومية لقرى الجنوب وأهلها وتأثّر بدروس الشيخ راغب حرب في المساجد وبنهجه وفكره المحرّض على القتال ضد الاحتلال.
ومنذ الخامسة عشر من العمر، التحق الشهيد صفي الدين بصوف المقاومة الإسلامية، وأتقن بسرعة بعض الفنون العسكرية بعد أن خضع لعدّة دورات تدريبية، وقد شارك في بعض عملياتها. الى أن حسم خياره في 18 من عمره بتنفيذ عملية استشهادية وبأن يكون "فداء للقضية والنهج والوطن".
بروحٍ حسينية وعشقٍ خميني
جهّز، لهذه المهمة، سيارته التي اشتراها من مال الخاص بحوالي 150 كلغ من مادة "تي ان تي" الشديدة الانفجار. وفي 13 نيسان 1984 يروي بعض الأهالي الشاهدين على العملية عند مدخل بلدة "دير قانون النهر" أنهم " رأوه في المكان، في أوّل الصباح، وسمعوا آيات القرآن تنبعث من مسجّل سيارته التي ركنها على جانب الطريق موهماً الجميع أنها معطّلة ويعمل على تصليحها، لكنّ الاستشهادي كان بانتظار مرور دورية لجيش الاحتلال. وعند وصول القافلة الإسرائيلية همّ بركوب السيارة، مرّت السيارة الأولى التابعة لمخابرات الاحتلال، وتبعتها آليات أخرى، فجّر الاستشهادي السيارة.
جيشٌ مكلّلٌ بالعار
دوّى صوت انفجار السيّارة المفخّخة بـ150 كلغ من الموادّ المتفجّرة TNT، فقُتل 12 جنديّاً صهيونيّاً وجُرح 15 آخرون. هرع جنود العدوّ لمحاصرة المكان، واستنفرت جميع القوّات، ولكن ما عاد يجديه أيّ شيء، فكيف يُقهر شبابٌ بعمر الورد قهر الموت؟! عقب العملية، قال مراسل تلفزيون العدوّ آلون بن ديفيد: "إنّ جيش الدفاع الذي سيخرج قريباً من لبنان، ليس هو الجيش نفسه الذي دخل إلى لبنان، إنّه جيشٌ خجلٌ مكلّلٌ بالعار".
طائر الحلوسية
لقّب الاستشهادي صفي الدين بـ "طائر الحلوسية" نسبةً لقريته التي ولد قها عام 1996. وقد عايش اجتياحها عام 1982، واضطر الى مغادرتها ونزح مع أهله الى العاصمة بيروت طلباً لظروف مادية أفضل حيث عانت الأسرى بسبب الأوضاع ظروفاً معيشية صعبة في الجنوب. وهناك سكن في منطقة "برج البراجنة" والتحق بإحدى مدارسها محققاً التفوّق العلمي، لكنه عاد من جديد مع عائلته إلى القرية بعد تدهور وضع والده الصحي جراء مرض أصابه لكنّ الوالد فارق الحياة بعد مدّة.