الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • طوفان الأقصى
  • الریاضه و السیاحه
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وأربعة وستون - ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وأربعة وستون - ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٣ - الصفحة ۷

غزة التاريخ والهوية.. عصية على الغزاة

دفعت عملية «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين أول /أكتوبر وانهيار المنظومة الدفاعية الصهيونية في ساعاتٍ قليلة أمام اندفاع رجال المقاومة الفلسطينية من غزة، إلى أهمية إلقاء الضوء على تاريخ غزة وصمود أهلها ودحر كافة الاحتلالات العابرة على التاريخ الفلسطيني والتي سيكون آخرهم رحيل المحتل الصهيوني عن الوطن الفلسطيني.
الأهمية والإستراتيجية
يكتسب موقع مدينة غزة الجغرافي أهميةً خاصةً،  إذ أنه يقع على أبرز الطرق التجارية بالعالم القديم، تلك التي بدأت من حضرموت واليمن وانتهت في بلاد الهند. كما أن لغزة أهمية عسكرية كبيرة, نظراً لكونها صلة الوصل بين مصر والشام، وكان الاستيلاء على غزة يعني بداية السيطرة على طرق الحرب والتجارة بين آسيا وإفريقيا.
وكان لموقعها المتميز على حافة الأراضي الخصبة العذبة المياه التي تأتي مباشرةً بعد جزيرة سيناء الأثر في وجودها وبقائها وأهميتها، فهي المحطة الطبيعية لكل من الآتين من مصر العربية، ووجهتهم إلى بر الشام، كما أنها المحطة الأخيرة لكل قادم من الشام ووجهته مصر، فهي ملتقى القوافل قبل دخول البادية، فيها يستكملون ما يلزمهم قبل المرور بالصحراء أثناء طريقهم إلى مصر.
مسجد السيد هاشم بن عبد مناف
يُعد مسجد السيد هاشم بن عبد مناف أحد المساجد التاريخية في مدينة غزة، حيث يقع في حى الدرج، وتبلغ مساحته نحو 2400 متر مربع، وسمي بذلك الاسم نسبة إلى هاشم بن عبد مناف جد الرسول (ص)، الذي يقال إنه مدفون عند الزاوية الشمالية الغربية للمسجد، وكان هاشم بن عبد مناف مات بغزة أثناء رحلة التجارة في الصيف، ثم بدأ أهل غزة بدفن موتاهم في المنطقة المجاورة تبركًا بجد الرسول(ص)في العصر الإسلامي. والمسجد الحالي بني في العصر العثماني على الطراز المملوكي، وهو يضم صحنًا مكشوفًا مربع الشكل محاطًا بأروقة للصلاة.
تاريخ صمود في وجه الغزاة
تعرضت مدينة غزة لغزوات عديدة عبر التاريخ، فقد كانت تحت الحكم العثماني حتى عام 1924، حيث سقطت فلسطين ومعها غزة على يد الاستعمار البريطاني، ومع الاحتلال البريطاني لفلسطين بدأت مرحلة أخرى وبنمط احتلالي لكنه من نوع آخر. فقد فرض البريطانيون قوانين الطوارىء على أهالي المدن الفلسطينية ومن بينهم أهالي مدينة غزة، وتُعتبر تلك القوانين أكثر عنصرية في التاريخ المعاصر. وبعد التخلص من نير الاحتلال البريطاني، وفي أعقاب قرار التقسيم، واحتلال أجزاء كبيرة من فلسطين عام 1948 انتقلت غزة إلى حكم الدولة المصرية حتى عام 1967، ففي حرب الأيام الستة التي هُزمت فيها الجيوش العربية، وسقطت كل فلسطين تحت الاحتلال الصهيوني، انقسمت فلسطين المحتلة إلى 4 أقسام: المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1948، وتُسمى أيضاً "مناطق الداخل الفلسطيني"، والقدس المحتلة، والضفة الغربية المحتلة، وقطاع غزة المحتل. وكل منطقة من هذه المناطق تنفصل بشكلٍ تام عن بقية المناطق الفلسطينية، ويحتاج الفلسطيني في كل منها إلى تصريح خاص للتنقل بين هذه المناطق.
في الخامس من يونيو عام 1967 م شهدت المنطقة حرباً استغرقت ستة أيام بين العرب والكيان الصهيوني، انتهت بهزيمة العرب واحتلال العدو لقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء، وهو ثاني اجتياح بري للقطاع. لقد واجه قطاع غزة واجه احتلالات متكررة عبر تاريخه الطويل؛ بيد أن الاحتلال الإسرائيلي ومجازره ضد أهل غزة كان مروعاً ودموياً والصورة مازالت ماثلة للعيان..
العدو الصهيوني يخلي مستوطناته في غزة
وفي أغسطس 2005، انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلية من جانب واحد من غزة بعد 38 عامًا من الاحتلال، وتخلت عن المستوطنات والمصانع والدفيئات الزراعية وورش العمل التي كانت توظف بعض سكان غزة، وتركت القطاع المكتظ بالسكان تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، وعلى الرغم من الانسحاب الإسرائيلي وتفكيك المستوطنات الصهيونية من قطاع غزة في عام 2005،إلاّ أن الجيش الإسرائيلي جعل منه سجن كبير لأكثر من مليوني فلسطيني باتوا عرضة لعملية تقتيل واغتيال وتدمير يومية مبرمجة .
المجازر الإسرائيلية المتكررة في تواريخ متعددة أبرزها ما يحصل اليوم من مجازر مروعة تخطت حدود العقل والتي يسعى الاحتلال الصهيوني عبرها إلى رفع معنوياته المنهارة وترميم صورته المهشمة على يد أبطال المقاومة الفلسطينية، لن تكسر قطاع غزة وتهجر سكانه بل سينهزم الأعداء ويولوا الأدبار فتاريخ  قطاع غزة كما أهله يؤكد بأنه سيبقى عصي على كل الغزاة.

 

البحث
الأرشيف التاريخي