تصل إلى حد كان بعد أحداث 11 سبتمبر
ازدياد معاداة المسلمين في أميركا بعد طوفان الأقصى
الوفاق/في 7 أكتوبر، أعلنت المقاومة الفلسطينية عن عملية طوفان الأقصى و اقتحمت الجدار المحيط بغزة، و لكن ردّ الكيان الصهيوني بحملة قصف همجية أودت بحياة الآلاف من الفلسطينيين وما زالت مستمرة.
و بحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنه في أقل من أسبوع واحد، ألقى الكيان الصهيوني ما يعادل ربع قنبلة نووية على غزة، و في ظل الحرب الدائرة في غزة ، تزداد حوادث الكراهية ضد المسلمين والعرب في الولايات المتحدة، وتشبه ما حدث بعد هجمات 11 سبتمبر.
هذا ما يرويه شهود عيان ونشطاء وخبراء لموقع "ميدل إيست آي"، الذي نشر تقريرًا عن الوضع المقلق للأقليات في أمريكا.
حوادث عنصرية
الأسبوع الماضي، كانت علياء في طريق العودة إلى منزلها في كوينز، نيويورك، بعد حضور مظاهرة مناصرة لفلسطين، وعندما اقتربت من بيتها، نظر إليها رجل وتفل عليها.
ثم صرخ قائلاً «اخرجي من هنا». فسرعت علياء للمشي مسافة الشارعين المتبقية إلى منزلها، ثم دخلت منزلها وأغلقت الباب بسرعة. لم تشعر بالرعب طيلة حياتها الـ24 سنة التي عاشتها في نيويورك مثل ذلك اليوم.
هذا ما قالته علياء، التي لم ترد الكشف عن اسمها الكامل، لـ»ميدل إيست آي” و أضافت «مرَّ والداي بكل هذا قبل سنوات طويلة، لكن الآن، يحدث هذا مرة أخرى».
و في حين لا توجد أرقام محددة حاليًا، إلا أن عدد حوادث معاداة المسلمين في الولايات المتحدة يبدو أنها في ازدياد، بعد اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر.
و مؤخراً أيضا في شيكاغو بولاية إلينوي، طعن طفل مسلم فلسطيني في السادسة من عمره حتى الموت وأُصيبت والدته بجروح خطيرة عندما دخل مالك العقار الذي يسكنون فيه منزلهم وهو يحمل سكينًا عسكريًا بطول 12 بوصة.
و في 11 أكتوبر، هوجم شاب فلسطيني يبلغ من العمر 18 عامًا في بروكلين من قبل مجموعة من الأفراد يحملون أعلامًا إسرائيلية،و قبل النزول من سيارتهم، صرخوا بعبارات مسيئة ضد الفلسطينيين ثم هاجموه جسديًاو .
وفقًا لكريس حبيبي، مديرة الشؤون الحكومية في لجنة مكافحة التمييز العربية الأمريكية (ADC)، لاحظت المنظمة عددًا كبيرًا من حوادث معاداة المسلمين منذ اندلاع الحرب. وأوضحت أن أحد أكبر المساهمين في ذلك هو «الخطابات التي نراها من السياسيين ووسائل الإعلام”.
“هذه مشكلة أثرت وستستمر في التأثير على العرب الأميركيين بشكل عام، بغض النظر عن دينهم»، و أضافت «ما نراه هو في الحد الأقصى مماثل لما رأيناه بعد 11 سبتمبر، والأرجح أنه قد يصبج أسوأ بسبب الخطاب القادم من جميع أطراف الطيف السياسي».
نظرًا للتهديد الذي يشكّله «المتطرفون الصهاينة في الولايات المتحدة»، تنصح ADC أفراد المجتمع بالتنبه، لا سيما فيما يتعلق بالتهديدات للمؤسسات الدينية، بما في ذلك المساجد والكنائس، خاصة أثناء الصلوات. إذا اعتقد شخص ما أنه كان هدفًا، فيمكنه التواصل مع قسم المساعدة القانونية المجانية في ADC.
تمامًا كما كان بعد 11 سبتمبر”
يعتقد إبراهيم بشروري، أستاذ مشارك في كلية جون جاي للعدالة الجنائية، أن هذه الحوادث ستستمر في الارتفاع.
وقال إن ما يقلقه أكثر في السياق الأمريكي وما بعده، هو نشر العنف من قبل الدولة، سواء كانت ترحيلات أو تجريم الأنشطة المحمية بموجب التعديل الأول أو مضايقات مكتب التحقيقات الفدرالي، وقال «قررت وسائل الإعلام والطبقة السياسية أن ما حدث في 7/10 كان 11 سبتمبر آخر»، و أضاف «يتبع ذلك أننا نبدأ في رؤية قمع مماثل لأولئك الذين يُنظر إليهم على أنهم مسلمون، من خلال الروايات التجريمية والتدابير السياسية الملموسة».
و أوضح أنه من المهم فهم أنه ليس السياسيين ووسائل الإعلام فقط الذين يتحملون اللوم عن ارتفاع حوادث الكراهية.
بل هم إدارات الجامعات وضباط الشرطة والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، جميعهم متأثرون بالرواية الرسمية ،و وفقًا لبشروري، بينما هناك مقاومة للتأكد من عدم وصول الأمور إلى ما كانت عليه بعد 11 سبتمبر، إلا أنه يمكن أن يكون الوضع أسوأ مما حدث بعد 11 سبتمبر.
«يمكن للمرء أن يجادل بأن مجتمعاتنا مسيّسة حتى أكثر الآن، وأن اليمين المتطرف أقوى بكثير مما كان عليه آنذاك، وأن تطور تكنولوجيا المراقبة يمكن أن يؤدي إلى رد فعل أشد قسوة من الدولة ، لكننا ما زلنا نشاهد نفس الخطاب المثير للحرب ينتشر عبر وسائل الإعلام، وتبدو واشنطن على استعداد لبدء حرب أخرى في الشرق الأوسط»،و أضاف.
«لا يبدو أن الولايات المتحدة تعلمت الكثير من الفشل المطلق والأهوال الناجمة عن حربها العالمية على الإرهاب التي استمرت لأكثر من 20 عامًا».
السياسيون هم المسؤولون
أوضحت إيفلين ألسلتاني أستاذة في جامعة جنوب كاليفورنيا أنه بينما ترتكب جرائم الكراهية من قبل أفراد، إلا أنها نتيجة لرسائل من وسائل الإعلام والسياسيين، وترتبط ارتباطًا وثيقًا وتتشكل بسياسات الدولة.
في هذه الحالة، قالت إن دعم الولايات المتحدة «لإسرائيل» على حساب الفلسطينيين، وكذلك خطاب وسائل الإعلام القائل بأن «إسرائيل» تدافع عن نفسها ضد مجموعة «إرهابية» بدلاً من حقيقة إسرائيل كونها دولة محتلة يعزز هذا التوجه عن الجمهور، و العنصرية المعادية للمسلمين تنتج عند تقاطع خطابات الدولة ووسائل الإعلام التي تشوه العرب والمسلمين والشرق أوسطيين وشمال أفريقيا كتهديدات للأمن القومي»، وأضافت أن الخطاب السائد الذي يتم تعزيزه هو أن الفلسطينيين إرهابيون يستحقون الموت، وأنهم دون البشر، وغير مستحقين لنفس حقوق السلامة والأمن كاليهود الإسرائيليين.و بحسب عبدلله عقل أحد أعضاء منظمة مناصرة لفلسطين، فإن اللوم يقع أولاً على المسؤولين المنتخبين الذين فشلوا تمامًا في تمثيل ناخبيهم.
ويعتقد أنه من الواضح أن المزيد من حوادث الكراهية ستستمر في الولايات المتحدة، ولن يتغير ذلك حتى تتغير وسائل الإعلام والمسؤولون المنتخبون،" لعبت وسائل الإعلام دورًا في نشر أخبار ومعلومات كاذبة فيما يتعلق بما يحدث في فلسطين.
قُتل الآلاف من الأطفال وشُرد الآلاف من أراضيهم»، و أضاف «يتم تغذية الناس في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم بمعلومات مضللة، تمامًا مثلما حدث بعد 11 سبتمبر.
قد نقترب أكثر فأكثر من ذلك. ولكننا بحاجة إلى أن ينتفض المسؤولون المنتخبون. ونحن بحاجة إلى المزيد من الحقيقة حول ما يحدث بالفعل".