الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • طوفان الأقصى
  • الریاضه و السیاحه
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وتسعة وسبعون - ١٥ نوفمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وتسعة وسبعون - ١٥ نوفمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٤

تحت ذريعة تعزيز الشراكة الدفاعية

ماهي استراتيجية البنتاغون في آسيا الوسطى؟

الوفاق/ ركزت أمريكا بوضوح منذ بداية الحرب في أوكرانيا اهتماماً مضاعفاً على آسيا الوسطى. وتضمن ذلك تخصيص المزيد من الموارد الاقتصادية، ورفع مستوى المشاركة السياسية، وتطوير الشراكات الأمنية والدفاعية.
 ورغم عدم الإعلان عن ذلك صراحةً، إلا أن روسيا أولاً ثم الصين كانتا العامل الرئيسي وراء هذا النمط السلوكي في ظل عدم وجود مصالح اقتصادية أو سياسية محددة لأمريكا.
والواقع أنه رد فعل سلوكي مع نزعة ابتكارية تجاه سلوكيات اللاعبين التقليديين الرئيسيين في آسيا الوسطى، والتي يمكن أن تتحول إلى إجراءات منهجية.
وقد حدث أحد أهم أبعاد هذا النموذج السلوكي في المجال العسكري والدفاعي. وهو المجال الذي إذا تم تعميقه وتحقيق نجاحات قصيرة المدى فيه، يمكن أن يشير إلى وجود استراتيجية وتوجيه طويل المدى من جانب الولايات المتحدة تجاه هذه المنطقة.
وفي هذا التقرير  الذي نشره موقع "ايراس"، وبالنظر إلى التطورات الأخيرة في العلاقات العسكرية والدفاعية بين الولايات المتحدة وآسيا الوسطى مع التركيز على البنتاغون، سيتم محاولة تقييم أهم مكونات هذه الاستراتيجية المحتملة
تحركات البنتاغون
 شهدت بداية عام 2022 العديد من التحركات العلنية والسرية من جانب الولايات المتحدة في المجال العسكري والدفاعي في آسيا الوسطى، بما في ذلك مجموعة واسعة من التدريبات العسكرية، والتمارين والمناورات المشتركة، وبيع الأسلحة والمعدات الدفاعية، وتقديم المساعدات العسكرية، والمشاورات الأمنية والدفاعية.
لكن ما لفت الانتباه أكثر من غيره من التحركات على المستويات السياسية والعسكرية الرسمية، كانت تحركات البنتاغون.
ففي أواخر سبتمبر من العام الجاري، قام الجنرال مايكل كوريلا، رئيس هيئة الأركان المشتركة للولايات المتحدة، بزيارة رسمية إلى طشقند عاصمة أوزبكستان كرئيس لوفد عسكري رفيع المستوى أمريكي.
وكانت هذه الزيارة الثانية لكوريلا إلى أوزبكستان منذ بداية عام 2022، إذ زار من قبل طشقند في عام 2022 والتقى مع الرئيس شوكت ميرضياييف وفيكتور محمودوف، أمين مجلس الأمن الأوزبكي.
وعند وصوله إلى طشقند، التقى كوريلا مع بهادر قربانف وزير الدفاع الأوزبكي لمناقشة التعاون الثنائي وقضايا الدفاع المشتركة.
لكن اللقاءات الرئيسية لقائد البنتاغون في هذه الزيارة كانت مع قادة أركان الدفاع في كل من كازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، وباكستان.
ورغم حضور مسؤولين عسكريين من باكستان، وصفت العديد من التقارير الرسمية هذا الاجتماع بأنه جزء من منصة 1+5 للولايات المتحدة وآسيا الوسطى لإكمال اللغز السياسي والأمني بعد زيارة بايدن لقادة دول آسيا الوسطى.
وركزت المحادثات الرئيسية في هذا الاجتماع على الوضع الأمني في أفغانستان والتفاعل مع طالبان بالإضافة إلى القضايا المتعلقة بالحرب الروسية على أوكرانيا.
لكن البيانات الرسمية والتفاصيل التشغيلية عن هذا الاجتماع والخطب التي ألقاها المسؤولون الحاضرون نُشرت بشكل أقل بكثير في وسائل الإعلام والمراجع الرسمية.
وجاء انعقاد هذا الاجتماع في الوقت الذي قام فيه كوريلا خلال العام الماضي بزيارات رسمية إلى دول آسيا الوسطى الأخرى. ففي يوليو 2022، خلال زيارة كوريلا إلى أستانا عاصمة كازاخستان، التقى بروسلان جاكسيليكوف وزير الدفاع، حيث ركزت المحادثات على تطوير التعاون الأمني والدفاعي.
ووصف كوريلا كازاخستان بـ "واحدة من أكثر شركاء الولايات المتحدة موثوقية في المنطقة" خلال هذه الزيارة. وفي يونيو 2022 قام كوريلا بزيارة أخرى إلى بيشكك عاصمة قيرغيزستان، حيث التقى خلالها مع مسؤولين مختلفين من قيرغيزستان بمن فيهم وزير الدفاع، ووزير الشؤون الخارجية، ونائب وزير الدفاع الأول، ومستشار السياسة الخارجية للرئيس.
 وركزت تصريحات كوريلا في هذه الزيارة على تعزيز المكتب العسكري الأمريكي في قيرغيزستان وتوسيع برامج التدريب والمساعدات العسكرية.
 أما بعد بيشكك، فقد سافر كوريلا إلى دوشنبه والتقى مع مسؤولين طاجيك، حيث التقى في هذه الزيارة مباشرةً مع الرئيس إمام علي رحمن، مما يشير إلى مستوى أعلى من الاهتمام بهذه الزيارة مقارنة بجمهوريات المنطقة الأخرى.
كما التقى كوريلا مع وزير الدفاع، وقائد الأركان، ونائب رئيس اللجنة الحكومية للأمن القومي في طاجيكستان.
وأشار كوريلا إلى المساعدات العسكرية الأمريكية البالغة 330 مليون دولار لطاجيكستان منذ استقلالها، مصنفاً طاجيكستان بأنها من أقوى شركاء البنتاغون في المنطقة.
أما زيارة كوريلا لتركمانستان في أبريل 2023، فقد جرت في صمت إعلامي أكبر، حيث التقى في عشق آباد مع وزير الدفاع ورئيس أركان القوات المسلحة ونائب وزير الخارجية التركماني، وذلك في الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية التركماني رشيد مردوف يجري بعض المشاورات السياسية في واشنطن.
وأكد كوريلا خلال الزيارة على ضرورة احترام الحياد التركماني والاتفاقيات الثنائية الموقعة بشأن حرس مونتانا الوطني.
المحاور الإستراتيجية
من الصعب تفسير وتقييم نموذج السلوك الأمريكي في المجال العسكري والدفاعي، وخاصةً في البلدان المحاطة باليابسة والمناطق التي لا يوجد بها أي وجود عسكري محدد، وفي ظل غياب الشفافية الناجم عن القوى الإقليمية مثل الصين وروسيا، حيث لا يمكن ملاحظة الكثير من الإجراءات.
 ومع ذلك، يمكن للإجراءات المعلنة ونماذج السلوك إلى جانب التقييمات الميدانية الناشئة عن التطورات على المستويين الإقليمي والدولي، أن تحدد بعض محاور واتجاهات هذه الاستراتيجية العسكرية.
وبشكل عام، يمكن تفسير البيانات الأكثر أهمية في هذه الاستراتيجية الجديدة ومنطق تشكيلها على النحو التالي:
-ركز جزء كبير من الاستراتيجية الدفاعية والعسكرية الأمريكية تجاه آسيا الوسطى على الوضع في أفغانستان، والذي تم بناءً على قرار مسبق في إطار اتفاق الدوحة.
 لكن اندلاع الحرب في أوكرانيا بعد عام واحد من انسحاب أمريكا من أفغانستان غيّر الكثير من المعادلات على أرض الواقع.
وفي مثل هذه الظروف، فإن العديد من المكونات التشغيلية للاستراتيجية السابقة إما أنها فقدت إمكانية التنفيذ أو واجهت تكاليف أعلى بكثير.
 كما خُصص جزء كبير من استراتيجية أمريكا الدفاعية والعسكرية في أوراسيا لتقديم 30 مليار دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
ورغم مرور عام على هذه التطورات، إلا أنه يبدو أن أمريكا انتقلت من مجرد ردة فعل تجاه تحركات روسيا إلى التخطيط متوسط وطويل المدى في أوراسيا، الأمر الذي تشمل آسيا الوسطى جزءًا منه.
وفي الواقع، يجري التخطيط لاستراتيجية جديدة بالفعل لتتناسب مع أهمية كل من أوكرانيا وأفغانستان والمحاور الرئيسية الأخرى (من وجهة نظر أمريكا)
-وفقًا للبيانات المنشورة، فإن زيارات كوريلا خلال العام الماضي جاءت في إطار برنامج دراسي وتقييم للقدرات استمر لمدة 90 يومًا للبلدان التي تقع ضمن نطاق عمل البنتاغون.
وفي إطار ذلك، زار كوريلا أكثر من 20 بلدًا وتعرّف على إمكانات التعاون الدفاعي والتهديدات القائمة بناءً على مصالح أمريكا. لذلك، وصف كوريلا الزيارة في بيشكك بأنها "جولة تعارف".
وفي النهاية، يبدو أن أمريكا تسعى إلى إعادة تقييم المنطقة بناءً عليه ستضع استراتيجية جديدة، من المحتمل أن تلعب فيها آسيا الوسطى دورًا تشغيليًا أكبر بالنظر إلى تطورات أوكرانيا.
 - من الواضح أن الوجود العسكري الأمريكي في آسيا الوسطى هو أحد الأهداف الرئيسية لأمريكا في استراتيجيتها الجديدة. ويبدو أن تحقيق هذا الهدف مخطط له عملياتياً في عدة مراحل.
 الخطوة الأولى هي تعزيز الشراكة العسكرية والدفاعية من خلال فعاليات وأحداث متعددة وأحيانًا ذات عمق ملحوظ.
وتبدو المرحلة الثانية أنها التعاون في مجال المراقبة وجمع المعلومات الاستخبارية مع التركيز على أفغانستان، وكذلك مواجهة التهديدات الإرهابية المحتملة. لذلك، من المرجح أن تشهد الأشهر المقبلة زيادة في التهديدات الإرهابية الناشئة من أفغانستان أو مراكز أخرى في المنطقة.
وفي الوقت نفسه، فإن تأكيد كوريلا الصريح على مشروع هيومينت (Humint) الذي يركز على الجوانب البشرية في جمع المعلومات الاستخبارية وبناء شبكة معلومات، يشير إلى المرحلة التالية من استراتيجية أمريكا في آسيا الوسطى.
 وبعد اجتياز هذه المراحل، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان النموذج الذي سيتبع لتعزيز الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة سيتحقق من خلال الأزمات أم من خلال آليات سياسية، وذلك نظرًا لضغوط روسيا والصين، وحذر الدول في المنطقة.
- تركّز أحد سيناريوهات أمريكا الأخرى لتعزيز الإجراءات العسكرية والدفاعية في آسيا الوسطى على إنشاء جبهات جديدة ضد روسيا والصين وإيران.
مثل هذه الإجراءات يمكن أن تفرض على الأقل، دون مكاسب جيوسياسية، تكاليف باهظة ومستنزفة على المنافسين، بحيث يمكن استثمار عوائدها في جبهات أخرى مثل أوكرانيا أو تايوان.
ومع ذلك، فمن منظور تقليلي ومتفائل، يمكن لهذه الإجراءات على الأقل أن ترسل إشارة إلى المنافسين للحصول على تنازلات من خلال آليات سياسية.
وفي هذا الصدد، تواجه الصين مخاوف أكبر على الرغم من عدم وجود عسكري واسع النطاق في آسيا الوسطى، والاعتماد الاقتصادي الجيوسياسي العميق على هذه المنطقة الجغرافية، وكذلك الظروف الخاصة في المناطق الغربية، مما يجعل الصين أكثر ضعفًا أمام هذا السيناريو.
-تعد طاجيكستان واحدة من النقاط الحرجة والحساسة في الاستراتيجية الأمريكية الجديدة.
فهي من بين المستفيدين من برنامج المساعدات الجديد البالغ 60 مليون دولار، كما تلقت طائرات بوما بدون طيار بقيمة تقديرية 20 مليون دولار.
 كما أن حدودها الممتدة مع أفغانستان ووجود قاعدة عسكرية روسية فيها من بين العوامل الأخرى التي تجعل من أهميتها أولوية بالنسبة لأمريكا في آسيا الوسطى.
 وفي الوقت نفسه، ما تزال طاجيكستان تمثل المحور الأهم في المنطقة من الناحية الأمنية، حيث كانت النقطة التي تركزت فيها مصالح روسيا والصين الجيوبوليتيكية أكثر من أي بلد آخر في المنطقة.
وهذا يبرز أولوية هذا البلد بالنسبة للاستراتيجيات العملية الأمريكية في آسيا الوسطى.

البحث
الأرشيف التاريخي