بانتظار العودة.. فلسطينيون يجسّدون «طوفان الأقصى» فنياً
فنانون وفنانات من مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين، يجسّدون عبر أعمال فنية منوعة عملية "طوفان الأقصى" وحلم العودة.
منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/أكتوبر، جرت متغيرات كثيرة، وانعكست على أفئدة العالم، خصوصاً الفلسطينيين الذين وجدوا أن حلمهم بالعودة يقترب أكثر من أي يوم مضى.
فنانون فلسطينيون في مخيم البداوي شمالي لبنان، اتّخذوا من معاني الطوفان، وتفاصيل العملية مادةً عبّرت عن أحلام العودة إلى فلسطين، إلى الطيرة، ونابلس، وحيفا، وسعسع، والطنطورة، والجش، وفراضية وسواها ما يزيد على 500 قرية وبلدة: أسماء اندثر بعضها في أرض الواقع منذ نكبة 1948، وها هي تعود تتجسّد في الحلم، بانتظار الولادة.
غالبية هؤلاء الفنانين أعضاء في "النادي الثقافي الفلسطيني العربي"، منهم مستقلون، يتجهون لإقامة معرض مفتوح لأبناء المخيم، ومن يشاء، للمشاركة في التعبير عن أنفسهم في ظل تصاعد الحرب، وما تحمله من احتمالات واعدة متجسِّدة في عملية "طوفان الأقصى".
مُنَسِّقة المبادرة، الفنانة تانيا نابلسي (37 عاماً)، من مدينة نابلس، تحمل إجازة بالفنون التشكيلية من كلية الفنون بالجامعة اللبنانية، اتخذت من جدار قرب ناديها مجالاً رسمت عليه جدارية ضخمة عنونتها باسم العملية البطولية، وقالت: "رسمت جدارية تعبر عن عنوانها، المعركة المباركة "طوفان الأقصى" طريق التحرير له أثمانه، التي نحن على استعداد لدفعها"، وختمت: "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين".
ومن الفنانين المشاركين في المبادرة، الفنانة أفنان عبد الله (20 عاماً)، وهي طالبة جامعية، تحمل في ذاكرتها هويتها التي لا تعرفها إلا بالتناقل عن الأهل، والأصل من إحدى البلدات الفلسطينية في فلسطين التاريخية "سعسع" قضاء صفد، قالت بلهجة فلسطينية بارزة: "هاي لوحة بتحكي وجع كبير عم بعيشوه أهل غزة،لوحة بتحكي وجع الإم ع إبنا الشهيد، ودمار، وخراب الدار. عين بتبكي عشهيد وعين صامدة كرمال الشهيد يلي جاي".
أما الطالبة الثانوية آلاء عبد القادر (16 عاماً)، وأصلها من مدينة حيفا بحسب المُتناقل لها، فقالت: "أنا رسمت هاي الرسمة لأنو بتعبّر عن رجل فلسطيني يعوّل على حلم العودة في محطة الانتظار الطويل".
وكذلك الطالبة الثانوية رؤى يحيى عبد الحفيظ (16 عاماً) من "طِيرة" حيفا، كما حفظت نقلاً عن الآباء والأجداد، ورغم عدم معرفتها الملموسة ببلدتها، تحلم بالعودة إليها، ورسمت لوحةً قالت عنها: "لوحتي تمثل كل رجل وامرأة وطفل في غزة، بالرغم من كل الدمار والمجازر التي يعانون منها، لا يزالون يقفون بقوة وعزم أكثر من السابق في وجه الاحتلال، يرفعون الأعلام، ويحاربون لهدف واحد وهو تحقيق الحرية التامة واستعادة أراضيهم وبيوتهم. إنها تمثل صمود الشعب الفلسطيني في غزة".
ثم ياتي دور الطالب خالد محمد حسون (16 عاماً)، الذي يتوق لمدينته حيفا، ويأمل أكثر من أي يوم مضى بالعودة إليها، رسم لوحة وفيها بحسب تعليقه: "يعيش الفلسطينيون أسوداً شامخين، ويضيئون قناديلهم كنور الحريّة منتصرين".
أما الفنانة سماهر محمد سعد (28 عاماً)، فأنهت دراسة الصف السابع، وهي في الأصل من قرية "الجشّ"، قضاء صفد، لوحتها مستمدة من الفكرة التي ارتكز عليها "طوفان الأقصى"، أن لا حواجز تحول دون فلسطين وأبطالها، وهي المنطاد المستخدم لإنزال المقاتلين في مستوطنات الاحتلال.
وقالت سماهر إن: "الرسمة بتعبر عن قوة أبطالنا بغزة، وأنو فش إشي بيمنعهم عن الشي اللي بدهم ياه، واللي لازم يعملوه بيعملوه".
ثم مصطفى عطور (24 عاماً)، وهو مسؤول لجنة الفنون بالنادي، وطالب في الجامعة اللبنانية، أصله من قرية فراضية في الداخل المحتل، وضع مجسّماً معبّراً عن اللحظة الراهنة، وعلّق عليه بالقول: "الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد والواضح للتحرير".
وكذلك أميرة عبد الرسول (32 عاماً)، فنانة تؤثر وصف نفسها بــ"المستقلة"، وهي مدربة رياضية للفتيات، من طولكرم، قالت عبر لوحتها: "من رحم المعاناة نولد من جديد".