«من وتو» تتهاوى.. أحد الأذرع الإعلامية للصهاينة تندثر

"من وتو" (انا و أنت) القناة الناطقة بالفارسية وربيبة الصهيونية العالمية والممولة من قبلها والمعادية لايران، أعلنت منذ بضعة أيام إفلاسها وذلك بعد 14 عاماً من النشاط، حيث أعلن مدراء القناة الفضائية إغلاقها رسمياً حتى نهاية العام الجاري بسبب العجز في تلبية الاحتياجات المالية.
وبحسب الإعلان الصادر عن مالكي قناة "من و تو" كل من مرجان وكيوان عباسي اليهوديين البهائيين، فإن هذه القناة ستتوقف عن نشاطها اعتبارا من 1 يناير من العام الجديد (2024) بسبب مشكلة تلبية الاحتياجات المالية.
وقد ذكر مدراء هذه القناة الفضائية في الإعلان المنشور على حسابها في تلغرام، أننا خلال كل هذه السنوات استخدمنا أفكارًا مختلفة لكسب المال، لكن للأسف لم ينجح أي منها حتى الآن، ورغم اننا حافظنا دائما على مكانتنا باعتبارنا إحدى وسائل الإعلام الفضائية المتفوقة الناطقة باللغة الفارسية، لكننا واجهنا مشاكل في تلبية الاحتياجات المالية اللازمة لمواصلة الأنشطة التلفزيونية في السنوات القادمة، وأخيرا، وصلنا إلى هذه النقطة.
أداة الهجمة الإعلامية ضد ايران
رغم ان هذه القناة إستهلت مشوارها القصير والمُخرّب كوسيلة إعلامية تتمحور برامجها حول نمط الحياة والترفيه، إلا أنها مع مرور الوقت دخلت معترك السياسة بشكل همجي، حيث باتت عمليا ذراع العملية الإعلامية التخريبية خلال أعمال الشغب في ايران خريف العام الماضي.
وفيما تلفظ هذه الذراع الصهيونية الإعلامية أنفاسها الأخيرة،  كان لابد من إستعادة بداياتها، حيث أنها إنطلقت في 28 أكتوبر 2010 في لندن على يد كيوان ومرجان عباسي، وكيوان هو ابن فريبرز عباسي، أحد البهائيين المغتربين وأحد أكثر رجال التلفزيون الفارسي تأثيرا في أمريكا، حيث انضم لاحقا إلى شبكة صوت أمريكا المناهضة لإيران، وفي عام 1996 إحتضنتهم بشغف جامعة بن غوريون في تل أبيب لمواصلة دراسته وهناك تزوج من ابنة فرهاد اسكندري أستاذ علم إيران في جامعة حيفا، لتكتمل دائرة العمالة للصهاينة في تل أبيب.
إثارة الفتن وتأليب الرأي العام
أما عن نشاط هذه القناة المُندثرة فقد عملت خلال 14 عاما على إعداد برامج ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، باستخدام الموارد المالية الكبيرة للوبيات الصهيونية، فضلاً عن حصولها على المصادر التي تمت إزالتها من أرشيف البث لمنظمة الإذاعة والتلفزة في إيران، حيث تمحور إهتمام شاشتها حول إثارة الفتن وتأليب الرأي العام ضد السلطات في ايران، فخلال الهجمة الصهيو – غربية على المنطقة خلال العقد الأخير بدأت هذه القناة بالترويج للفتنة بين السنة والشيعة، لا سيما بين ايران وفصائل المقاومة الفلسطينية، وحاولت دق إسفين في العلاقات بين طهران وأحد ابرز جماعات المقاومة في المنطقة، ففي إحدى برامجها كانت تستحضر تصريح (إقتطعت ما يلبي مآربها منه) لزياد النخالة قائد حركة الجهاد الإسلامي المقاومة الفلسطينية، وقامت بتحريف التصريح بما يتناسب مع المهمة المُكلّفة بها من قبل الصهيوني، لتحاول بذلك تحريض الشارع الإيراني ضد فصائل المقاومة الفلسطينية التي تربطها علاقات راسخة ومتينة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
قناة لترويج سياسات الصهاينة
والآن في خضم حرب غزة، فإن وسائل الإعلام الناطقة باللغة الفارسية تحوّلت الى قنوات يبدو لمن يشاهدها بأنه يعيش في تل أبيب ويشاهد قناة اسرائيلية بحتة! ذلك لأنها أعلنت دعمها المُطلق للعدوان الصهيوني على غزة، وأعلنت مباركتها لجرائم جيش العدو بحق أهالي غزة وذلك رغم سقوط أكثر من 5 آلاف طفل فلسطيني شهيد خلال شهر إثر العدوان على القطاع.
فالضربة الإقتصادية القاصمة التي يتعرّض لها اللوبي الصهيوني العالمي إثر تداعيات العدوان الصهيوني على غزة وتدهور الإقتصاد الإسرائيلي، والتي تجسّدت بحملة المقاطعة الدولية للشركات الخاضعة للوبي الصهيوني في أنحاء العالم، وما تمخّض عنها من خسائر فادحة لإقتصاد ذلك اللوبي، كان لها دون ريب الأثر الكبير في إنقطاع تمويل قناة "من وتو".
ووفقاً لآخر الأنباء حول أسباب إغلاق القناة (الأمر الذي يعدّ إنتصاراً جديداً لإيران في الحرب الناعمة مع الصهاينة) قال حسن اعتمادي أحد مؤسسي القناة: ميزانية شبكة من وتو كبيرة؛ ولأول مرة اجتمعت شخصيات أمريكية في الولايات المتحدة مع مدراء هذه القناة. وأعلن إعتمادي بصلافة أن تمويل القناة يأتي من قبل البنتاغون، وزارة الدفاع الأمريكية!
ولاقى إغلاق القناة ترحيباً من قبل المواطنين في ايران معتبرين أنها قناة إسرائيلية بامتياز، وفي الجانب الإعلامي ترجمت وسائل الإعلام في ايران إغلاق هذه القناة بمثابة هزيمة أخرى للمعادين للثورة الإسلامية.

البحث
الأرشيف التاريخي