تشير التوقعات إلى تضاعف الطلب بحلول 2025
هل تصبح إيران أحد عمالقة إنتاج بطاريات الليثيوم؟
يشير سوق الليثيوم المتنامي واعتماد صناعة البطاريات على هذا المعدن إلى أن إيران لازالت بحاجة إلى الليثيوم وسيزداد الطلب عليه في السنوات المقبلة، خاصة مع ارتفاع إنتاج البطاريات من قبل الشركات الإيرانية التي تستورد المواد الخام من الخارج.
وذكرت صحيفة "دنياي اقتصاد"، في مقال، أن إيران باعتبارها منتجاً للمعادن اللازمة للبطاريات، كان بمقدورها استغلال احتياطياتها بشكل مربح لتحقيق فوائد اقتصادية، والذي سيجعل منها أحد محاور سلسلة توريد البطاريات في العالم، إلا أنها أضاعت فرص إنتاج القيمة المضافة حتى تاريخ اليوم.
يبدو أن الوقت ينفد للمنافسة في إنتاج البطاريات، وهو قطاع من سلسلة القيمة والذي يتمتع بمعظم الفرص لخلق القيمة والاقتصاد الكلي، لذلك إذا كانت إيران تنوي دخول هذا الميدان المهم بقيمة مضافة عالية، فعليها أن تبدأ في وضع السياسات واتخاذ الإجراءات اللازمة.
تلعب صناعة بطاريات الليثيوم أيون دوراً مهماً في الحفاظ على البيئة والقضاء على الكربون من خلال الآليات الكهربائية وإمكانية التحول من الوقود الأحفوري إلى إنتاج الطاقة المتجددة كمصدر يتيح توزيع الكهرباء.
ويمكن لهذه الصناعة أن تقلل من إنبعاثات الغازات الدفيئة في قطاعي النقل والطاقة، اللذين يمثلان حالياً حوالي 40٪ من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية. وفي الوقت نفسه، تخلق هذه الصناعة قيمة مضافة كبيرة جداً في السوق العالمية، إلى جانب خلق فرص العمل الخاصة والمهن المختلفة.
القيمة المضافة
ويتوقع الخبراء في هذا الشأن أن تصل القيمة المضافة لهذه الصناعة إلى أكثر من 400 مليار دولار بحلول عام 2030. تعد أستراليا وتشيلي والأرجنتين اللاعبين الرئيسيين الثلاثة في الجزء الأول من سلسلة التوريد، بينما تعد الصين اللاعب الرئيسي في المرحلة المتوسطة إلى النهائية من سلسلة القيمة. أما اليابان وكوريا الجنوبية وأمريكا (عمالقة الإلكترونيات)، فقد استحوذوا على الجزء الأخير من سلسلة القيمة، أي إنتاج الخلايا والبطاريات.
وكتقدير بسيط، يمكن القول إن إيران والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من 1% من سكان العالم، لو هيمنت على واحد بالمائة فقط من سوق بطاريات الليثيوم في عام 2030، فيمكنها تحقيق قيمة مضافة قدرها 4 مليار دولار لاقتصاد البلاد، لاسيما وأن جميع الإحصائيات والتوقعات تشير إلى تضاعف الطلب على الليثيوم بحلول عام 2025.
إحتياطيات الليثيوم
على الرغم من أن الليثيوم والكوبالت والمنغنيز والنيكل والألومنيوم والجرافيت والحديد والنحاس والفوسفات هي عناصر إنتاج بطاريات الليثيوم أيون، إلا أن العناصر الثلاثة (الليثيوم والكوبالت والنيكل) هي الأكثر تكلفة وقيمة في هذه العملية. تعد أستراليا والأرجنتين وتشيلي والصين والولايات المتحدة من الدول الرائدة في احتياطيات الليثيوم. وتحتل الكونغو وأستراليا وكوبا وكندا مراكز متفوقة في احتياطيات الكوبالت، وتحتل أستراليا والبرازيل وكندا أيضاً مراتب عالية في النيكل.
ونقلاً عن مسؤولين إيرانيين رسميين، فان إيران هي من الدول القليلة التي اكتشفت احتياطيات الليثيوم وحصلت على شهادة اكتشاف من وزارة الصناعة والتعدين والتجارة، كما أن الاحتياطيات المعدنية في مرحلة الاستخراج شبه الصناعي. وفي عام 2018، تم اكتشاف مناطق ومناجم في شرق إيران (منطقة الليثيوم الأولى في إيران)، وفقاً لمدير الاكتشافات في منظمة "إيميدرو".
وتجري حالياً إجراءات استكشافية في مجال استخراج هذا المعدن الثمين بالتعاون مع إحدى الشركات الأجنبية في تلك المنظمة. ورغم أن هذه الإجراءات اكتسبت زخماً أكبر خاصة في السنوات الأخيرة، إلا أن الحاجة إلى الاستثمار وتخصيص الموارد المالية من جهات صنع القرار للتنقيب عن هذا المعدن الثمين لا تزال ضرورية للغاية في السنوات المقبلة.
من ناحية أخرى، أجرت شركات الصناعات العسكرية في البلاد، باعتبارها قطب محرك ومؤثر على الصناعات الأخرى، العديد من الدراسات في مجال إنتاج بطاريات الليثيوم وإعادة تدوير مواردها في السنوات الأخيرة، إلا أن مسألة استيراد مادة الليثيوم الخام من الدول الأجنبية، وخاصة الصين، لا تزال هي المشكلة الأهم للشركات المذكورة.
توصيات سياسية
وفي تقرير حول هذا الموضوع، قدّم قسم البحوث الاقتصادية في غرفة تجارة طهران توصيات سياسية للحكومة، والتي تشمل إجراء دراسات جدوى لاستخراج الليثيوم، ودراسات سلسلة القيمة لإنتاج البطاريات في إيران على أساس السعر واستخراج المواد الخام والأسعار العالمية وتدريب القوى المتخصصة وتشجيع الاستثمار المشترك مع الشركات الأجنبية لتنمية الاحتياطيات وسلسلة القيمة.