الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • طوفان الأقصى
  • الریاضه و السیاحه
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثمانية وسبعون - ١٤ نوفمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وثمانية وسبعون - ١٤ نوفمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

مدينة نابلس... تاريخ وحضارة


تعد نَابُلُس بلدةً كنعانيةً عربيةً من أقدم مدن العالم، حيث يعود تاريخها إلى ما قبل 9000 سنة، وقد دعاها بناتها الأوائل باسم "شيكم" وتعني نجد أو الأرض المرتفعة. تتمتع نابلس بموقعٍ جغرافيٍ هام، فهي تتوسط إقليم المرتفعات الجبلية الفلسطينية وجبال نابلس، وتُعد حلقة في سلسلة المدن الجبلية من الشمال إلى الجنوب وتقع على مفترق الطرق الرئيسية التي تمتد من العفولة وجنين شمالاً حتى الخليل جنوباً ومن نتانيا وطولكرم غرباً حتى جسر دامية شرقاً، تبعد عن القدس 69كم، تربطها بمدنها وقراها شبكة جيدة من الطرق. كانت نابلس وما زالت مركزاً للقضاء ترتفع عن سطح البحر 500م ويمتد عمران المدينة فوق جبال عيبال شمالاً وجزريم جنوباً، وبينهما وادِ يمتد نحو الغرب والشرق.
بعد هزيمة العثمانيين .. نابلس تحت الانتداب البريطاني
سقطت مدينة نابلس على أثر هزيمة العثمانيين في الحرب العالمية الأولى، بيد الاحتلال البريطاني في 21/9/1918 م.وقد ذاقت المدينة من هذا الاحتلال الامرين بل إنها واجهت في عام 1927 م أكبر كارثة طبيعية، وهو الزلزال الهائل الذي دمر جزءا كبيرا من مبانيها، والذي ما زلنا نشاهد آثاره حتى الان في أبنية البلدة القديمة. وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية، عانت نابلس كغيرها من مدن فلسطين من ويلات هذه الحرب وخاصة من الفقر وشح الموارد، وبعدما انتصر البريطانيون على الألمان، في هذه الحرب سنة 1947 م، وانتهى حكمهم لفلسطين عندها احتلت من قبل الصهاينة في نفس العام، حيث نتجت عن ذلك حروب، ومصادمات غير متكافئة بين العرب واليهود أدت الى تهجير معظم سكان مدن فلسطين الساحلية وقراها وإعلان الكيان الصهيوني.  وفي عام 1950 م تم ضم ما تبقى من فلسطين، وهي الضفة الغربية، إلى الأردن فأصبحت نابلس بذلك جزءاً من المملكة الأردنية الهاشمية، حتى عام 1967 ، حين تم احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة من قبل الجيش الاسرائيلي، فرزحت المدينة كباقي المدن الفلسطينية تحت نير الاحتلال الاسرائيلي.
نابلس معقل المقاومة
في سنة 1987م قامت نابلس بالمشاركة الفعالة كغيرها من مدن فلسطين بالانتفاضة الأولى على الاحتلال الإسرائيلي، وهي الانتفاضة التي نتج عنها سنة 1993 اتفاق "أوسلو" بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الصهيوني، فأصبحت نابلس بذلك إحدى مدن السلطة الوطنية الفلسطينية، غير أن تنكر الكيان الصهيوني فيما بعد للاتفاق، أدى الى الانتفاضة الثانية التي نتج عنها اجتياح الكيان الصهيوني لمدن السلطة الوطنية الفلسطينية وتدمير الكثير منها.
نابلس ملجأ النازحين
شهدت مدينة نابلس نمواً غير طبيعي بعد أحداث عام 1948م واغتصاب فلسطين فزاد عدد سكانها ومبانيها وذلك نظراً لتدفق أعداد كبيرة من اللاجئين الذين أقاموا فيها أو في مخيمات حولها، إذ امتدت المباني حتى وصلت إلى قمتي جبل جرزيم وعيبال، وصارت المدينة تتكون من قسمين هما "البلدة القديمة" في الوسط والمدينة الجديدة على الأطراف المميزة بشوارعها وأبنيتها الحديثة. وفي عام 1967 نزحت أعداد كبيرة من سكان المدينة فقد كان عدد سكانها عام 1966 نحو (53 ألف) نسمة، انخفض إلى (44) ألفاً عام 1967م. ثم عاد وارتفع حتى وصل 80 ألفاً عام 1983م، وفي عام 1987 بلغ حوالي (1069) ألف نسمة، وفي عام 1996 قُدروا حوالي (102462) نسمة.
ظلت نابلس رغم سياسة الإحتلال مركزاً اقتصادياً هاماً، اشتهرت بصناعة النسيج والجلود والكيماويات والصناعات المعدنية، تعرضت نابلس وقراها مثل بقية مناطق فلسطين إلى هجمةٍ استيطانيةٍ واسعة وقاسية. هذا وقد بلغ عدد المستعمرات التي أُنشئت في مناطق نابلس وجنين وطولكرم 50 مستعمرة وبلغت مساحة الأراضي التي صادرها الكيان الصهيوني لصالح هذه المستعمرات حوالي (233.254) دونماً.

البحث
الأرشيف التاريخي