قصة رويان
التاريخ الشفوي للدكتور سعيدݥ كاظمي أشتياني في معهد أبحاث رويان للجهادالأكاديمي
المراكز الطبية كانت منارة الأمل
أراد أعضاء الجهاد إنشاء عيادات في المناطق الفقيرة في طهران لتقديم الخدمات الطبية بتكلفة رخيصة للناس، وقاموا بإنشاء أول عيادة في تقاطع الكلية باسم الشهيد رعيت وتم تقديم خدمات عديدة مثل علاج النطق والعلاج الفيزيائي وغيرها. ومن المراكز الطبية التي تم انشاءها كانت عيادة حضرة فاطمة الزهراء(ع) رقم 1 الواقعة في شارع إيران وعيادة حضرة فاطمة الزهراء(ع) رقم 2 الواقعة في شارع شهرزاد.
ومن الإجراءات المهمة الأخرى التي قام بها سعيد، هي إنشاء مركزين لتقديم خدمات العلوم المخبرية للأهالي، أحدهما مختبر التشخيص الطبي الواقع في حي جوانمرد قصاب، والآخر مختبر التشخيص الطبي للمحرومين الواقع على تقاطع جهان كودك. لقد كانوا أيضًا غير مقيدين وبدأوا بانجاز أعمال الناس بتكاليف منخفضة جداً. ربما يمكننا اليوم أن نرى حوالي خمسة عشر مركزًا طبيًا في شارع إيران والمناطق المحيطة به، ولكن في فترة الستينيات، كانت هذه المراكز الطبية حقًا منارة أمل للعديد من الأشخاص الذين عاشوا في تلك المناطق أو في شارع جوانمرد قصاب وشوش.
لقد أزالت هذه المراكز العبء عن كاهل أولئك المظلومين، فخلال فترة الستينيات، لم تكن ظروف البلاد كما هي الآن ولم يكن من الممكن تقديم الخدمات الطبية بسهولة للشعب؛ ففي تلك السنوات، كان هناك الكثير من المشاكل وكان من الصعب جدًا الوصول إلى المراكز الطبية. أي أنه في هذا المكان وهذه الفترة الزمينة بعد الثورة الاسلامية كان للدكتور كاظمي مثل هذا الرأي (الدكتور عبدالحسين الشهوردي).
رائحة النفط لن تنبعث من أعمالهم بعد الآن
الميزة القيمة للمراكز التي بدأها الجهاد الأكاديمي هي أنها تتقاضى مبالغ أقل من المراكز الأخرى؛ حتى أقل من المراكز الطبية الخيرية وبطبيعة الحال، لم توفر ميزانيات الجهاد هذه الأنواع من الأعمال والتخفيضات خلال الحرب، لكن سعيد كان يتلقى مساعدات مالية من المحسنين وينفقها على هذه المراكز.
كان القائمون على هذه العيادات والمختبرات إذا لاحظوا أن مرضاهم من المعوزين فعلا، كانوا يعالجونهم مجانا بدعم من المحسنين أو يجرون لهم الفحوصات مجانا. وبثمر هذه الأفكار والجهود، تم تدريجياً تشكيل المسار المستقبلي لسعيد كاظمي أشتياني؛ ويعني الاعتماد على علم وقدرة الشباب الموهوبين ومنحهم المجال، إلى جانب جذب الأموال لتلبية احتياجات الناس الطبية. لسنوات عديدة، لم يكن لدينا سوى النفط ولكن كنا نتجاهله، ولم يكن لهذا الوضع منظور واضح من الناحية الاقتصادية، ولم يقنع القوى الفكرية والعلمية في البلاد.
وكانت المقارنات مع الدول الأخرى مهينة؛ دول تطورت دون ثروة نفطية، لكننا لم نفعل شيئاً بالاعتماد على الدخل النفطي الضخم. لماذا لم نتمكن من الاعتماد على أنفسنا والنهوض حتى ذلك الحين؟
أراد أعضاء الجهاد استثمار الدخل الزائد من الخدمات التي يقدمونها في قطاع الأبحاث والدخول في مجالات أخرى. وإذا كان عملهم ونشاطهم يوفر دورة اقتصادية خاصة بهم، فسوف يحصلون على دخل جيد ويمكنهم الادخار لاستخدامه في البحث والتطوير وكان هناك شرط واحد مهم فقط، وهو "ألا تنبعث رائحة النفط من أعمالهم بعد الآن".
يتبع...