كتاب «اختراع الشعب اليهودي»
كشف المؤرخ الإسرائيلي «شلومو ساند»، عبر كتابه الأشهر «اختراع الشعب اليهودي» أو «متى وكيف اخترع الشعب اليهودي»، زيف فكرة الشعب اليهودي، والقومية اليهودية، فهو يؤكد أن «الشعب اليهودي آت من الكتاب المقدس، بمعنى أنه شىء خيالي تم اختراعه بأثر رجعي».. ويقول ساند: أنا مثل بقية الإسرائيليين اعتقدت بأن اليهود كانوا شعباً يعيشون في يهودا، وأن الرومان نفوهم عام 70، ولكن عندما بدأت أنظر إلى الأدلة اكتشفت أن النفي هو أسطورة، حيث لم أجد أي كتاب تاريخي يصف أحداث النفي، وأن السبب في ذلك هو كون الرومان لم ينفوا أي شعب من فلسطين، وأن معظم اليهود في فلسطين كانوا فلاحين، أما فكرة الشعب اليهودي، أو القومية اليهودية، التي بنيت على أساسها الصهيونية، وأنشأت دولة إسرائيل، فهي أسطورة اخترعت منذ نحو قرن واحد.
من أبرز مواضيع هذا الكتاب موضوع تكوين الشعب اليهودي في أرض مغتصبة- خرافة النفي من أرض "إسرائيل" بعد دمار الهيكل الثاني في مملكة يهودا، حيث وكما يقول شلومو "فاليهود لم يتعرضوا لإجلاء (بالقوة) من (وطنهم) ولم يعودوا إليه بإرادتهم الحرة". وإن حدوث الهجرة كانت طوعية بعد خراب مملكة يهودا مع بقاء بعض الناس فيها ولم يغادروها. والموضوع الآخر هو تعبئة للذاكرة حول هذه الادعاءات بل والعمل على جعلها مسلمة حقيقية لا يمكن النقاش فيها، وتدور أبحاثه في انتشار الديانة اليهودية في الأمم التي استوطنها اليهود بعد النفي المزعوم، ويطرح أيضاً: مسألة التهويد وهل يعتبر كل من يدين اليهودية يهودي عرقي، وما تثيره هذه المسألة من جدال طويل عند اليهود وخاصة في لملمة الشعب التائه في ربوع الأوطان.
وأوضح المؤرخ الإسرائيلي، أن فكرة الإختراع الصهيوني للشعب اليهودي، قامت على ركنين أساسيين، ينتميان إلى التاريخ التوراتي غير الدقيق : الركن الأول هو فكرة الشتات اليهودي، أما الركن الثاني فهو كون الدين اليهودي لم يكن دينا تبشيريا، بل ظل محصورا بالجماعة الإثينية التي حملته واعتنقته في بداياته، وما يعني بحسب الإدعاء الصهيوني أن الشتات الذي طرد من فلسطين وبقى على قيد الحياة، يعود في جذوره إلى القبائل اليهودية الأصلية التي هجّرت من فلسطين، وأن اليهودية لم تدخلها أجناس أخرى أثرت على نقاء العرق اليهودي، وهو الأمر الذي يتنافى تماما مع حقيقة أن اليهودية لم تختلف عن غيرها من الديانات في نزوعها نحو التبشير، وإقناع أفراد وقبائل وشعوب أخرى بالدين الجديد.. لقد ولدت دولة إسرائيل بفعل اغتصاب حقوق للمواطنين الأصليين عام 1948 وأن القومية اليهودية المختلفة على أرض فلسطين، لم تكن إلا مشروعا سياسيا استعماريا وأيديولوجيا، وأطروحاته يجب أن ترى من منظار الأيديولوجيا، وليس التاريخ !!