على لسان نخب الجهاد الأكاديمي في جامعة صنعتي شريف

المشروع السري للغاية الذي غيّر معادلات الحرب

ومع توقف تقدم العراق في إيران وانتصارات المقاتلين الإسلاميين في عملية القدس في مايو 1982، تدفق طوفان من المعدات الحديثة من الدول الغربية والشرقية إلى جيش صدام، بما في ذلك الحكومة البريطانية، التي جهزت شبكة اتصالات الجيش العراقي بالمعدات الحديثة لتوفير منصة آمنة للتواصل بين القيادة العامة والخط الأمامي للجيش العراقي. وبهذه الطريقة، لم يعد من الممكن فهم واكتشاف الرسائل التي أرسلها العراقيون،
واعترضتها إيران.
لذلك، في ذلك الوقت، لم تدخل أراضي العراق إلا قوات "جان بركف" ذات الخبرة والنفوذ، من خلال عمليات بالغة الخطورة، وحصلت على بيانات ومعلومات حول تحركات العدو المرئية، وبعد عملية رمضان في صيف عام 1982، سقطت التشفيرات بأيدي الجنود الإيرانيين في قواعد عمليات العدو.
مُشفّر الناتو
إن جهاز التشفير الذي أعطته الحكومة البريطانية لجيش صدام هو جهاز تشفير من صنع شركة RACAL المعتبرة، أحد المصنعين الأساسيين للمعدات الالكترونية العسكرية في بريطانيا. وقامت بتجهيز العديد من الدول الأعضاء في حلف الناتو بهذا الجهاز، ولكن القصة لم تنتهِ هنا؛ لأن القدرة الإلهية أرادت لهذه الحيلة التي لجأت إليها الحكومة البريطانية لدعم جيش صدام أن تصبح أداة ضعف لهم ووسيلة لمضاعفة قوة وقدرة الجيش الإسلامي.
إن استخدام هذا النظام التشفيري البريطاني المتطور سمح للجيش العراقي بنقل اكثر التقارير سرية عن ساحات الحرب والعمليات العسكرية الخاصة به. ولكن وبفضل العناية الإلهية وبدون أدنى معرفة أو تخطيط مسبق تمكن الشباب الإيرانيون المتخصصون من كشف ثغرة في هذا الجهاز، واستطاعوا من خلال الخطط المحكمة والإبداعية أن يصنعوا منصة لفك تشفير جميع الرسائل السرية لحظة بلحظة من خلال اختراق جهاز التشفير البريطاني هذا وبدون الحاجة لعمليات فك التشفير الطويلة المعقدة وتمكنوا من فك شيفرة جميع الرسائل ووضعها تحت تصرف القادة الإيرانيين. وكان ذلك كله بفضل الله ورحمته بمقاتلي الجيش الإسلامي.
العملية المضادة للحملة الكيميائية
فعلى سبيل المثال، ِأصبحت الفترة الزمنية بين إرسال الأمر المشفر باستخدام الأقنعة المضادة للكيماويات إلى القوات العراقية وبدء القصف الكيماوي على المنطقة من قبل الجيش البعثي أقل من نصف ساعة. حيث كان يتم الإبلاغ على الفور عن الرسالة المكتشفة، وفي نفس اللحظة يتم تنفيذ العمليات المضادة للمواد الكيميائية في تلك المنطقة.
بعدها وعن طريق جهاز التشفير البريطاني، فإن المعلومات التي كان يتم الحصول عليها سابقاً بطريقة محدودة ومليئة بالمخاطر عن طريق إرسال وتسلل فرق الاستطلاع إلى قلب العدو، أصبحت متاحة لإيران بشكل أكثر اكتمالا، بما في ذلك المعلومات القيمة عن الخطة العملية للعدو، مع انخفاض كبير في المخاطر على الحياة والأمن.
يتبع...

 

البحث
الأرشيف التاريخي