أوراق من التاريخ الشفوي لحياة العالم الشهيد الدكتور محسن فخري زاده

التحليق عند سفح دماوند...

الوفاق / خاص
الهام نجمي
نعرفه بثبات دماوند، وقمة العلم المجيدة، بأزهار التوليب المليئة بالدم، ونعرفه باسم الشهيد. كان صامداً فخوراً وابن خليفة العلم والمعرفة. اليوم الذي حوّل فيه الظالمون حضن دماوند إلى زهور التوليب بسفك دمه الطاهر، وجعلوا العلم والمعرفة ينعيان ابن سينا آخر، هذا الحزن بحجم دماوند جرح روح بلادنا وجعلنا نحزن على رحيله إلى الأبد.
كتاب "التحليق عند سفح دماوند" هو عمل لمحمد حسين علي جانزاده، والذي نشرته دار الشهيد كاظمي للنشر. وفي الكتاب التالي، مقتطفات من ذكريات حياة رجل إيران العظيم، العالم الشهيد الدكتور محسن فخري زاده، منذ طفولته حتى استشهاده، يرويها أهله وزملاؤه وأصدقاؤه ومعارفه. ويتم تصوير شخصية ومعتقدات وقيم وجهود هذا العالم النووي المتميز الذي فقد حياته في عملية اغتيال أثناء تأدية واجبه في حماية شرف وفخر إيران العزيزة.
علم المناخ والأنثروبولوجيا
"التحليق عند سفح دماوند".. يروي ذكريات حياته ويروي مراحل مختلفة من حياة الشهيد، على سبيل المثال، نقرأ عن جهوده في تاريخ وثقافة إيران في جزء من مذكراته عن الأنشطة المتعلقة بشبابه وبداية الثورة الاسلامية: "كنا فريقاً يضم أحمد زارع وأصغر نصرتي وصادق اشجعي ومحسن، الذين قاموا بأشياء مختلفة، بدءاً من إنتاج إذاعة كردستان إلى كتابة المقالات وإعداد التقارير عن العمليات الصغيرة التي تم تنفيذها وكان محسن هو محلل الفريق وتعرف على شعب كوردستان جيداً. ومن حيث الأنثروبولوجيا والتاريخ والجغرافيا والثقافة، كانت الأفكار التي تم طرحها هي تشكيل فريق المناخ والأنثروبولوجيا لكردستان، وكان محسن واحدا منهم".
نهج حل المشاكل
ومن جوانب شخصية هذا الشهيد العزيز معاملته الصحيحة والرائعة مع أبنائه، والتي وردت في هذا الكتاب من كلام ابنه: "لم أره قط يتحدث إلينا بشكل مباشر عن القضايا التربوية أو يقوم بالأمر والنهي في القضايا الدينية أو التربوية، لكنه كان يتصرف بنفسه دائماً، فإذا فعلنا شيئاً خاطئاً، كان يأتي ويتحدث إلينا ويقول: هذا الخطأ الذي وقعتم فيه جيد لتجربة ما قمت به، لكن حاولوا الاستفادة من هذا الخطأ وفهم نقاط الضعف لديكم، لقد علمنا كيف نفكر وكيف نحل المشاكل".
كابوس نتنياهو
وبينما كان يكشف سراً كبيراً، أخذ نتنياهو نفساً عميقاً وأخرجه وقال: "هذه صورة لرجل يصنع قنبلة ذرية في إيران". وطبعت صورة الحاج محسن على الصفحة الخلفية لنتنياهو. وعندما كان يشرح عن قدرة الناس في ايران، ابتسم ابتسامة سخرية عندما رأى هذا المشهد على شاشة التلفزيون وقرأ اسمه، فسأله ابنه: لماذا تضحك يا أبي؟ أجاب: "طالما أنا على قيد الحياة، نتنياهو لا يستطيع أن ينام ليلة هانئة..." واجبنا التحرك لحل المشكلة والتوجه نحو الهدف، وان من يقوم بالعمل هو شخص آخر". نحن قادرون على رفع المعنويات في العالم المادي، والذي يأتي بالثمر هو شخص آخر."
يتبع...

 

البحث
الأرشيف التاريخي