الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • طوفان الأقصى
  • الریاضه و السیاحه
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وسبعة وستون - ٠١ نوفمبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وسبعة وستون - ٠١ نوفمبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٦

ما مصير آلآف الأطفال الأيتام؟

الصهاينة يخطفون براءة الطفولة في غزة

الوفاق/ خاص
د. رُلى فرحات
اختلف العُلماءُ في تقسيم مراحلِ نمو الإنسانِ وحدودِ تلك المراحل، وإن اتّفق البعض على بدءِ التَّقسيمِ بمرحلةِ الإخصابِ (الجنين) وتنتهي بمرحلة الشَّيخوخةِ، وهي تشمل مراحل النموّ الإنسانيّ.
علم النفس لديه مفاهيم جديدةً تتعلَّق بتعريف الطّفل، إذ يعتمد في تعريفه للطفل على دراسة التّفاعلات المتغيّرة  في سلوكات الأطفال وعقولِهم ضمن المرحلةِ التطوُّريَّة التي يمرُّ بها منذ المرحلة الجنينيّة إلى مرحلة الشيخوخة مرورا بالطفولة والمراهقة والرشد. ويَشمل تعريف علم النّفس للطفل مُتغيّرات النموّ الجسديّ والتّنمية العقليّة، وما يُصاحب ذلك من سلوكياتٍ وتطوُّرات عاطفيَّة وإجتماعيَّة.
وفي عام 1989، ولما للطفل من أهميّة في الدلالة على رفاهية المجتمع وعنصر شبابه ومستقبله.. قام زعماء العالم بقطع عهد على أنفسهم التزاماً تاريخياً تجاه أطفال العالم، من خلال اعتمادهم اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل وجعلها جزءاً من الإتفاق الدولي. فأصبحت الإتفاقية الأكثر تصديقاً عليها في التاريخ وساعدت في تغيير حياة الأطفال في جميع أنحاء العالم.
وقد نصّت إتفاقيّة حقوق الطّفل الصّادرة عن الأمم المتحدة – نسخة الأطفال، على أنّ الطّفل هو الشّخص الّذي يقل عمره عن 18 سنة، وقد وضعت هذه الإتفاقية ومنذ إبرامها سنة 1989 معايير وقواعد نذكر منها:
- ضمان مصالح الطّفل الفضلى أي ينبغي على الحكومات أن تتأكد أن هؤلاء الأطفال يحصلون على الحماية والرعاية.
- تطبيق الحقوق على الأرض، إذ تفعل الحكومات كل ما يلزم حتى تتأكد من أن كل طفل في بلدها يتمتع بكل حقوقه الواردة في هذه الاتفاقية.
- الحياة والبقاء والنمو:  لكل طفل الحق في الحياة. على الحكومات أن تتأكد من بقاء الطفل على قيد الحياة كي يكبر بأفضل طريقة ممكنة.
- الهوية، لا يجوز لأي أحد أن يحرم الأطفال من هويتهم، وإذا حُرموا منها يجب على الحكومات مساعدتهم كي يستعيدونها بسرعة.
- الحماية من العنف «على الحكومات حماية الأطفال من العنف»، والإساءة، ومن التعرض نتيجة  لإهمال من قبل أي شخص مسؤول عن رعايتهم.
- الصحة، والماء والغذاء والملبس، والمأوى والبيئة الآمنة لجميع الأطفال والبالغين من أجل البقاء آمنين وأصحاء.
الحماية من العملَ المؤذي
يجب عدم تعريض الأطفال المتهمون بانتهاك القانون لعقوبة القتل أو التعذيب أو المعاملة القاسية أو السجن مدى الحياة أو وضعهم في السجن مع أشخاص بالغين.
حمايتهم أثناء الحروب:  للأطفال الحصول على الحماية أثناء الحروب. ولا يجوز إشراك الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة في الجيش أو في الحروب.
يشهد القرن الواحد والعشرون أبشع الجرائم وأشدها عنفاً وإنتهاكا لشرعة حقوق الإنسان ولكل الإتفاقيات الرسميّة الدوليّة.  فنرى الطفولة تُقهر وتُعذّب وتُقتل بدون رحمة. وما يؤسف حقيقة أن معظم دول العالم قد صدّقت على هذه الإتفاقيات والقوانين.
أين براءة الطفولة اليوم وهي تُهشّم كل يوم!! تُقتل بأيدي من وقّعوا على إتفاقية حفظهم في الحروب وتأمين المأكل والمشرب... إنّها إبادة بدون أي رحمة أو عطف. للأسف أطفال غزة اليوم يلعبون تحت القصف وينامون بين ثنايا الموت، لا يقوون على الإبتسامة، فقد خطفوا منهم الفرحة.
إن آلة الحرب في غزة تحصد الأرواح وخاصة الأطفال والنساء من خلال إمطارهم بالصواريخ وقذائف المدفعية والموجّهة. وفي كل يوم يسقط عشرات بل مئات الشهداء في بيوتهم وعلى الطرقات وفي أماكن لجوئهم!!!
غدا تنتهي الحرب وتبقى ندوباتها الأليمة وجراحها النّفسية وحوادثها الصّادمة.... وهل سيعود الفلسطينيون  كما كان أو مثلما كانوا ؟!
أطفال غزة يقتلون، يُذّبحون، يُأسرون ولا يرف لهذه الفظائع جفن بل على العكس هؤلاء المجرمون يشدّون في كل مرة لقتل المزيد ثم المزيد من أطفال فلسطين في غزة أي يقتلون الطفولة البريئة «منها مَنْ لم يولد بعد»
الموت في غزة يجتاح أحياءها وشوارعها يُقصقص أجنحة طيورها ويضرم النّار في بيوتها وفي حقول الزيتون. إنّ العدو الغاشم يقهره زيتون غزة الصّامد كما هو صامد في جنوب لبنان منذ أن زُرع الكيان الغاصب في شرقنا أي منذ عام 1948. هذا العدو الذي يُتقن صناعة الموت ويتفنن في طرائقه ووسائله وفي إستخدام
أدواته.
أطفال غزة أيتام ونساؤها ثكالى ورجالها أبطال، والأخوة نائمون والجيران لا يسألون والأقارب منهمكون ولم يبقى بجانبها سوى الخائفين...
كل يتيم عادة ما ينضم إلى أفراد اسرة أخرى في عائلته أو يُسجّل ضمن دار للأيتام أو في إحدى الجمعيات المتخصّصة للعناية بالأيتام. في غزة شُطبت عائلات بأكملها من السجلات المدنيّة ودُمر الكثير من دور الأيتام والجمعيات وغيرها...
نعم نحن نشاهد المشهد في ذهول، أكثر من 10 آلاف طفل بين شهيد وجريح ويتيم... ومن سيُعنى باليتيم؟!
هذا التيم الذي خسر أمه وأباه وأفراد عائلته وبيته وألعابه وأغراضه ومدرسته ويمكن كل جيران، كيف سيُفكّر وكيف سيسامر في الحياة؟ كيف سيُشفى من هذه الصدمات؟ وكيف سيتخلص من الندوب والجراح النّفسيّة؟ من سيؤمن له الطعام والشراب والحنان والعطف والأمن والأمان؟ واللائحة
تطول...
أطفال غزة هم بحاجة لصوت الحق ولكلمة الفصل ولمعاملة بحسب شرعة حقوق الإنسان والإتفاقيات الدوليّة التّي تنص على حق العيش... وهذا ما لم تضمنه اليوم الأمم المتحدة !!
وقف إطلاق النار الفوري من أجل الطفولة
وقف لإطلاق النار الفوري وسحب كل آلات الحرب – إنهاء الحرب... إعادة الإعمار، الطعام والشراب، المسكن بصورة عاجلة، المدرسة المناسبة، الملبس المناسب، العطف والعاطفة والأمن والأمان، برامج تأهيليّة نفسية إجتماعية وإسعافات نفسيّة عاجلة، العمل على تقبل فكرة الفقد خاص في ظل وفاة معظم أفراد الأسره...
الطفل بشكل عام والغزاوي بشكل خاص، يحتاج الأمان والأمن والثقة وإني لأشك أن يستطيع ذلك بعد ما رآه من أهوال الحرب... وإلّا نحن سنكون أمام منعطف قوي خاصة إذا بزغ عند الأطفال نزعة عنفية وحب للسيطرة وتعزز لديه السلوك العدواني؟!
والسؤال يبقى ما مصير مئات وآلآف الأطفال الأيتام؟ هل ستقوم الحكومات بإحتضانهم أو ستُسهل رغبة التجار... النّهمة ويجدون فيهم الفرصة الذهبية. نأمل أن يأخذون القرار الإنساني المناسب بوقف الحرب فورا وعلاج الجرحى ودفن الشهداء وإعادة البناء وحضن الأيتام، والمحافظة على ما تبقى من أحياء.
لكم أطفال غزة تحية إحترام من الجنوب ودعاء محبة من القلب وصلاة صادقة من الروح
أعذرونا إن كُنّا لا نمتلك سلاحاً للدفاع عنكم غير الكلمة!!

 

البحث
الأرشيف التاريخي