الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • طوفان الأقصى
  • الریاضه و السیاحه
  • عربیات
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وواحد وستون - ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وواحد وستون - ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٣ - الصفحة ۱۱

باحث ومحلل سياسي فلسطيني من غزة، للوفاق:

المقاومة تتطلع لمراحل جديدة تتعلق بتحرير الأرض

تواصل قوات الاحتلال الصهيوني إرتكاب مجازر متتالية مع دخول عدوانها على قطاع غزة يومه التاسع عشر تواليا؛ ليرتقي المزيد من الشهداء والجرحى، خصوصاً أن غالبية الشهداء هم من الأطفال والنساء، في حين يقف الغرب موقف المتفرج إزاء ما يحدث من مجازر، وفي ظل تمسك المقاومة بعملية "طوفان الأقصى" التي حققت إنجازات ميدانية غير مسبوقة على مستوى الدفاع المشروع للشعب الفلسطيني عن أرضه ومقدساته في مواجهة كيان الإحتلال، أجرت صحيفة الوفاق حواراً مع الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني مفيد أبو شمالة، الذي أفاض بآرائه من قلب قطاع غزة ومن تحت قصف العدو على أهالي مدينته التي تتعرّض لعدوان غاشم، مؤكداً تمسّكه وأهالي غزة بالخيارات التي تتخذها المقاومة دفاعاً عن المقدسات والأرض.
في مستهل حواره مع الوفاق يقول أبو شمالة: من الواضح ان حركة حماس إنشغلت خلال العامين الماضيين في مسألة مايعرف بـ "مراكمة القوّة"، وليس فقط القوة العسكرية إنما القوة المتعلقة باحتياجات ومستلزمات عملية موسّعة كـ" طوفان الأقصى". بطبيعة الحال كله تم تسويته وترتيبه بمعنى أن الحركة لم تكن ترغب بخوض معارك لا طائل أو هدف منها، أن تنحصر المعركة في أفق جولة قتال عابرة تنتهي بتدمير بعض البيوت، من ثم نعود الى طلب إعادة الإعمار، اليوم هذه المعركة التي قادتها كتائب عز الدين القسام، جاءت في إطار تحرير مستوطنات بمعنى أنها تأتي في إطار التمدد الجغرافي.
عملية التحرير للأراضي المحتلة
ويضيف موضحاً بشأن ميزات عملية طوفان الأقصى من ناحية المنجزات الميدانية: المقاومة في عملية طوفان الأقصى دخلت الى عمق 25 كلم على طول الـ45 كلم، بمعنى أنها حرّرت مجازاً ألف كلم بما يصل الى ثلاثة أضعاف مساحة قطاع غزة، وإذا استمرت طوفان الأقصى بهذا الشكل على الأرض في تحقيق المفاجآت للعدو، ستكون بذلك هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الدخول ليس في عملية عسكرية فحسب إنما في عملية التحرير للأراضي المحتلة، وهذا هو السبب والدافع الرئيسي الذي جعل حركة المقاومة الاسلامية حماس تتّخذ قرارها بالتوجه في هذه المرحلة بحسب رؤيتنا وتقديرنا لما شاهدناه خلال الأسابيع الماضية.
وتابع بالقول: عطفا على ما ذكرته سالفاً، توجد أيضاً قضية الأسرى من العام 2011 وانهاء صفقة وفاء الأحرار 1، حيث كان هنالك حرص على عقد صفقة وفاء الأحرار 2، بما معناه إخراج قادة العمل الوطني من سجون الإحتلال الجائر وذلك لا يتم أيضاً إلا من خلال أسر جنود للعدو الصهيوني.
رفع حصيلة الأسرى لدى المقاومة
في عدوان 2014 على غزة كان قد تم أسر 4 جنود اسرائيليين لم يعترف الإحتلال بوجودهم على قيد الحياة، وكان أحد أهداف هذه العملية هو رفع حصيلة الأسرى لدى المقاومة من أجل عملية تبادل الأسرى مع العدو، اليوم لدى المقاومة الفلسطينية أسرى من ضباط وجنود ومستوطنين صهاينة حسب ما يعلن رسميا من أرقام يصل عدد الأسرى الى 150 وربما تزيد عن ذلك بكثير من الأسرى، هذا الأمر يعول عليه لتبييض صفحة السجون بالكامل، وتحرير أسرى المقاومة من سجون العدو، سيما أن ملف الأسرى أحد القضايا الثابتة والراسخة في ملفات المقاومة الفلسطينية، أي أنه من خلال ما تم إنجازه اليوم سيتم إزالة عقبة كانت من ثواب الملف الفلسطيني حالها كحال ملف القدس وقضية اللاجئين وحقّ العودة، نحن نتحدث عن أسرى الحرية وعن تبييض السجون مرّة والى الأبد، أعتقد أن ذلك سيكون إنجازاً كبيرا في هذه المرحلة من خلال عملية طوفان الأقصى.  
معادلات جديدة
من ناحية التحولات الطارئة على قواعد الإشتباك، المقاومة بطبيعة الحال هي التي تضع وتفرض معادلات جديدة على العدو الصهيوني في كل مرّة، ناهيك عن أنه عقب كل معركة يتم استخلاص العبر والنتائج منها، إستعدادا للمعركة التي تليها، بحيث لا تكون نموذجاً مُكرراً للمعركة التي قبلها.
ويردف أبو شمالة موضحاً: مسألة المباغتة وهذه هي المرة الثانية من ناحية عنصر المباغتة التي تقوم بها المقاومة الفسطينية، كما أنه من ناحية التوقيت العدو لم يكن يتوقع مثل هذه العملية من ناحية المنجزات الميدانية، خاصة في ذروة موسم الأعياد التي كان يستشري بها داخل المسجد الأقصى المبارك، حيث كان العدو يصول ويجول كما يشاء في الأقصى والمقاومة كانت تلتزم الصمت، وظن العدو أن المقاومة الفلسطينية في حالة ضعف لتكون المفاجأة صادمة له.
تحول كبير على إستراتيجيات المقاومة
ويتابع الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني: اليوم طرأ تحول كبير على إستراتيجيات المقاومة، حيث تتطلع في ضوء المتغيرات الماثلة نحو مراحل وآفاق جديدة تتعلق بتحرير الأرض من براثن الإحتلال الغاشم، وهذا ما أشرنا له فيما سلف ذكره معكم، حيث تحيط بهذه العملية العديد من الأهداف لكن كما نسمع بغض النظر عن ما يرتكبه الاحتلال من جرائم بحقّ المدنيين خصوصاً من النساء والأطفال، وذلك في إطار سياسته القذرة للضغط على المقاومة لإرغامها على التراجع والإستسلام، في حين ما تزال المعارك مستمرة ومحتدمة، نسمع في المقاومة من ناحية موقفها الرسمي أنها مستعدة وفي كامل جهوزيتها لمواصلة المعارك لفترة لا تقل عن ستة أشهر، وأعتقد أن الإحتلال الصهيوني ليس مستعداً لمعركة طويلة، بحسب ما اطلعت عليه من تقارير رسمية صدرت من" اسرائيل"، قرأت في صحيفة" اسرائيل اليوم" وفي تقرير حصري لها أنها تتحدث عن خسائر للإقتصاد الإسرائيلي بلغت خلال ثلاثة ايام الى نحو 20 مليار شيكل، وهذا رقم غير مسبوق من قبل المعارك، حيث كان يتحدّث خبير من البنك المركزي للصحيفة العبرية أننا عندما أصدرنا تقديرات أولية أصدرنا رقم 9 مليار شيكل وهذا ما حصلنا عليه من الأمريكيين على غرار ما حصل في حرب لبنان الثانية، لكن من الواضح من الأرقام اليوم وأنها ما تزال في بداياتها ستكلّف أكثر من ذلك بكثير، من الواضح ان الاحتلال لن يكون قادراً ولن يكون جاهزا على تحمل هذا الحجم من الخسائر الإقتصادية الهائلة.
معايير غربية مزدوجة
ويردف أبو شمالة بالقول: أما من ناحية مواقف الغرب فهي ليست جديدة، فهو ينحاز على الدوام الى جانب العدو الصهيوني، لا بل يغطّون دوماً على فاتورة الحروب التي يخوضها كيان الإحتلال، في حين لا يلتفتون الى حقوق الشعب الفلسطينية التي تنتهك كل يوم وفي كل فترة من قبل العدو، فهم يعتمدون معاييرا مزدوجة إزاء ما يحدث في فلسطين المحتلة، عندما يتم النظر الى الحالة الأوكرانية والحرب الطاحنة الدائرة في أوكرانيا سارع الغرب لدعم الشعب الاوكراني في حربه مع روسيا، ويتّهمون موسكو بالإرهاب بينما كل ما يمارسه الإحتلال من قتل للمدنيين في فلسطين المحتلة بالمقالات المعادية التي تحمل أنواعا مختلفة من الصواريخ الذكية والتي تقصف بلا هوادة بشكل يومي المناطق السكنية في غزة مستهدفة أهالي القطاع، والتي سقط على إثرها آلاف الشهداء نصفهم من الأطفال، رغم ذلك لا يُتّهم قادة الاحتلال بالإرهاب بل على العكس يتم توصيف ذلك بحسب زعمهم بأنه حق الكيان الصهيوني في الدفاع عن نفسه، وبأنه كما يصفونه بحسب زعمهم وإدعائهم أنه مواجهة الإرهاب الفلسطيني، نحن دفاعنا عن أرضنا مشروع بالكامل وضمنته الوثائق والأعراف الدولية، وحتى القوانين التي كتبها ودونها الغرب بنفسه تتيح تحديداً للشعب الفلسطيني استخدام المقاومة لا سيما المسلحة التي تمت الاشارة إليها في القوانين الدولية للدفاع عن أرضه، وبما يتعلق بواقع القدس الشريف جميعهم يقرّون بأن القدس والمسجد الأقصى المبارك، هو مسجد ولا يوجد أي حقّ للإسرائيليين فيه، قبل عام 1948 وحتى بعده ولغاية اليوم وكلما حاول الصهاينة إنتزاع قرار يعطيهم أي أفضلية في القدس كان يصدر قرار يؤكد الحقّ الفلسطيني في المسجد الأقصى ويفرض على الإحتلال عدم الإقدام على أتخاذ أي إجراءات أحادية الجانب من شأنها المساس بالمسجد الأقصى المبارك، مثلما حاول في عام 1967 م إجراء عرض عسكري في ساحة البراق الواقعة على الحائط الغربي للمسجد الأقصى، وجهت إتهامات مباشرة لقادة الإحتلال بانتهاك القانون الدولي، إذا الإحتلال الصهيوني يخترق القرارات الدولية بشكل متعمد، خاصة فيما يتعلق في القدس، واعتقد أن المواقف العربية ستبقى ضعيفة لأنها مرتبطة في الأساس بمصالح مع الغرب، والإحتلال له أفضلية على الأنظمة العربية عند الغرب، وبالتالي لن تحصل تلك الأنظمة على صوت أعلى مما تقوم به، وشاهدنا ذلك في اجتماع جامعة الدول العربية الذي لم يتمخّض عنه أي شيء يتناسب مع ضخامة الحدث والمعركة الجارية وحجم الكارثة الإنسانية التي أوقعها العدو الصهيوني في غزة.

البحث
الأرشيف التاريخي