الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • طوفان الأقصى
  • الریاضه و السیاحه
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وتسعة وستون - ٠٤ نوفمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وتسعة وستون - ٠٤ نوفمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ۲

وعد بلفور.. الإرهاص الأول لظهور الغدة السرطانية غير الشرعية


تتمة المنشور في الصفحة 1
ويعلن وعد بلفور تعاطف إنجلترا مع رغبات وتطلعات الصهيونية العالمية في إنشاء ما يسمى بالوطن القومي للصهيونية في فلسطين. تم الإعلان عن هذا الإعلان، الذي نشر عام 1917 في خضم الحرب العالمية الأولى، في ظرف يفصلنا ما يقرب من واحد وعشرين عاما عن بداية الحرب العالمية الثانية ومطالبة النازيين بإبادة اليهود. ويبدو أن بريطانيا ورفاقهم الصهاينة يدركون ذلك جيداً، فماذا سيحدث في العقدين القادمين، هل كان لديهم المعرفة الكافية؟! إن وجود الصهاينة في الأراضي المقدسة يرتكز على روايتين تاريخيتين مشوهتين وملفقتين.
الرواية الأولى هي أنه في الكتاب اليهودي المقدس ، وُعد الیهود بهذه الأرض (اقرأ الصهاينة) والرواية الثانية قد تم فیها اعتبار الادعاء بقتل اليهود والإبادة الجماعية على يد النازيين خلال الحرب العالمية الثانية معياراً.
وأصبحت هاتان الروايتان، وخاصة الثانية منها، أساساً لإرسال طوفان كبير من اليهود إلى أرض فلسطين، ومقدمة لاحتلال هذه الأرض وتدميرها، الذي لا يزال مستمراً. والأكثر إثارة للاهتمام والمحزن أنه بعد ثلاث سنوات من صدور وعد بلفور واتفاقيات المنتصرين في الحرب العالمية الأولى، تم تسليم إدارة الأراضي المقدسة في فلسطين إلى بريطانيا ووجد وعد بلفور للصهاينة حلاً عملياً. ومن الغباء الاعتقاد بأن هذه الحالات كانت مبنية على محض الصدفة.
أرض فلسطين كان فيها سكان الثقافة والصناعة والزراعة وبالطبع الدين منذ آلاف السنين، وهو ما أعطاه البريطانيون للصهاينة في إعلان! خلال الحياة غير الشرعية لهذا النظام المحتل والفصل العنصري وقتل الأطفال، حاولت الحكومات الغربية جاهدة الوصول إلى قلب الواقع وتغيير موقف المظلوم والظالم. وقد كانت للصهاينة دائماً يد في الجرائم التي لم يتم الانتقام منها أو مقابلها، وكلما ارتفع صوت يميني دفاعاً عن فلسطين، كانوا يصرخون بمعاداة السامية.
في الآونة الأخيرة، وبعد عملية طوفان الأقصى، عاد أنصار الكيان الصهيوني إلى الميدان مرة أخرى وبكلمات طموحة، حاولوا قلب الحقيقة وتجهيز وتشجيع هذا النظام المزيف. إن المهمة التي كانت من مسؤولية بريطانيا انتقلت إلى هذا البلد بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وصعود أمريكا في النظام الدولي.
إن دعم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة غير المشروط للكيان الصهيوني هو السبب الرئيسي لفشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في إحقاق حقوق الفلسطينيين ونقض 45 قرارا لهذا المجلس كان آخرها. مؤخراً، لم تكتف الولايات المتحدة بمعارضة أي وقف لجرائم النظام الصهيوني في غزة، بل رفضت التصويت ضد قرار إنساني! وفي تناقض واضح مع ادعاءاتها الكاذبة بشأن حقوق الإنسان، صوتت الولايات المتحدة ضد قرار تمت صياغته لفتح المجال أمام مساعدة المدنيين في غزة، وذلك لإظهار دعمها لجرائم الحرب التي ترتكب في قطاع غزة.
ومن الواضح جداً أن هذا الفعل سيُنظر إليه على أنه مثال ملموس على تخطي الولايات المتحدة للمبادئ الإنسانية الأساسية والقانون الدولي. والمقصود أن هذا النظام المزيف، رغم سنوات من الرعاية والرعاية من بريطانيا ومن ثم الولايات المتحدة، يشبه طفلاً غير شرعي لا يستطيع الوقوف على ركبتيه، وعليه أن يعتمد دائماً على التنفس الاصطناعي لمواصلة حياته المشينة. تلك هي فلسطين .

 

البحث
الأرشيف التاريخي