الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • طوفان الأقصى
  • الریاضه و السیاحه
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وأربعة وخمسون - ١٧ أكتوبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وأربعة وخمسون - ١٧ أكتوبر ٢٠٢٣ - الصفحة ۲

إجتماع من أجل فلسطين في جدة بالسعودية

الدبلوماسية في ميدان المعركة


تتمة المنشور في الصفحة 1
وما تطورات عام 2008 خلال حرب الـ 22 يوما والحصار الشامل على غزة بهدف التهجير القسري أو تحريض الرأي العام في غزة ضد المقاومة، هو خير دليل على ما ذكرناه سالفاً. لكن الشعب الفلسطيني المقاومة، لا في ذلك الوقت ولا حتى بعد مرور 16 عاماً ورغم فرض 4 حروب أخرى عليه، ما زال متمسّكاً بدعم قواته المجاهدة.
ورغم أن الشعب الفلسطيني يضحي بنفسه من أجل مجاهديه، إلا أن واجب الحكومات الإسلامية في علاقتها مع الكيان الصهيوني الغاصب هو دعم الميدان والمجاهدين والشعب.
بناءا عليه، وفي أعقاب التطورات التي سببها "طوفان الأقصى" الذي زلزل أركان الكيان الصهيوني، وفي ضوء جرائم الإبادة البائسة التي يمارسها الصهيوني بحق شعب غزة على يد هذا الكيان، فإن الدبلوماسية الإقليمية والنشطة التي تقوم بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية لحماية الشعب الفلسطيني وعناصر مقاومته تجلّت بشكل واضح في الجولة الإقليمية التي إستهلها وزير الخارجية حسين أميرعبد اللهيان الخميس الماضي في العراق ويختتمها بعد زيارة كل من لبنان وسوريا مرة أخرى في قطر.
في هذه الجولة التي إستغرقت أربعة أيام بهدف التشاور لوقف جرائم الكيان الصهيوني ضد غزة، تم عقد أكثر من 70 ساعة من الاجتماعات والمحادثات الثنائية والمتعددة الأطراف والمؤتمرات الصحفية والمقابلات الإعلامية مع أكثر من 10 أشخاص من الجهات السياسية والأمنية والإعلامية. علاوة على مباحثات مع مسؤولين عسكريين من الدول المذكورة، علاوة على لقاءات هامة مع قادة المقاومة في العالم العربي ووسائل الإعلام البارزة، على غرار اللقاء مع السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، والرئيس السوري بشار الأسد، وإسماعيل هنية زعيم حركة حماس، وكانوا من أهم الشخصيات من حيث تأثيرهم في هذه العملية. وقبل انطلاق الجولة الإقليمية بدأت وسائل الإعلام المعادية نشاطها العدائي بهدف منع التأثيرات المحتملة لهذه الدبلوماسية أو التقليل من أهميتها والعبث في ذهن الجمهور، وذلك من خلال نشر الأخبار الكاذبة عن عودة الطائرة التي تقل وزير الخارجية الإيراني من سماء سوريا،  في محاولة للتأثير على الأجواء الإعلامية المحلية لصالح الكيان الصهيوني. في حين أن المحطة الأولى من جولة أمير عبد اللهيان كانت بشكل أساسي في بغداد عاصمة العراق. الى ذلك، وفي الخبر المزعوم، تم الإعلان عن الطائرة التي تقل أمير عبداللهيان على أنها تابعة لشركة طيران ماهان، لكن فيما أجرى وزير الخارجية مقابلة مع الصحفيين قبل دقائق من مغادرته إلى بغداد وعند أسفل الدرج بينما كانت إحدى قدميه على درجات سلم الطائرة كان من الواضح انه الطائرة التي كانت تقلّه تابعة لشركة طيران ميراج. وأظهر السرد الصحيح وفي الوقت المناسب لهذا الحدث من قبل وسائل الإعلام المحلية أنه تم اختيار الزمان والمكان وكذلك موضوع الجولة بشكل جيد ومدروس. رغم ذلك، إنطلقت الجولة بإستقبال السيد قاسم الأعرجي مستشار الأمن القومي العراقي، لوزير الخارجية الإيراني ولقاءات مكثفة معه في العراق، ثم تبعها لقاء السيد محمد شياع السوداني رئيس مجلس الوزراء، علاوة على المباحثات مع وزير الخارجية فؤاد حسين وتكريم شهداء النصر (الحاج قاسم وأبو مهدي) وكذلك إجراء زيارة إلى مرقدي الإمام موسى الكاظم (ع) والإمام الجواد (ع).
تنشيط دبلوماسية إيران الإقليمية لصالح الشعب الفلسطيني وحركاته المقاومة، والتي بدأت بمشاورات رئيس الجمهورية وزيارة وزير الخارجية، معه أجواء المنطقة، والرأي العام في المنطقة. لقد تأثر، وخاصة شعب العراق، بالتطورات الدموية في غزة وجرائم الكيان الصهيوني. ورسمت إقامة تجمع كبير من العراقيين دعما للمقاومة الفلسطينية مشهدا لا مثيل له في تعاطف الشعب العراقي مع الشعب الفلسطيني، وهو مشهد لم يسبق له مثيل، بحسب وسائل الإعلام. وكان موقف عناصر المقاومة العراقية وتحذير الكيان الصهيوني من النتائج الأخرى لترويج تأييد عملية اقتحام الأقصى في هذا البلد، وهو ما أحيا الأمل في نفوس المقاومة الفلسطينية وأهل غزة. . المحطة التالية في جولة وزير الخارجية كانت لبنان. وكان في استقباله في مطار رفيق الحريري عدد من القادة الفلسطينيين وكبار المسؤولين في وزارة الخارجية اللبنانية، وكان أول لقاء لأمير عبد اللهيان في لبنان مع السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في لبنان، ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، وقال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب "بات هذا الأمر عنوان وسائل الإعلام اللبنانية وغير اللبنانية الحاضرة في المؤتمر الصحفي، وهذا ما قاله أمير عبد اللهيان لدى لقائه مع السيد حسن نصر الله حيث أدركت أن معنويات المجاهدين مرتفعة للغاية وكل الاحتمالات واردة وكل الخيارات مطروحة على طاولة قادة المقاومة، وحذّر من استغلال الفرصة السياسية ووقف جرائم الكيان، وإلاّ فقد يكون الأوان قد فات.
وكان اللقاء الخاص مع قادة الفصائل الفلسطينية زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي وصالح العاروري الرجل الثاني في حركة حماس، أهم لقاء لأمير عبد اللهيان بعد اللقاء مع السيد حسن نصر الله في لبنان. واطلع في هذا اللقاء على آخر التطورات المتعلقة بعملية اقتحام الأقصى، وأعلن دعم إيران القوي للمقاومة الفلسطينية.
وبالتزامن مع زيارة وزير الخارجية إلى لبنان ولقاءاته ومحادثاته مع المسؤولين السياسيين والأمنيين والعسكريين في لبنان وفصائل المقاومة، حضر أيضاً السيد تور وينيسلاند، منسق الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط الى السفارة الإيرانية والتقى مع وزير الخارجية الإيراني، وتحدث معه عن التطورات في غزة.
وعقب تعرض مطارين في سوريا لإعتداءات صهيونية قبل بدء زيارة أمير عبد اللهيان، كانت سوريا المحطة التالية بعد لبنان. ورغم كل العقبات أصر وزير الخارجية على هذه الزيارة. وعقد خلال هذه الزيارة التي تمت براً، لقاءين مع الرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية السوري فيصل المقداد في أجواء ودية، وأكد الجانبان استعدادهما لدعم الشعب الفلسطيني.  وبالطبع أعلن أمير عبد اللهيان في مؤتمر صحفي مع نظيره السوري عن مشاورات مكثفة لوضع اللمسات النهائية على قرارات عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لبحث القضية الفلسطينية. بعد سوريا، كانت الوجهة التالية هي الدوحة عاصمة قطر، حيث يقع مقر قيادات حركة حماس. وتمت الزيارة إلى الدوحة مساء السبت من مطار بيروت، مروراً بسماء لبنان وسوريا والعراق وإيران. وعلى الفور عُقد اجتماع بين وزير خارجية إيران ورئيس الوزراء ووزير خارجية قطر في مقر رئاسة الوزراء القطرية، ودارت مناقشات مكثفة حول كيفية دعم أهل غزة ضد جرائم "إسرائيل"، وإمكانية ملاحقتها قضائياً في المحاكم الدولية وكان ترحيب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري بمبادرة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعقد اجتماع طارئ لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أحد أبرز مواقف رئيس وزراء قطر. ولعل أهم ما في زيارة أمير عبد اللهيان إلى قطر قبل لقائه أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كان اللقاء والتباحث مع إسماعيل هنية زعيم حركة حماس، في مقر إقامته بالدوحة، حول عملية طوفان الأقصى التي وصفها قائد الثورة الإسلامية بالزلزال الذي هز أسس الكيان الصهيوني.
ورغم عدم الكشف عن تفاصيل هذا اللقاء لوسائل الإعلام، إلا أن خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، والذي كان حاضرا في اللقاء، وصفه بأنه مهم للغاية، وقال: "وزير الخارجية الإيراني على علم بمزيد من التفاصيل" حول عملية طوفان الأقصى والسيناريوهات التي تواجه المقاومة ضد إسرائيل". لقد فعلنا ذلك، وشكرنا بصدق شعب وحكومة إيران على دعمهم للشعب الفلسطيني. واختتم عبداللهيان ظهر يوم الأحد، جولته الإقليمية التي شملت أربع دول بهدف جمع كافة القدرات السياسية لوقف جرائم الكيان الصهيوني في غزة، باجتماعه مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، حيث أكد الجانبان على أهمية تفعيل الدبلوماسية لوقف جرائم "إسرائيل".
في ختام جولته وقبل عودته إلى طهران، قال وزير الخارجية: "من أجل متابعة انتهاك الحقوق الفلسطينية ووقف جرائم الكيان الصهيوني". "سيعقد اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي هذا الأسبوع في جدة، وإذا لم يتوقف الكيان الصهيوني عن جرائمه، فإن هناك إرادة لدى الحكومات الإسلامية لعقد اجتماع لقاء على مستوى القادة".
وجاءت جولة أمير عبد اللهيان الإقليمية بينما أجرى رئيس الجمهورية أيضا عدة محادثات مع قادة الدول الإسلامية وقادة المقاومة، بما في ذلك محادثته التي استمرت 45 دقيقة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. كما كان آية الله رئيسي أول رئيس يجري مباحثات هاتفية مع إسماعيل هنية زعيم حركة حماس وعبّر له عن تعاطفه مع شهداء غزة.
بهذا الشكل، ومع انعقاد اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الاسلامي يوم الأربعاء في جدة بالسعودية، سيتجلّى ما أكدته المتابعة الدبلوماسية الايرانية، وإن شاء الله ستستمر حتى تنتهي جرائم الكيان الصهيوني بحق أهل غزة.

 

البحث
الأرشيف التاريخي