قائد الثورة، مؤكداً أن أمريكا شریکة في جرائم الصهاينة:
غزّة مشهد للمظلومية والصبر والإقتدار
الوفاق- قال قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى الإمام السید "علي الخامنئي": إن أمريكا شریکة في الجرائم التي يرتكبها الکیان الصهيوني في غزة وتدير بطريقة ما هذه الجرائم.
واعتبر سماحة القائد لدى استقباله صباح أمس الأربعاء، أعضاء المؤتمر الوطني لتكريم شهداء محافظة لرستان: أن الأحداث الجارية في غزة هي أحداث ترسم المستقبل، ولفت إلى القمع الذي يتعرض له أهل غزة المُقتدر، وقال: إن العدو المتعطش للدماء لا يعرف حدودا للجريمة وقتل الأطفال والرجال والنساء، كبارا وصغارا، وأهل غزة مضطهدون بالمعنى العميق والحقيقي للكلمة.
وتجليلاً لصبر وثقة أهل غزة المظلومين، أشار إلى بعض الأمثلة والصور لصبرهم ومثابرتهم، وأضاف سماحته: أب يحمد الله عندما يستشهد ابنه، والدان يهديان طفلهما الشهيد لفلسطين، ويافعٌ جريح يتلوا آيات من القرآن الكريم ومشاهد مماثلة تكشف عن زاوية من عمق الصبر والثقة التي يتمتع بها أهل غزة.
ووصف قائد الثورة صبر أهل غزة بأنه بالغ الأهمية، ولفت إلى فشل العدو في إرغام الفلسطينيين على الاستسلام، وأكد: نفس هذا الصبر والثقة التي يتمتع بهما أهل غزة سيحقّق لهم النصر في نهاية المطاف.
رؤساء الدول الظالمة
وقال سماحة الإمام الخامنئي: إن رؤساء الدول الظالمة والشريرة مثل أمريكا وبریطانیا وفرنسا وألمانيا، يزورون الأراضي المحتلة، والسبب انهم يشهدون انهیار الکیان الصهيوني، وهذا یؤشر الى أن طوفان الأقصى وجّهت صفعة قوية وحاسمة للكيان المحتل.
وأضاف: إن الکیان الصهيوني الجريح والمهزوم، الذي يساعدونه بقوة السلاح والقنابل، ينتقم من شعب فلسطين الأعزل والمظلوم لأنه لم ولن یمتلك القوة لهزيمة المقاتلین. وصرح من يدافع عن بيته ووطنه ضد العدو ليس إرهابيا، بل ذلك الکیان المزيف والظالم الذي اغتصب منزله هو الإرهابي.
عالم المستقبل هو عالم فلسطين
وأکد سماحة القائد: في هذه القضية الراهنة وفي القضايا المستقبلية فإن فلسطين ستنتصر حتماً. وعالم المستقبل هو عالم فلسطين وليس عالم الکیان الصهيوني. واضاف سماحته: لو لم يكن خطر الدمار يهدد الکیان الغاصب، لما اضطر هؤلاء الأشرار إلى التعبير عن تضامنهم الواحد تلو الآخر. واستطرد: المقاتلون ما زالوا جاهزين للعمل، وقد حافظوا على معنوياتهم وحوافزهم وقدرتهم على العمل خلال هذه الفترة، وسيواصلون القيام بذلك.
ووصف قائد الثورة الاسلامية مرة أخرى الضربة التي وجهها المقاتلون الفلسطينيون للكيان الغاصب يوم السبت 7 أكتوبر بأنها حاسمة وغير مسبوقة، وقال: مع مرور الوقت، أصبحت طبيعة تلك الضربة التي لا يمكن ترميمها أكثر تجلّياً. وأوضح سماحته: من يتحدث عن غزة عليه أن يتحدث أيضاً عن صبر أهل غزة وإقتدارهم وقوّتهم، وإلا فسوف يظلمهم. ودعا الحكومات الإسلامیة إلی اتخاذ الموقف الصحيح في هذا الصدد وقال: علی هذه الحکومات ألا تغفل عن هذه القضية، ولا ينبغي لها أن تتصور أنها تستطيع تكرار الخطأ الذي ارتكبته أمريكا وبعض الدول الغربية في وصف أولئك الذين يدافعون عن بیوتهم ووطنهم بالإرهابيين.
فلسطين ستنتصر حتماً
وتابع قائلا: على الحكومات الإسلامية والمتحدثين السياسيين أن يحرصوا على عدم تكرار ما يقوله الغربيون، وليعلموا أن فلسطين ستنتصر حتماً في هذه القضیة والقضایا المستقبلیة. وأكد: أن هذا الظلم والجريمة والكارثة التي يقومون بها لا فائدة منها، وبإذن الله لن يأتي ثماره ولن یصل إلی النتیجة. وأشار إلى اقتدار أهالي غزة، وقال: هناك نقطتان مهمتان؛ نقطة واحدة هي صبر وتوکل هذا الشعب، وأنهم كانوا صبورين. والنقطة المهمة الأخرى هي أن الضربة التي وجهها المقاتلون الفلسطينيون للکیان الغاصب هي ضربة حاسمة، وحتى الآن لم يتلق الکیان مثل هذه الضربة التي سيثبت مع مرور الوقت أكثر فأكثر بأنها لا يمكن ترمیمها. وصرح أن الولايات المتحدة هي الشريك الأكيد للمجرمين في قضية فلسطين، وأوضح: أن أيدي أمريكا ملطخة بالكامل في هذه الجرائم بدماء المظلومين والأطفال والمرضى. والحقيقة أنها هي التي تدير الجريمة في غزة. وقال سماحته: الدول الإسلامية يجب ألاّ تخسر نفسها وألاّ تكرّر وصف أميركا، وبعض الدول الغربية من يدافع عن أرضه بالإرهابيين.
صحوة الضمير العالمي
واعتبر قائد الثورة الاسلامیة صحوة الضمير العام للعالم في أمريكا وأوروبا والدول الإسلامية وغيرها من مناطق العالم، بمثابة ردّ فعل على حجم وعمق جرائم الکیان الصهيوني المتكررة. وأضاف سماحة القائد: إن المطالبين بالحرية وحقوق الإنسان في أوروبا حظروا المظاهرات لصالح الفلسطينيين، لكن الناس، متجاهلين هذا المنع، حيث أنهم ينزلون إلى الشوارع ويعبّرون عن غضبهم وسخطهم وحزنهم بالصراخ. ولن يستطيع أحد أن يوقف ردود أفعال الأمم ضد وحشية الصهاينة.
شجاعة أهل لورستان
وفي معرض آخر من كلمته، خاطب قائد الثورة الإسلامية أيضا المشاركين في مؤتمر ذكرى الشهداء في محافظة لورستان، وذكر أن الهدف الرئيسي لمؤتمرات إحياء ذكرى الشهداء هو خلق تيار فكري وعملي لنقل التراث القيم لإيران من الأجيال الماضية إلى جيل الشباب اليوم. ووصف آية الله الخامنئي "الشجاعة والإقدام" و"الصداقة والصدق والوفاء" لأهل لورستان من أبرز صفات أهل لورستان، وأردف سماحته: تاريخ أهل هذه المحافظة في المائة عام الأخيرة، تتكون من القمع والخنق في عهد بهلوي وخلق الملاحم والتألق في ظلّ الجمهورية الإسلامية، ولكي يعرف الشباب تاريخهم، يجب أن تكون هاتان الصفحتان التاريخيتان محفوظتين وأن تتم المقارنة بينهما.
وأكد سماحته على الانسيابية الفكرية والعملية في نقل الإرث القيم لشباب الماضي المعطاء إلى شباب الوطن اليوم، وأضاف: إن البلاد تتجه نحو القمة وعلى هذا المسار يتطلب الكثير من العمل والجهد، و هناك الكثير من المخاطر. وإذا أردنا أن نسير على هذا الطريق بقوة، فعلينا أن نستخدم ماضينا التاريخي وننقل تراث الماضي إلى الأجيال الحالية.