يسطرون ملحمة خالدة وأرواحهم تعانق عنان السماء
مراسلو وفنانو المقاومة يخلّدون المشاهد بدمائهم
الوفاق/ وكالات - يشتد العدوان الصهيوني على قطاع غزة يوما بعد يوم، ونشهد كل يوم جريمة أخرى يرتكبها هذا العدو الغاشم، وأخيرها الجرمية المروعة التي ارتكبها بقصف مستشفى في غزة، لا يفرق العدو الصهيوني في عدوانه على قطاع غزة بين انسان وآخر، فالصهاينة يقتلون الكبير والصغير، الرجال والنساء، يستهدفون الطواقم الطبية وفرق الانقاذ، كما يستهدفون بشكل واضح الإعلاميين من مراسلين ومصورين، كما نشاهد أسماء فناني المقاومة في قائمة الشهداء.
إستهداف الإعلام المتابع للعدوان يأتي في سياق إجرام هذا العدو الصهيوني الذي يفعّل آلة قتله دون هوادة، كما انه من خلال قتل الاعلاميين واستهداف وسائل الاعلام وحجب بعضها عن الأقمار الإصطناعية، فإن العدو يهدف الى طمس الحقائق ومنع الإعلام من نقل الصورة كما هي، ويسعى العدو الصهيوني من خلال وسائل الإعلام وخاصة التابعة لكثير من الدول والانظمة الغربية والعربية المطبعة معه لدعمه ومهاجمة المقاومة والشعب الفلسطيني.
استشهاد 16 صحفياً خلال العدوان الصهيوني
لا يزال الطاقم الإعلامي يُقدّم الشهداء في سبيل إظهار الحقيقة، ولكن قتل الشهود لا يقتل الحقيقة، أوضح منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، في بيان، أن 16 صحفياً انضموا لقافلة شهداء الحركة الإعلامية الفلسطينية خلال معركة "طوفان الأقصى"، وهم: محمد بعلوشة، عبد الهادي حبيب، عصام بهار، حسام مبارك، أحمد شهاب، الإعلامي الفنان علي نسمان، محمد أبو مطر، سلام ميمة، الصحفي اللبناني عصام عبد الله، سعيد الطويل، هشام النواجحة، محمد صبح أبو رزق، محمد جرغون، محمد الصالحي، إبراهيم لافي وأسعد شملخ.
وبين أن الاحتلال دمر مقار عدة مؤسسات إعلامية في غزة، منها وكالة شهاب ومكتب صحيفة الأيام وشركة ايفينت للخدمات الإعلامية ومكتب اليوم الإخباري ووكالة معا وسوا وإذاعة القرآن الكريم وإذاعة بلدنا ومؤسسة فضل شناعة، وغيرها من المؤسسات ممن لم يتم رصدها بسبب العدوان.
كما أغلقت قوات الاحتلال وكالة جي ميديا في الضفة الغربية، وتعرضت الصحفية المقدسية لطيفة عبد اللطيف لاعتداء من قبل مجموعة من المستوطنين أثناء تغطيتها للأحداث في محيط مستوطنتي "بيت إيل وعوفرا" للقناة الرابعة الإيطالية، واعتدوا على سيارتها وتضررت معداتها وأصيب أحد زملائها بقدمه.
علي نسمان.. فنان المقاومة
استشهد الفنان والناشط الفلسطيني علي نسمان، جراء العدوان الصهيوني العنيف المتواصل على قطاع غزة.
علي نسمان، فنان كوميدي ساخر شارك في عدة أعمال درامية والفنية، أبرزها مسلسل شارة نصر "جلبوع" والذي روى قصة الأسرى الستة الذين حفروا النفق و نالوا حريتهم من سجن جلبوع في سبتمبر من عام 2021.
كما نشط نسمان خلال فترة الحروب والتصعيد مع العدو الصهيوني، في تحفيز الناس على الثبات والصمود في مواجهة العدوان الصهيوني.
بكلمات حماسية ووصية لأصدقائه، توقع الفنان الفلسطيني والكوميديان الساخر، علي نسمان، "موتا وشيكا" في ظل التصعيد الصهيوني على قطاع غزة.
ولم تمر دقائق إلا واستشهد اليوتيوبر الفلسطيني الشهير والمعروف بنشاطه في فترة الحروب والتصعيد مع إسرائيل بمؤازرة المواطنين جراء استهدافه في غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة عصر الجمعة.
علي نسمان فنان فلسطيني كوميدي ساخر شارك في عدة أعمال درامية تلفزيونية، وعُرف بتوثيق جرائم الإحتلال في غزة، باستخدام هاتفه الذي نشط به للحديث عن هموم المواطنين وعدوان الإحتلال على غزة، ولكن اليوم نسمان يغيب عن المشهد في فلسطين بعد استشهاده في غارة صهيونية على قطاع غزة عقب يوم واحد من ظهوره في مقطع فيديو تحدث فيه عن حتمية النصر أو الشهادة.
الفنان والناشط الشهيد ظهر في مقطع عبر حسابه الرسمي على انستغرام وهو يرصد شوارع غزة بعد القصف مشيراً إلى انسحاب الناس من احدى المناطق التي تعرّضت المنطقة لقصف مكثف طوال الليل ودُمّرت بالكامل، ليكون ذلك آخر تسجيل له.
نشهد في المقطع الفيديو الأخير الذي سجّلأه يقول نسمان: "كان القصف هنا شديدا جدا وتمت ازالة المنطقة بشكل كامل وطبعاً الناس انسحبوا منها، ففي هذا المكان كان القصف طوال الليل مستمر، ولكن بإذن الله سبحانه وتعالى هذا ما وعدنا الله ورسوله، صدق الله ورسوله".
وكان نسمان عُرف بنشاطه المميز خلال الحروب والتصعيد مع الجانب الصهيوني وبذل جهوداً في تحفيز الناس على الصمود في مواجهة الإعتداءات على العدوان الصهيوني، فبعد استشهاده سادت حالة من الحزن والصمت على مواقع التواصل الإجتماعي، وتم نشر المقاطع التي نشرها نِسمان على حساباته، منها مقطع فيديو يقول نسمان فيه: "والله وهو الرب العظيم هو الذي رفع السماء بلا عمد، لو تقصفوا كل ما نملك، لو ذبحونا أو علّقونا على المشانق، والله لنبني من أجسادنا منصات وندعم المقاومة ونقوم بإطلاق الصواريخ عليها.. يقصفون بكل الأنواع وبكل شراسة، ولكن بإذن الله قصفهم ينزل وصواريخنا بقوة الله تخرج وتدمرهم في معاقلهم..". وكثير من متابعي نسمان على مواقع التواصل الإجتماعي تفاعلوا مع خبر استشهاده.
الفنانة التشكيلية "هبة زقوت"
كما استشهدت الفنانة التشكيلية الفلسطينية هبة زقوت وابنها في العدوان الصهيوني على قطاع غزة المحاصر، والتحقت بقافلة شهداء قطاع غزة المحاصر، وكانت قبل رحيلها مع ابنها قد كرست فنها للقضية والمرأة الفلسطينية.
نعى فلسطينيون الفنانة التشكيلية الفلسطينية هبة زقوت التي تبلغ من العمر تسعة وثلاثين عاماً والتي درست في كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصى في غزة، وكانت قد شاركت في معارض محلية ودولية عدة، وركزت في معظم رسوماتها على القضية والمرأة الفلسطينية.
كما نشرت زقوت عشرات من الرسومات للقدس المحتلة، والمسجد الأقصى كما أحبت أن تراها، إذ صورت في رسوماتها وجود أفراح وألعاب نارية في محيط الأقصى، مع أعلام فلسطين التي ترفرف في باحات المسجد الأقصى بفلسطين. تتناول هبة في رسوماتها الزاخرة بالألوان فلسطين، إنسانًا ومكانًا، هويّة وقضايا. نجد لديها تركيزًا على مدينة القدس، وكذلك على المرأة الفلسطينيّة في حالات مختلفة.
استهداف الصحفيين
وأخيراً يمكننا القول أنه تتعمد قوات الإحتلال استهداف الصحفيين الفلسطينيين لطمس الحقائق، وكما فعلت قبل ذلك في استشهاد الشهيدة شيرين أبوعاقلة.
ومن ضمن الشهداء الفئات المختلفة من المجتمع الفلسطيني، ومنهم الفنانين، اللهم إنا نستودعك الأقصى وأهل فلسطين المسلمين الموحدين.. اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم واحفظهم بحفظك.