قيادي بارز في حركة حماس للوفاق:
لانعمل كما يتوقع الناس..ونثق بإيران وحزب الله
الوفاق/ خاص
هادي معصومي زارع
إلتقت صحيفة الوفاق مع الاستاذ اسامة حمدان القيادي البارز في حركة المقاومة الاسلامية في فلسطين-حماس حيث سألته عن آخر التطورات المتعلقة بعملية" طوفان الأقصى" والتطورات الأخيرة في هذا المجال وفيما يلي الجزء الثاني والأخير من هذا الحوار:
هناك البعض یتحدث أن محور المقاومة وحزب الله ورطوا حماس بهذه المعركة وتركوها وحيدة وانهم كانوا يتوقعون اكثر من هذا، ما هو رأيكم؟
انهم ورطوا حماس، بصراحة هذا شيء مضحك يعني هو اذا اراد ان يورط حماس يمكن ان يورط حماس قبل 20 سنة قبل 10 سنوات ولذلك قصة التوريط هذه حكاية مضحكة نحن مقاومة ونعرف ما الذي اخترناه وان يقدم لنا الاخوة في الجمهورية الاسلامية الدعم او ان يقدم لنا الاخوة في حزب الله مساعدة هذا امر يشكروا عليه والذي يساعدك في مواجهة العدو لا يمكن ان يورطك.
هذا امر لا يفكر فيه الا اشخاص لا يفهمون اذا كانوا ابرياء هم لا يفهموا معنا هذه العلاقات بين الاطراف المحور او بعض الاشخاص الذين أعتادوا ان يكون تابعين يؤمرون فينفذون سيظنون ان الاخرين مثلهم ؛ لايدركون ان هذا المحور هو حالة تريد ان تمنح امتنا الحرية وان تخلصها من الاستعمار الصهيوني والهيمنة الامريكية ويدركوا كل من هو في هذا المحور ان الامة الحرة هي التي تنجح في التحرير وبالتالي لا يمكن لاحد ان يورط احد لاننا نريد ان تكون أمتنا حرة و نحن أحرار .
اما الحديث عن التوقعات من المحور ومن الجمهورية ومن حزب الله فانا اقول وبكل بصراحة انا ارى ان هذا شهادة حق ان هذا المحور لديه القوة وموضع ثقة عند الناس لماذا يطلبون الدعم فقط من الجمهورية الاسلامية وحزب الله ولا يطلبون الدعم من الاخرين لانه يثق ان هذه الاطراف عندها القدرة على اخذ القرار والجرأة على اخذ القرار الى ان ما يتعلق بدور واداء المحور ربما في اليوم الاول ظن البعض ان الكل سيقوم بنفس العملية ضدالاحتلال لكن نحن لا نشتغل وفق مايظن الناس نحن نعمل وفق رؤية نقدر فيها المصالح وتحديداً مصلحة مشروع التحرير ومشروع هزيمة الكيان الصهيوني.
الاخوة في حزب الله اليوم الثاني من الطوفان الاقصى قصفوا مواقع الاحتلال في مزارع شبعا وعلى مدى 25 يوم توسعت العمليات وقتلى من جانب الاحتلال وهناك ايضا شهداء من جانب حزب الله وقد بلغ عددهم حوالي 60 شهيداً والى جانبهم هناك شهداء من المقاومة وسرايا المقاومة نحن لا نتكلم عن الاخرين الذين يعيشون في قرى اهلها صابرون وصامدون وهناك ايضا اجراء صهيوني في اخلاء المستوطنات و التجمعات السكنية بعمق 7 كيلومتر بعيدا عن الحدود.
لو كان ما يجري غير القتال لما فعل الاسرائیلی ذلك وبالتالي مايفعله حزب الله او مافعله الاخوة في اليمن باطلاق الصواريخ والطيران المسير باتجاه مواقع اسرائيلية صحيح انه تم التصدي لها من قبل مضادات الصواريخ لكن الاسرائيليين اعترفوا باصابات وقعت في ايلات، الاخوة في المقاومة العراقية اعلنوا منذ اليوم الاول انهم سیقومون بالرد علی امريكا وبدأ الاعلان الامريكي عن احضار قوات دلتا لتشارك الى جانب الاحتلال ما دفع امريكا لان تقول انها اتت للاستشارة وليس للمشاركة في العملية وربما البعض يريد صورة معينة في ذهنه اذا كانت هذه الصورة منطلقة من ثقته بالمقاومة هذا جيد لكن عليه ان ينتظر لان المشهد النهائي لم يصل بعد اما الذين يريدون تشويه الصورة هؤلاء لا تستطيع ان تقنعهم فهم مصرین على ان يروا الامور بشكل خاطئ و كما يریدون فهذا يحتاج الى اعادة تفكير في عقله وفي نظره .
في كل الاحداث والازمات توجد اطراف تحاول تشويه الصور وخلط الاوراق فسمعنا ان بعض الايرانيين يقولون عن حماس أنهم يبغضون اهل البيت والطرف الاخر يقول ان حماس استعانت بالكفار والمقصود ايران وحزب الله فما تعليقكم على هذه الظاهرة؟
لا يوجد احد في داخل الحركة، من ابناء حماس من ينظر الى ايران او الى حزب الله او عموم شيعة بنظرة تكفير او ما الى ذلك بل بالعكس، القناعة اننا جميعا مسلمون وانّ المذاهب وان تعددت فهي جزء من الاجتهاد وليست خروجاَ من الدين. هذه واحدة وانا اذكر هنا ان الازهر يدرس ثمانية مذاهب، المذهب الشيعة الامامية واحد منها وهناك فتوى مشهورة للشيخ شلتوت رحمه الله شيخ الأزهر، اي مسلم يتعبد الله باحد هذه المذاهب تبرأ ذمته عندالله.
في فلسطين ايضا هذا الفكر الذي يكفر الناس محدود والمجتمع الفلسطيني ينظر اليه نظرة سلبية وليس له انتشار وعموم المجتمع ينظرون نظرة سلبية، في المجتمع الفلسطيني حتى غير المسلمين هنا نتعامل معهم بشكل جيد فكيف للمسلمين؟ الا ان هناك بعض لايعجبه ذلك يقول كلمة هنا وهناك وهذا لا يؤثر؛ فمثلا 99 بالمائة من الشعب الفلسطيني هذا يكون موقفه وواحد بالمائة فهو لا يؤثر في المجتمع.
المسألة الثانية : البعض بناء على ذلك يقول ان العلاقة بين حماس والجمهورية الاسلامية وحزب الله هي علاقة منفعة ونخن قلنا مرارا وهذه قناعتنا بأن علاقتنا مع الجمهورية الاسلامية هي علاقة استراتيجية بمعنى حتى لو جاء من يقدم نفس الدعم الذي تقدمه الجمهورية الاسلامية لن يدفعنا ذلك ان نقطع هذه العلاقة وثانيا ان الجمهورية الاسلامية دعمتنا في وقت لم يكن هناك من يدعمنا فاذا جاء احد اخر وقدم نفس هذا الدعم هذا يعني انه يسلك سلوكا صحيحا.
المسألة الثالثة: نحن على مدى 30 عاما من العلاقة مع الجمهورية الاسلامية الى اليوم وقد دخلنا العام 32 من العلاقات لم نشعر يوما ان هناك اشكال في العلاقة بسبب البعد المذهبي ولا اخواننا في ايران وحزب الله شعروا بهذا ربما احيانا نقاش في السياسة او حوارا في بعض الامور تحتاج الى حوار معمق اكثر ويحتاج الى وقت اطول ولكن لم نكن ننطلق الا من رؤية سياسية او تقدير موقف سياسي لاننا جميعا في نفس الاتجاه وهو مواجهة الكيان الصهيوني والهيمنة الاميركية.
اخيرا انا اقول ان الذين يثيرون هذه القضية انا ادعوهم ان يقتربوا من الواقع اكثر بمعنى اذا كان هناك من الطرف الفلسطيني يثير هذه القضية انا ادعوه ان يذهب الى ايران ويعيش هناك واذا كانت هناك في ايران من يثير هذه القضية انا ادعوه ان يذهب الى غزة ليرى حماس ويكتشف بنفسه الحقيقة ويكتشف انه هو وقع تحت وطأة شبهات.
اخيرا نحن مررنا بسنوات صعبة خلال السنوات الماضية اراد الامريكي ان يمزق هذه الامة وان يزرع فيها فتنة سواء في البعد المذهبي او في البعد الطائفي او العرقي؛ و لو لا حكمة شركاء محور المقاومة ربما النار كانت لاتزال مشتعلة في هذه المنطقة لكن الحكمة في التعامل وهذا ما فعلناه في بعض محطات الافكار المنحرفة هو الذي ادى الى افشال هذا المخطط.
نحن قلنا دائما وخاصة في ايران و انتم اخبر منا بهذا ، هذه الامة مثل قطعة السجاد يمكن ان تتعدد فيها الالوان ولكن غالبا هناك لون او لونين اساسيين لو اردنا ان نحذف اقل لون مالذي سيحصل؟ ستتلف حتى لو كانت من افضل انواع السجاد؛ فالامةمثل قطعة السجاد فيها الوان كثيرة، فيها الوان غالبة والوان محدودة اي واحد يفكر ان يتخلى او ان ينزع هذا اللون من الامة هو عمليا يشعل النار فيها. انا اعتقد لا احد يستطيع ان يرقض الاخر لانه بذلك يشعل النار في الامة ولذلك اذا كان هناك من يفكر بعقل فتنة بالتأكيد لن نكون نحن معه.