عدم انتظام ضربات القلب يضاعف خطر الإصابة بالخرف

ضمن بحث واسع النطاق، ربط العلماء بين ضربات القلب غير الطبيعية والتدهور المعرفي؛ حيث تشير أدلة جديدة إلى وجود صلة مهمة بين أمراض القلب الشائعة وخطر الإصابة بالخرف. وقد قام باحثون من جامعة كوليدج لندن بفحص أربعة ملايين و300 ألف شخص استنادا إلى السجل الصحي الإلكتروني البريطاني الأولي للتعرف على 233833 شخصا مصابين بأمراض القلب والرجفان الأذيني (AF) و233000. 747 شخص بدون هذا المرض.
وفي إطار الأخذ في الاعتبار الظروف الموجودة بوضوح بالإضافة إلى عوامل الخطر، وجد الباحثون زيادة بنسبة 45% في احتمال الإصابة بالضعف الإدراكي المعتدل (MCI) في مجموعة المرضى الذين تم تشخيصهم حديثًا بأمراض القلب وعلاجهم. حيث صرح كبير الباحثين الدكتور روي بروفيدنكا، الأستاذ في معهد جامعة كوليدج لندن: "أظهرت دراستنا أن الرجفان الأذيني يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالاختلال المعرفي المعتدل بنسبة 45%، ويبدو أن عوامل الخطر القلبية الوعائية والأمراض المتعددة ترتبط بهذه النتيجة".
جاءت هذه الدراسة على خلفية بحث أجري في كوريا الجنوبية عام 2019، والذي يظهر أيضًا وجود علاقة قوية بين المرضين. جدير بالذكر أن MCI هو التدهور المعرفي في مرحلة مبكرة، والذي يمكن عكسه في بعض الأحيان، ولكن يمكن أن يكون أيضا علامة إنذار مبكر لمرض مرتبط بالخرف. والرجفان الأذيني هو النوع الأكثر شيوعًا من عدم انتظام ضربات القلب المزمن ويمكن أن يتميز بنبض قلب بطيء جدًا أو سريع جدًا أو ببساطة غير منتظم. السبب الرئيسي له هو التنسيق غير المنتظم في الغرف العلوية (الأذينين) للقلب، ما يؤثر على طريقة تدفق الدم إلى الغرف السفلية (البطينين).
ووفقا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، من المتوقع أن يعاني حوالي 12.1 مليون أمريكي من هذا المرض بحلول عام 2030. في حين أن عدد الحالات يزداد مع تقدم العمر، إلا أن المزيد من النساء يصابن بالرجفان الأذيني، ويرجع ذلك أساسا إلى أنهن يعشن لفترة أطول بشكل عام. في عام 2019، تم إدراج الرجفان الأذيني في 183,321 شهادة وفاة وكان السبب الرئيسي للوفاة في 26,535 من هذه الحالات.
كما يشير الباحثون الى إن التقدم من الاختلال المعرفي المعتدل إلى الخرف يبدو مرتبطًا، جزئيًا على الأقل، بعوامل الخطر القلبية الوعائية ووجود أمراض مصاحبة أخرى.

 

البحث
الأرشيف التاريخي