الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • طوفان الأقصى
  • الریاضه و السیاحه
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وواحد وسبعون - ٠٦ نوفمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وواحد وسبعون - ٠٦ نوفمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ۱۰

”قراءة في خطاب استراتيجية الغموض الواضح”

علي القزويني
باحث سياسي
الآن وبعد أن هدأت الأمور، واستكانت الأنفُس، لا بُدّ من بضع كلمات وقراءة متواضعة لما تضمنه كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله.
بعيداً عن سرديّات "ما بين السّطور"، والتي لا ضرورة لها، فكلمة سماحته لم تكن بالوضوح يوماً بقدر ما كانت عليه بالأمس، خاطب الأميركي بشكل مباشر، وردّ عليه البيت الأبيض أيضاً بالمباشر، وهنا أضحت علاقة الحزب والولايات المتحدة نديّة، وهذه سابقة.
في القسم الآخر من "التّحاور" المباشر مع الأميركيين على الهواء، أكدّ السيد بأنّ أساطيلهم في البحر تحت نيران الحزب، مع ما يعني ذلك من اعلانٍ رسمي عن امتلاك الحزب لأسلحة بر بحر متطورة، تستطيع استهداف كبرى حاملات الطائرات في العالم، مع ما تمتلكه هذه الحاملة من قدرات كبيرة على التّشويش والمناورة، ناهيك عن أصل القدرة والجرأة على تهديد جيش الولايات المتحدة الأميركية، وهذا ليس بالأمر اليسير، ولم يسبق أن تُقدم عليه دول عظمى في السابق.
داخلياً تحدث سماحته عن "النزوح المؤقت" للبنانيي الحدود، مع ما تحمله هذه الكلمة من طمأنة مباشرة بأنّ نزوحهم لن يطول، وبأنّ المعركة ليست طويلة أو مفتوحة، وهي إشارة أيضاً للأفرقاء اللبنانيين جميعاً بأننا غير معنيين بافتعال حرب مفتوحة، إلا إذا أراد العدو ذلك فإنّ ردودنا "لن تبقى كذلك"، أي أنها لن تبقى باستهداف المواقع المعادية الحدودية، والأمر كله مرتبط بقدرة الولايات المتحدة على لجم دميتها "اسرائيل"، وسقفنا حتى اللحظة هو الإشغال وتخفيف الضغط وإلهاء ثلث جيش الإحتلال الصهيوني بمن فيهم قوات النخبة، كي يبقى في الشمال لتخفيف الضغط عن غزة وهذا الأمر أيضاً ليس عابراً.
يعي سماحة السيد بأنّنا مُقبلون على شتاء قاسٍ، وأوضاع اقتصادية لا تشبه عام 2006، كما يعي حجم الاختلافات الداخلية وكمية المتربصين بالمقاومة وسلاحها، ومن هنا جاءت كلمته مُتقنة ومدروسة بكل حرف نطقه، فهو ليس معنياً بتطمين العدو واعطائه جزماً بسقف تحرك الحزب، فدعا جمهور المقاومة لأن يكون جاهزاً لكل الاحتمالات، وأبقى الأبواب مفتوحة، كما أثبت مُجدداً بأن الحزب لا يتصرف تحت ضغط الحَماس، والتوقعات الجماهيرية، وتغريدات العقول الحامية، بل بما تُمليه ضرورة المرحلة والميدان حصراً.
في المحصلة أبقى سماحته الأمور مفتوحة حتى تاريخ الخطاب الثاني في يوم الشهيد الذي سيأتي في الحادي عشر من الشهر الجاري، وفعّل قواعد الردع لا سيما التي تقوم على "مدني مقابل مدني"، مع ما يشكله ذلك من تحصين للمدنيين وبيوتهم وأرزاقهم، وكشف عن تناقض المتربصين والكارهين الذين دعوه لتحييد لبنان عن الحرب، ووقّعوا العرائض لذلك قبل الخطاب، ثمّ عادوا وانتقدوا عدم إطلاقه الصواريخ الذكيّة بعد الخطاب، ليسقطوا في أكبر "ضرب حماقة" في السنوات العشر الأخيرة.

البحث
الأرشيف التاريخي