الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • طوفان الأقصى
  • الریاضه و السیاحه
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وواحد وثمانون - ١٨ نوفمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وواحد وثمانون - ١٨ نوفمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٦

الموقف أكبر من قدرتهم على الاستيعاب

الحروب تسبب للأطفال اضطراب ما بعد الصدمة

الوفاق/ وكالات -  الأطفال الذين ينشأون في بيئات قاسية يرون العالم كمكان معادٍ ولا يمكن التنبؤ به. إنهم يقبلون العنف كجزء من الحياة.
وبطبيعة الحال، فإن مشاهدة واقع عنيف أمر مؤلم للغاية بالنسبة للأطفال، كما أن رؤية الهجمات والحرب والعنف على شاشة التلفزيون أو السماع عنها يمكن أن تشتت انتباههم. العامل الرئيسي الذي يؤثر على استجابة طفلك هو رد فعلك. طفلك يراقبك ويتعلم كيفية الرد. لذلك عليك أن تفكر وتتأنى في كل ما تقوله وكل ما تفعله أمام أطفالك.
الأحداث المدمرة والصادمة تكون أكثر إزعاجا من الناحية النفسية عندما تظهر ضمن فئة الأحداث غير الطبيعية من وجهة نظر الناس.
ومثل هذه الصور والفيديوهات متداولة ليل نهار على مختلف وسائل الإعلام خاصة "السوشيال ميديا" مما يؤدي لإصابة الكثيرين بالاكتئاب والأزمات النفسية وبصفة خاصة الأطفال الذين يصابون بالرعب دون أن يعرفوا لماذا كل هذا العنف؟. بل هناك من يصاب باللامبالاة أو الصمت التام لأن الموقف أكبر من قدرته على الاستيعاب.
وتتباين آراء الخبراء بين الحد من تعرض الأطفال لمشاهد العنف الفجة حرصا على صحتهم النفسية وبين السماح لهم بالتعرض لهذه المشاهد لكشف فظائع العدوان الصهيوني على غزة وسلبية المجتمع الدولي والإجابة عن تساؤلاتهم عن تاريخ القضية الفلسطينية.
ووسط هذه الأجواء المتوترة، يتعرض الأطفال لضغوط نفسية تواجه معظم الأسر التي تبحث عن وصفة للتعامل معها حتى لايتعرضون لصدمات تشتت تفكيرهم وتكدر نفسيتهم وتؤثر على دراستهم ونظرتهم للحياة .
ومع القصف والهجوم الوحشي على قطاع غزة، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بفيديوهات وصور تظهر اليوميات القاتلة في غزّة، حيث يعاني الشعب الفلسطيني المظلوم... ووسط هذه الحرب، دأب العديد من سكان غزة، ومن ضمنهم صحافيون، على نشر مقاطع فيديو، من دون مراعاة العامل المهني والنفسي للعائلات والأطفال، علماً بأنّ الانخراط في عالم وسائل التواصل ليس مقتصراً على البالغين، بل يشمل الأطفال والمراهقين، الذين يتلقّون أساساً كلّ مواد وسائل التواصل.
بالموازاة من ذلك، لا تتوانى بعض وسائل الإعلام في نقل صور المجازر في غزة، من دون حجب المقاطع الحسّاسة، سواء أكان العرض تأييداً لمظلومية غزّة أم لتحقيق مشاهدات كبيرة؛ مع العلم أن بعض القنوات التلفزيونية تخصّص نقلاً مباشراً لأحداث غزة على مدى
 24 ساعة.
 كيف نحمي أطفالنا من المشاهد العنيفة؟
أظهرت دراسات علمية سابقة أنّ مشاهدة الأطفال صوراً مؤذية تسبّب تغييراً في سلوكهم، أكان باتجاه الميل إلى العنف أم باتجاه افتقادهم إلى التعاطف.
إنّ "صور الحرب تؤثر في أطفالنا، تماماً مثل البالغين، ممّا قد يدفع البعض إلى الخوف والقلق، والبعض الآخر إلى اضطراب ما بعد الصدمة، وتالياً فإنّ العنف ظاهرة معقّدة. لا نصبح عنيفين في سنّ البلوغ، بل نصبح كذلك بسبب العديد من العوامل التي تؤدّي دورها في تكوين هذه الصفة، خصوصاً خلال مرحلة الطفولة؛ لذا يجب عدم تسخيف ما يحصل، وعلينا شرح الحقيقة.
والوضع النفسي للأطفال يتأثر بعد تعرّضهم لكميّة من محتوى العنف. وهذا الواقع لا يطال الأطفال فحسب، بل الكبار أيضاً، لكن ما يجعلهم مختلفين هو عدم نضج الأطفال للتخفيف من وطأة المشاهد في أذهانهم؛ لذا تبقى الصورة عالقة في ذاكرتهم لفترة طويلة، وربما يحلمون بها خلال الليل لفترة طويلة أيضاً. وستراودهم فكرة الموت مراراً وتكراراً. وهنا الأمر يُعتبر طبيعياً، لكن التعرّض لهذا المحتوى على فترة طويلة يعزّز هذه الفكرة، ممّا يدفعهم إلى طرح أسئلة عدّة، تؤثر سلباً في نفسيّاتهم.
الإرشادات للتعامل مع هذه الحالة
- عدم ترك الأطفال بمفردهم خلال مشاهدة هذه الصور والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي. ومن هنا ندخل في معضلة عدم السماح للأطفال دون السبع سنوات بأن يكون لديهم حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي.
- التكلّم مع الطفل على هذا الموضوع، والتواصل معه لمعرفة مدى تأثره بما يُعرض، بل قد نطرح عليه بعض الأسئلة، مثل: كم من الوقت تبقى الصورة في ذهنك؟ برأيك، لماذا يتمّ عرض هذا النوع من الصور؟ كيف تضايقك؟. من خلال هذه الأسئلة سيتكوّن عنده نوعا من الوعي.و سيحاول الطفل العثور على هذه المشاهد، خصوصاً أنه يشعر بالفضول والرغبة في مشاهدة طفل مثله في ظروف مختلفة، وهذا الأمر لا هروب منه، لذلك علينا التكلم معه.
فإنّه مع تعرض الأطفال لمحتوى صادم، تختلف استجاباتهم. وثمّة أطفال يسيطر عليهم الخوف، وقد يفضّلون البقاء في المنزل، كما أنهم قد يواجهون صعوبة في النوم والتركيز في المدرسة. وثمّة مَن قد يشكو من الصداع وآلام المعدة وأعراض أخرى غامضة، بل قد تزعجهم التغييرات الطفيفة في الروتين اليومي بشدّة. وهذه العوارض تظهر في حال بقي التعرّض لهذا المحتوى قائماً لمدة طويلة. وقد يعرّضهم ذلك إلى حلّ مشكلاتهم بطريقة عنيفة، كما قد يصبحون غير حسّاسين تجاه العنف وألم الآخرين وضيقهم.
ومن الآثار الملاحظة لمشاهد العنف على الأطفال أن هؤلاء قد يُصابون بحالات من الانطواء، فيتجنبون الناس والاختلاط بمن حولهم. ومن أفضل الإرشادات لمساعدة طفلك التأكّد من أنه يشعر بالأمان، لذا عليك أن:
- تكون إلى جانبه إن لزم الأمر، ومحاولة مراقبته، وحمايته بشكل كافٍ، طوال النهار والليل.
- مناقشة أيّ مواقف خطرة قد تكون محتملة، وكيفيّة تجنّبها في المستقبل.
- تشجيعه على التعبير عن مخاوفه، وطمأنته بأنّه آمن، من خلال إعلامه بالخطوات التي اتُّخذت لضمان حمايته.

 

البحث
الأرشيف التاريخي