هنا فلسطين
الوفاق/ وكالات
مغتصبة كريات شمونة القائمة على أنقاض بلدة الخالصة الفلسطينية
كانت القرية تنتشر على تل منخفض في الطرف الشمالي الغربي من سهل الحولة- وهو موقع كان يحميها من الفيضانات الموسمية التي كانت تطرأ على بحيرة الحولة. وكانت تشرف على السهل من الشمال والجنوب، وتقع على طريق عام يمتد من المطلة في الشمال إلى صفد وطبرية في الجنوب، قريباً من الحدود اللبنانية. وكان قرب القرية من لبنان وسورية يمنحها أهمية خاصة كمركز تجاري.
كانت منازل الخالصة مبنية بالطوب وحجارة البازلت، المقتلعة من سفح التل. وفي سنة 1945، كان سكانها يتألفون من 1820 مسلماً و20 مسيحياً. وكان فيها مدرسة ابتدائية للبنين، يؤمها أيضاً تلامذة من القرى المجاورة. كانت تضم مجلساً بلدياً يدير شؤونها. وكان سكانها يتزودون بمياه الشرب من ينابيع عدة، ويكسبون رزقهم من الزراعة والتجارة. في 1944/1945، كان ما مجموعه 3775 دونماً مزروعاً بالحبوب، و5586 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين. وكان سكانها يقيمون سوقاً أسبوعية تباع فيها بضائع من الخالصة ومن القرى المجاورة.
احتلال البلدة
في 11 أيار/ مايو 1948، رفضت الهاغاناه طلب الخالصة عقد ((اتفاق)). ويروي المؤرخ الإسرائيلي "بِني موريس" أن سكان القرية شعروا بأنهم عرضة للخطر فقرروا الرحيل. يضاف إلى ذلك أنه تناهى إلى أسماعهم نبأ سقوط مركز القضاء، صفد في اليوم عينه. ولما كان قائد عملية يفتاح، يغال ألون، عزم على طرد أكبر عدد ممكن من سكان المنطقة أثناء العملية، فمن غير المستهجن أن تكون الهاغاناه رفضت عرض الهدنة. والمرجح أن تكون القوات الصهيونية دخلت القرية بُعَيْد ذلك، في سياق حملتها العامة في الجليل الشرقي؛ تلك الحملة التي دُعيت عملية يفتاح. وكانت خطة دالت قضت، أصلاً، باحتلال مركز الشرطة البريطانية الموجود في القرية، لكن لا يعرف على وجه الدقة متى نُفذ الأمر.
يروي سكان القرية وفق ما ورد في كتاب " كي لا ننسى" صورة أدق تفصيلاً من عملية الاحتلال؛ إذ قالوا أنهم هربوا من منازلهم بعد أن سمعوا نبأ سقوط صفد، ولاذوا بقرية هونين في الشمال الغربي. لكن مجاهدي القرية مكثوا بضعة أيام أخرى إلى أن قصفت القرية قصفاً شديداً من مستعمرة منارة اليهودية، وشاهدوا وحدة مدرعة تقترب من القرية. وقد انسحب المجاهدون عبر التلال-لأن القوات الصهيونية كانت تسيطر على الطرق- والتمسوا سبيلهم إلى هونين. ثم إن سكان القرية هُجّروا من هناك إلى لبنان. وفي الأسابيع اللاحقة، قرر نفر منهم العودة لينبشوا حُفَراً في أراضيهم كانوا أودعوها أموالاً، أو لجني شيء من تبغهم وحبوبهم. وقالوا إن القوات الإسرائيلية أحرقت ودمرت كثيراً من المنازل، وأصبحت القرية خراباً وفق ما قال أحد العائدين من زيارتها.