فلسطين هي البوصلة
طوفان الاقصى.. «عرس غزة»
غادة الخاراساني
لقد جسّد لنا اهل غزة معنى الصمود بوجه اكبر قوة عالمية كما يصفونها رابع اقوى جيش في العالم.. نعم لقد هزموا الصهاينة المحتلين بقوة الارادة والعزيمة أدهشتنا المشاهد والصور ..أم تخبز فوق الانقاض لتطعم اولادها وتتحدث بكلمات بليغة متحدية الارهاب.. أب يحمل أشلاء اولاده الصغار ويقول الحمد لله.. طفلة ترقد بالمشفى يسألها أحدهم كيف حالك؟ تقول له الحمد لله..ان الله يختبرنا ليرى مدى صبرنا.. يعيد السؤال عليها وهل انت صابرة ياصغيرتي؟ تجيبه بنعم. مشهد آخر لايقل صلابة طفل يقف على ابواب المخيم يحدث صحفيا بعد ان سأله عن احوالهم يجيبه الحمد لله يعاود سؤاله وماذا عن الصواريخ التي هدمت بيوتكم يجيبه... هم يهددونا بالقتل عادي فليقتلونا... سيأتي غيرنا ممن يدافع عن أرضنا.نحن لانسّلم أرضنا وعرضنا لأحد.. قصفوا المشافي قتلوا النساء والاطفال الرضع.. ان نهر الدم لايشفي غليلهم الاعمى.. هكذا التأريخ يحدثنا عن مجازرهم ومنذ العهد القديم غاب عنهم نبيهم أربعين يوما ليأتي بألواح التوراة.. أخَلّوا بعهدِهم وعبدوا العجل.. لقد لعنهم الله ووصفهم بقتلة الانبياء..
وتبقى فلسطين البوصلة التي تشير الى سبيل الخلاص
قد يسأل سائل لماذا فلسطين البوصلة؟ وما علاقة سبل الخلاص بفلسطين؟ الجواب واضح وصريح ذلك ان من يعادي فلسطين هي قوى الضلال ورفقاء الشياطين بمعية الشيطان الاكبر (أمريكا) والخلاص من الشياطين يعني التقرب الى الله بالطاعة... وكم حذرنا الجليل العظيم في كتابنا المقدس (القران) من مكر اليهود ومن موالاتهم... وكم من القصص التأريخية تبين لنا كيد اليهود ونقضهم للعهود وكم استخدموا مكرهم في تلفيق التهم وقتل النفوس البريئة في العصور القديمة وعصرنا الحالي فالشواهد كثيرة لاحصر لذكرها ألم يحذرنا ربنا من الشيطان منذ بدء الخليقة إذ قال تعالى يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ. (27 الأعراف) ألم ينصحنا ربنا بأن لانتبع الشيطان عند نزولنا على الأرض..كما في قوله جل علاه (وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ)(142 الأنعام) والشيطان الان أصبح على مستوى مؤسسات ومنظمات مجتمع مدني وجمعيات... و.. و...أي أننا مكلفون شرعا بمحاربته الكل (جميع المسلمين) في شتى أرجاء المعمورة. فالمسلم الحقيقي لاينفك عن مقارعته حتى الفوز أو الشهادة ذلك لكي يلقى الله قرير عين ومن تخاذل وتهاون سيكون في مصاف المنكرين الذين يلهثون وراء الحياة الدنيا المادية الزائلة.. لقد تبنت المقاومة بمحورها فكرة القتال والتحدي جعلها الله سندا لصاحب الامر ذلك لأنها أدركت المعادلة الالهية التي تقتضي دحر الشيطان بجميع مؤسساته والتي مع الاسف لايدركها الاخر المنغمس في ملذات هذه الحياة الفانية.. الذي وضع ثقته بالشيطان متأملا النصر... والشيطان يمنيه..كما قال تعالى (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَٰنُ إِلَّا غُرُورًا) سورة النساء اية 120 فمن اتبع الشيطان فهو من الخاسرين المندحرين بأذن الله ولكن لاحياة لمن تنادي ..
إنّ مقارعة الظلم في فلسطين ليس لأجل العيش بسلام على هذه الأرض فحسب بل هي نجاتنا في الآخرة من النار لأننا مكلفون شرعا بمحاربة الشيطان بكل مسمياته فهو صراع بين الحق وقوى الضلال إذ قال تعالى في كتابه الكريم أنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ. (6 فاطر).
انتهاء اسطورة الجيش الذي لا يُقهَر
انتهت اسطورة الجيش الرابع الذي لا يُقهر بفضل الله وثقافة المجاهدين الذين يتمنون الشهادة بل يتسابقون للموت ولايبالون ان وقع الموت عليهم ام هم وقعوا عليه شهداؤنا في الجنة وقتلاهم في النار... هذا هو رصيد الاسلام الاصيل.. لقد قال بن غوريون احد ساسة اسرائيل ان نجاحنا لايعتمد على قوتنا بل نعتمد على جهل وغباء الطرف الاخر... أفيقوا ياحكام العرب!
مشهد تلو المشهد الاعراس تتجدد في غزة. الزغاريد في كل مكان يزفون الشهداء يبكون ويتباركون ويعلنوها عاليا كلنا فداء فلسطين يولدون من جديد وعلى صدى صوت الصواريخ يستيقضون كل يوم يكتبون اسماءهم على ايديهم وارجلهم حرصا على عدم المجهولية عند الشهادة.. هكذا هم أهالي الأرض المقدسة... صور التحدي لا تنمحي من مخيلتي عروس تزف فوق الانقاض يرددون الاهازيج.
شدوا بعضكم ياأهل فلسطين شدوا بعضكم/ ايدينا وحدة والله ياستي ايدينا وحدة / ماودعتكم رحلة فلسطين ماودعتكم / مابنسى ارضي في قلبي والله مابنسى ارضي/ على ورق صيني لكتب بالحبر على ورق صيني/ بكتب بدمي حبك يابلادي مكتوب بدمي/ يافلسطيني على اللي جرالك يافلسطيني/ لالا تنهمي رأسك بالعالي لا لا تنهمي.
يسألون العريس لماذا تقيم زفافك هنا على هذه الانقاض.. يجيب كانت داري هنا التي كنت ابني فيها لعشر سنوات مضت والان هدمها الاحتلال والان ساسكن في بيت من صفيح لحين ماتستعيد غزة عافيتها... هكذا هم اهل غزة لقد تعلمنا منهم معنى العزة واعطونا دروسا عملية في الكرامة..
نسأل الله النصر.. نعم سننتصر وسيكون عرس الانتصار في باحة المسجد الاقصى حيث سنصلي جنبا الى جنب مع اخواننا من كل الطوائف تحية اجلال وتقدير لمحور المقاومة ولسيد المقاومة السيد حسن نصرالله وللأب الروحي الامام الخامنئي فلولاهما لضاعت هويتنا كمسلمين.. فلولاهما لفقدنا الثقة والأمل بالنصر وشكرنا يتجدد للمولى القدير على أن وهبنا هؤلاء السادة الأجلاء فهم خير من جسد المعنى الحقيقي للاسلام.