على لسان نخب الجهاد الأكاديمي في جامعة صنعتي شريف

المشروع السري للغاية الذي غيّر معادلات الحرب

12000 ساعة استخباراتية
إن كمية المعلومات التي كان يتم الحصول عليها من العدو البعثي في كل لحظة بهذه التقنية كبيرة جداً، حتى أن عدداً كبيراً من المترجمين كانوا يترجمون الرسائل بشكل مستمر إلى اللغة الفارسية ويستخرجون منها تقارير سرية تحتوي على معلومات عسكرية للعدو ويضعونها تحت تصرف قادة الحرب.  وبالطبع، كان أحد تحديات هذه العملية هو القدرة على عدم الكشف عن وسائل الحصول على المعلومات. وقد وصل حجم المحادثات السرية المكتشفة والمسجلة عن طريق هذه المنصة ما يقارب 12000 ساعة.
الشبح المعطل لجهاز التشفير البريطاني
كانت تتمتع المنصة التي تم تصميمها بميزيتين، الميزة الأولى متعلقة بالحفاظ على سرية هذه القدرة على الجبهة الداخلية، وهو المظهر الخارجي للجهاز. فقد تم تصميم الجهاز تماماً مثل جهاز التشفير البريطاني المستولى عليه، ولذلك يمكن القول أن جهاز التشفير المستولى عليه تحول إلى جهاز تجسس واختراق للشيفرات، وتم اضافة خاصية فك الشيفرات في نفس الجهاز أيضاً. وبالتالي، عند مراجعة أجهزة التنصت وفك تشفير الرموز الخاصة بالموقع، لم يكن هناك أي أثر واضح على القيام بمثل هذه العملية، ولم يكن من الواضح كيف وبأي الأجهزة تم اعتراض رسائل العدو المشفرة.
وبالطبع، فإن الحفاظ على سرية مصدر المعلومات المهمة الواردة عن العدو كان دائماً تحدياً كبيراً بالنسبة لوحدة الحرب الإلكترونية، فكيف نثبت للقادة أن المعلومات العملياتية المقدمة موثوقة، مع عدم القدرة على تفسير موثوقية مصدر المعلومات.
الميزة الثانية كان لها جانب برمجي، حيث كانت تتعلق بإبقاء عملية الاختراق سرية عن العدو. وقد تم التخطيط لعمليات الاختراق بحيث لا يتمكن أحد من اكتشافها، وكان يتم الاختراق عن طريق إرسال إشارة اتصال مدتها ثانية واحدة في لحظة محددة، وبالتنسيق مع موجات الراديو المماثلة في المنطقة؛ بحيث كان من المستحيل اكتشاف وجود مثل هذه الإشارة بين الحجم الكبير لموجات الراديو. وباستقبال مستقبلات العدو للإشارة كان يتم الاختراق وإحداث خلل في الرمز ويحفظ في ذاكرة المشفر. وبإرسال رسالة من جهاز التشفير هذا، كان يتم نقل الخلل كما الفيروس مع الرسالة إلى جميع أجهزة التشفير التي تستقبل الرسالة. ومع كل مكالمة لاحقة، تنتشر هذه الظاهرة مثل الانهيار الجليدي في جميع أنحاء شبكة الاتصالات المزودة بهذا المشفر.
وبالنهاية يختفي هذا الخلل عند إعادة تشغيل جهاز التشفير، ولا يبقى له أي أثر. ولهذا السبب، ورغم أن خدمة التنصت العراقية لاحظت وجود نوع من الخلل في أجهزة التشفير، إلا أنها لم تتمكن من اكتشاف المشكلة وافترضت أن المستخدمين لا يستخدمون جهاز التشفير بالشكل الصحيح. وبفضل الله تعالى بقيت هذه المنصة بميزتيها الأساسيتين قادرة على رصد مكالمات العدو المشفرة حتى نهاية الحرب. وبدون ترك أي أثر، دخلت مثل الشبح إلى شبكة اتصالات العدو واختفت بعد فترة.

 

البحث
الأرشيف التاريخي