الملحق الثقافي الإيراني في سلطنة عُمان للوفاق:
ايران وعُمان نحو تعزيز العلاقات الثقافية
موناسادات خواسته
العلاقات الثقافية بين مختلف الدول تعتبر من أهم العلاقات، وهي بمثابة دبلوماسية ثقافية تربط الشعوب بعضها بالبعض الآخر، وعندما تكون بين بلدين جارين تحظى بأهمية أكبر، كما هو الحال بين إيران وسلطنة عمان التي بينهما علاقات جيدة جدا في مختلف المجالات، ولا نترك الجانب الثقافي في هذا المجال.
قبل فترة قصيرة أقيم المؤتمر الإقليمي الأول لسفراء الثقافة الإيرانية في دول الجوار، فاغتنمنا الفرصة والتقينا بالملحق الثقافي الإيراني في سلطنة عمان السيد مرتضى بابكي نجاد، وسألناه عن نشاطات المستشارية في عمان والعلاقات الثقافية بين البلدين، حيث أكد على قوة العلاقات في هذا المجال، وفيما يلي نص الحوار:
بداية، تفضلوا ما هي الإجراءات التي تم اتخاذها في مجال الأنشطة الثقافية في إيران وعمان؟
لقد مرّ زمن قلّت فيه نشاطات المستشارية الثقافية الإيرانية في عمان بسبب جائحة الكورونا التي اجتاحت العالم، وقد تسلّمت أنا مهمتي منذ حوالي عام كمستشار ثقافي في سلطنة عمان، وقد أنشأنا علاقات جيدة مع الشخصيات الثقافية والعلمية والدينية والمذهبية والفنية في سلطنة عمان.
لقد أقمنا معرضاً فنياً ثقافياً في الأشهر الماضية وكان لدينا عرض لفيلم الأنيميشن "الفتى الدولفيني"، كما كان لدينا عروض موسيقية، وشيئاً فشيئاً نعمل على تعزيز علاقاتنا الثقافية مع عمان.
وكما تعلمون فإن علاقاتنا السياسية والإقتصادية مع عمان جيدة، وسنعزز العلاقات الثقافية أيضاً إن شاء الله.
ما هي النتائج التي توصلتم إليها فيما يتعلق بالتعاون السينمائي الإيراني العماني والإنتاج المشترك؟
هناك علاقات جيدة جداً للمستشارية الثقافية مع جمعية السينما العمانية، وقد شاركت أفلام إيرانية في مهرجاناتها وحصلت على جوائز، لكن فيما يتعلق بالفيلم المشترك قبل حضوري في عمان كان من المقرر إنتاج فيلم تحت عنوان "لؤلؤ" وتم توقيع العقود، وأعرب الطرفان أن هذا الإنتاج المشترك يؤدي إلى تعاون سينمائي كبير وتعزيز العلاقات بين البلدين، لكن للأسف حصلت بعض الاشكالات وقد توقّف إنتاج العمل حالياً، آملين أن ترتفع هذه المؤثرات ويتم اكمال هذا الفيلم المشترك، لكن فيما يتعلق بمجال السينما الوثائقية، نحاول أن نتمكن من العمل فيه، لأن في عمان إنتاج الأفلام الوثائقية القصيرة كثير وتقام العديد من المهرجانات له في محافظات مختلفة على مدار العام، ونتطلع إلى إقامة مهرجان للسينما الوثائقية الإيرانية بالتعاون مع جمعية السينما العمانية، وقد أُجريت المحادثات الإبتدائية، وإن شاء الله يكون لنا حضور جاد وقوي في المهرجانات التي تُقام في سلطنة عمان.
ما هو مستوى الإقبال على الأنشطة الثقافية الإيرانية في عمان، وبرأيكم في أي مجال يجب أن نستثمر أكثر؟
مستوى إقبال العمانيين على الأنشطة الثقافية الإيرانية جيد جداً، وفيما يتعلق بالإستثمار، هناك شركات إنتاج أفلام سينمائية في مجال الأفلام القصيرة والرسوم المتحركة، قمنا بتقديمها للجانب العماني، وتم توقيع عقود جيدة في هذا المجال.
فيما يتعلق بالسينما، نظراً للظروف المؤاتية وبما أن تكاليف الأفلام القصيرة أقل، فقد نتمكن من الإستثمار فيها، وبما يتعلق بمجال الفنون البصرية، سنحاول أن نصل إلى نتيجة ونقوم بإقامة معرض للفنون البصرية والصناعات اليدوية لكي نشهد مدى الإقبال في هذا المجال.
هل توجد برامج لتعليم اللغة الفارسية في عمان؟
بالنسبة لتعليم اللغة الفارسية، كما ذكرت منذ حوالي عامين، بسبب جائحة الكورونا النشاط في هذا المجال قد انخفض، لكن قبل ذلك كان لدينا مدرسة ومركز تعليم بهذا الإسم، والآن حصلنا على ترخيص لها، ووزارة التربية والتعليم العمانية منحتنا ترخيصاً وتم تحديد الموقع، وأعتقد أن صفوف تعليم اللغة الفارسية ستعقد في مسقط اعتباراً من الشهر المقبل.
ما هي الإجراءات التي تم اتخاذها بشأن تبادل الطلاب بين البلدين؟
نشهد حضور الطلاب الإيرانيين في جامعة سلطان قابوس وبعض الجامعات الأخرى، وفيما يتعلق بحضور الطلبة العمانيين في جامعات إيران، نحن على استعداد لتعريف الطلاب المهتمين بالدراسة في الجامعات الإيرانية ويمكنهم الحصول على منح دراسية في معظم المجالات.
هل يتم تسهيل الأنشطة الإقتصادية للمجموعات الثقافية والفنية عبر عمان؟
نعم، قمنا بتنسيق حوالي 35 مقطعاً من أفلام الرسوم المتحركة مدته عشر دقائق مع شركة إيرانية حضرت إلى هناك وقامت المستشارية بتسهيل الأمور وارتباطها بقناة الإستقامة في عمان. قناة الإستقامة هي قناة فضائية تحت إشراف مفتي عمان، وكانت للشركة الإيرانية إنتاجات لهذه القناة، وأعتقد أنه تم إعداد حوالي 10 حلقات منها، وهم على وشك الإنتهاء من العمل.
وقد تم بالفعل إنجاز هذا العمل، وجاءت شركات ثقافية وفنية أخرى، وقمنا بتسهيل الأمور لها وإيصالها إلى المراكز التي ينبغي ربطها هناك، ونجحنا في هذا الصدد.
ما مدى الإقبال على الشؤون الثقافية الإيرانية في المعارض الثقافية، بما في ذلك معارض الكتب، وما هي الكتب الإيرانية الأكثر شعبية؟
الكتب الإيرانية في معرض الكتاب تلاقي إستحساناً كبيراً، وشاركنا هذا العام في معرض عمان للكتاب، وقد حققت الكتب الإيرانية مبيعات جيدة، منها الكتب الروائية وكتب الأطفال وكتب الفقه وحققت مبيعات جيدة ولاقت اقبالاً واسعاً ونال جناحنا إهتماما كبيرا .
ما هي الإجراءات التي تم اتخاذها في مجال التعريف بالسياحة والصناعات اليدوية الإيرانية، وهل هناك مجال للتعاون المشترك لإقامة معرض مشترك وتوريد المنتجات إلى السوق العماني؟
بما أن إيران لديها أماكن سياحية جميلة جداً والصناعات اليدوية الإيرانية تحظى بأهمية كبيرة في مختلف أنحاء العالم، نحاول تعزيز العلاقات السياحية في مختلف المجالات السياحة منها السياحة الصحية والسياحة في مختلف أماكن إيران الجميلة جداً، وكذلك فيما يتعلق بالصناعات اليدوية.
وأخيراً قال بابكي نجاد: لقد كان لإلغاء التأشيرات والتفاعلات السياسية بين البلدين تأثير على وجود السياح في إيران، لكن ما له تأثير أكبر هو طبيعة إيران الجميلة وقواسمها العرقية والثقافية، والروابط التاريخية والعائلية بين شعبي إيران وعمان، في المرحلة الأولى يبحث العمانيون عن الطبيعة الخضراء لشمال إيران، ومن ثم يحبون الأسواق والأماكن التقليدية والقديمة في إيران، إن تأثير القواسم المشتركة العرقية والتاريخية والثقافية هو أكثر من مجرد علاقات سياسية.