قيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين للوفاق:
رسالة المقاومة للعدو واضحة.. شعبنا لن يستسلم
الوفاق/ خاص
محمد أبو الجدايل
أطلقت كتائب الشهيد عز الدين القسام والمقاومة في فلسطين، صباح السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عملية عسكرية واسعة ضد الإحتلال الصهيوني حملت اسم "طوفان الأقصى"، وذلك ردّاً على الإعتداءات المستمرة التي تشنّها قوات الاحتلال على الفلسطينيين، حيث لم يكن اجتياح المقاومة الفلسطينية غلاف غزة ومستوطناتها على امتداد 45 كيلومترا ومشاهد الهلع والفرار الجماعي للمستوطنين وعجز الجيش الصهيوني مجرد معركة عسكرية رابحة فقط، فمفاعيل تلك المعركة تشير إلى تآكل بنية وجود الكيان المصطنع.
في الوقت الذي تستمر فيه عملية "طوفان الأقصى" وبينما تُحقّق إنجازات ميدانية غير مسبوقة على مستوى دفاع الشعب الفلسطيني الشرعي عن أرضه ومقدساته في مواجهة كيان الإحتلال، وفيما يواصل العدو الصهيوني ارتكاب المجازر الجماعية بحقّ أهالي غزة بمختلف المجالات، وسط صمت غربي مطبق ومخزي وإدانات عربية خجولة، أجرت صحيفة الوفاق حوارا مع الدكتور ماهر الطاهر مسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تحدّث خلاله عن أسباب إطلاق هذه العملية والتحولات التي ستطرأ على المعادلة في فلسطين المحتلة، كما أشار الى أسباب إندلاع هذه المعركة، وتداعياتها على العدو الصهيوني في كافة الصعد.
عدو يريد تهديم المسجد الأقصى
في السياق قال الدكتور ماهر الطاهر حول الأسباب التي دفعت حماس إلى هذه المرحلة من ناحية إتخاذ قرار بشنّ هجوم ضد العدو الصهيوني: الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية، وصلت الى نتيجة مفادها أننا وصلنا الى معركة وجود أمام عدو غاشم يستوطن أرضنا ويهود قدسنا، ويريد تهديم المسجد الأقصى، ويمارس عمليات الإعتقال التعسفي ضد أبناء شعبنا، وهناك أكثر من 5500 أسير في سجون العدو الصهيوني، قسم كبير منهم بدون أي محاكمات، وبالتالي نحن أمام مخطط صهيوني يهدف للسيطرة على كل شيء في فلسطين، ويستهدف تهجير أهلنا من فلسطين، لذلك ليس أمامنا من خيار سوى خيار المقاومة والصمود، وفقا لذلك قررت المقاومة الفلسطينية أن تبادر الى هذا الهجوم، لكي توجه رسالة واضحة للعدو الصهيوني بأن شعبنا لن يستسلم، وبأننا سنواصل المقاومة وتصعيد الكفاح حتى يتم طرد آخر جندي صهيوني عن أرضنا.
معركة وجود
وأكمل مسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: الممارسات الصهيونية الإجرامية على مدى عقود ضد الشعب الفلسطيني وحصار غزة وغيرها من الأسباب التي ذكرناها سالفاً وتهديد المسجد الأقصى، علاوة على نية الصهاينة تشييد هيكل سليماني مكان المسجد الأقصى وفق أساطيرهم، كل هذا أوصلنا الى قناعة بأننا نخوض معركة وجود، وأننا لن نركع، ولن نستسلم، وسنواجه بقوّة وثبات كيان الإحتلال حتى تحرير أرضنا.
وبشأن التحول الكبير في قواعد الاشتباك، خصوصا إن موقف حماس بات هجوميا بجدارة في استعادة الأراضي المغتصبة، وتأثير ذلك على تغير المعادلة في مرحلة ما بعد طوفان الأقصى، يتابع الدكتور ماهر الطاهر: سنغير قواعد الإشتباك، وأكدت معركة طوفان الأقصى بأننا أمام حقائق عديدة، أبرزها أن هزيمة هذا الكيان الصهيوني إمكانية واقعية، وأن هذا الكيان هشّ، وأن ما يسمى بالردع الإسرائيلي والنظرية الرائجة حول ذلك سقطت بكل جدارة، لأن الجيش الصهيوني في غلاف غزة، وهو الذي يمتلك في الغلاف لواء عسكري كامل مضرج بالعتاد والمنظمات لم يستطع مواجهة ثوارنا ومقاومينا، حيث إنهارت القوّة الإسرائيلية بشكل سريع، وتمكنت المقاومة من ايقاع عدد كبير من القتلى وأخذ العديد من الصهاينة أسرى، وهو ما يؤكد هشاشة ووهن هذا الكيان المصطنع، ومما يؤكد إصرار الشعب الفلسطيني على مواجهة هذا الإحتلال مهما كانت التضحيات ومهما كانت العقبات.
زلزال سياسي وعسكري وأمني
وقال: لذلك فعلاً نحن ننتقل الى مرحلة جديدة، اليوم العدو الصهيوني الذي يعيش حالة ارتباك وتخبّط حقيقية وعميقة، سيما عقب الزلزال الذي ضربه، زلزال سياسي، وزلزال عسكري، وزلزال أمني، وبالتالي الحكومة الصهيونية فقدت توازنها وبدأت تتصرف بشكل هستيري دفعها الى الإنتقام، لذلك يمارس الصهاينة اليوم حرب إبادة جماعية ضد قطاع غزة، ويقولون أننا سنعيد غزة 50 سنة الى الخلف، ويزعمون أنهم سيقضون على المقاومة بشكل كامل، وأنه سيدخلون برياً الى قطاع غزة، ونحن نقول لهم بأننا سنقاومهم وسنقاتلهم وبالتالي أخذوا رخصة من الإدارة الأمريكية التي تشارك بشكل فعلي في الحرب.