الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة واثنان وخمسون - ١٥ أكتوبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة واثنان وخمسون - ١٥ أكتوبر ٢٠٢٣ - الصفحة ٤

ممثلاً عن المناضلين في القارة السمراء

من هو الشيخ الأفريقي الذي ضحى بأبنائه على طريق فلسطين؟

تعد مسيرة الشيخ إبراهيم الزكزاكي تشهد على تضحيته الكبيرة وإخلاصه العميق لقضايا الإسلام والعدالة الاجتماعية. هذا الرجل الذي نشأ في بيئة ملتزمة بالقيم الدينية، سار على طريق الدعوة والنضال بحماس وعزيمة لنشر الوعي بتعاليم الإسلام ودعوة الناس للعدالة والإصلاح. مساهمته البارزة في التضامن مع فلسطين ودعم القضايا الإنسانية تجسدت في تحمله للمصاعب والضغوط، مما جعله رمزًا للإخلاص والتفاني في سبيل قضايا العدالة والحق.
من هو الشيخ الزكزاكي؟
الشيخ الزكزاكي هو إبراهيم بن يعقوب بن علي بن تاج الدين بن حسين زكزاكي ولد في الخامس من شهر مايو عام 1953 في مدينة زاريا لأسرة متدينة في نيجيريا. الشيخ إبراهيم ولد في أسرة تتمتع بتاريخ طويل في النشاط السياسي والمقاومة للاستعمار، بحيث كان جد الشيخ زكزاكي من علماء عصره ومن المقاتلين ضد الاستعمار في أفريقيا، بدأ الشيخ الزكزاكي تعليمه الابتدائي في المدارس التقليدية القرآنية والإسلامية منذ سنوات طفولته وظل يدرس في مركز التعلم التاريخي في مدينة زاريا نيجيريا حتى سن 16 سنة. لم يشارك في المدرسة الابتدائية الرسمية،و أول تجربة له مع التعليم الرسمي كانت في عام 1969 في مدرسة زاريا الإقلیمیة للغة العربیة حیث کان المسؤولون المحلیون للمدینة یعلِّمون المعلِّمین العرب فی المدارس الابتدائیة. ظل يدرس من عام 1971 إلى عام 1975 في المدرسة المشهورة للدراسات العربية التي تأسست في عام 1934 باسم مدرسة حقوق شمال نیجیریا ، تقریبًا جَمِیعُ قُضَاتِ شَمَالِ نیجیریا خَرِّیجُو هَذِهِ المَدْرَسَةِ
النشاط السياسي
بدأت حركة الشيخ زكزاكي "الحركة الإسلامية في نيجيريا" في أوائل الثمانينات وامتدت إلى أجزاء من البلاد، خاصة الشمالية (التي يسكنها غالبا المسلمون). نيجيريا في تاريخها، شهدت ثورة إسلامية استمرت حوالي 200 سنة (وبقيادة بن فوديو)، ولكن مع دخول المستعمرين الأوروبيين إلى هذا البلد ونمو التفكيرات المسيحية، تحولت حكومة هذا البلد الأفريقي الكثير السكان إلى نظام علماني. والشيخ إبراهيم زكزاكي الذي كان لديه فكرة إحداث تغيير إسلامي في بلاده، ازداد روحه بعد نصرة الثورة الإسلامية في إيران وزادت آماله،لاسيما بعد مشاركته في احتفالات انتصار الثورة الإسلامية، و لقاءه بالإمام الخميني، حيث تحدث الشيخ الزكزاكي عن اللقاء قائلاً:" "حوالى 40 سنة مضت، حصلت على هذه الشرف أن أسافر إلى إیران وأشارك في الاحتفالات بنصرة الثورة الإسلامية في الذكرى الأولى لنصرها. أهداني الإمام قرآنًا وقالوا لي اذهب وادعو شعب نيجيريا إلى الإسلام بواسطة هذا القرآن" وبدأت الحركة الإسلاميةو.مع بدايتها ، بدأت أيضا معارضة وقمع الحكومة النيجيرية. خصوصاً أن حكومة نيجيريا ترزح تحت تأثير السياسات الغربية والصهیونیة و الوهابیة، فشعرت بخطر وجود الشیخ زکزاکی و جردته من حق التصدي للشؤون السیاسیة والإجتماعیة.و تجدر الإشارة إلى أن الشيخ الزکزاکي كان من المشاركين سابقاً في جمیع احتجاجات الطلاب التی کانت ترید أن تضاف قوانین شریعة إلى دستور نیجیریا. لکن بعد عودته من ايران، أخذت أنشطته جانبًا أکثر جدًّیة.سجن الشيخ الزكزاكي مرات عديدة بتهمة التحریض والإخلال بالنظام العام و ذلك خلال معظم حکومات نیجیریا من أوباسانجو وشاغاری وبوهاری و غيره،حيث أمضى مجموعًا 9 سنوات في 9 سجون في هذا البلد، منها سجن اینوكو وسجن بورت هارکورت وسجن کادونا و غيرها من سجون البلاد.
 الشيخ الزكزاكي و فلسطين
الشيخ الزكزاكي هو من أوفى الناس بالولاء لفلسطين والمقدسات الإسلامية. فهو يعتبر فلسطين قضية المسلمين الأولى والمركزية، ويدعو إلى دعم المقاومة والجهاد ضد الاحتلال الصهيوني. كما يؤكد على أن فلسطين هي جزء من الأرض الإسلامية، وأنه لا يجوز التفريط فيها أو التنازل عنها بأي حال من الأحوال.
الشيخ الزكزاكي كان من أهم المنظمين لمظاهرات يوم القدس العالمي في نيجيريا، والتي تقام كل عام في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، تضامنا مع الشعب الفلسطيني وتأكيدا على حقه في تحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة. كانت هذه المظاهرات تجذب المئات من الآلاف من المسلمين من مختلف المذاهب والقبائل والمناطق، وتعبر عن رفضهم للظلم والعدوان الذي يتعرض له أهل فلسطين.
ولكن هذا التضامن مع فلسطين لم يكن بدون ثمن. فقد دفع الشيخ الزكزاكي ثمنا غاليا من دماء أبنائه وأتباعه، الذين استشهدوا على يد الجيش النيجيري، الذي يتحالف مع الكيان الصهيوني والغرب.حيث استشهد ثلاثة من أبنائه في مظاهرة سلمية عام 2014. كما أصيب الشيخ الزكزاكي وزوجته أيضاً بجروح خطيرة في مجزرة زاريا عام 2015، التي راح ضحيتها مئات من أتباعه. ولكن هذه المصائب لم تثنِ الشيخ الزكزاكي عن موقفه المبدئي والثابت من فلسطين. بل كان يقول: "إذا كان قتل أبنائنا ضريبة لدعم فلسطين، فإننا ندفعها بكل سرور". وبعد إطلاق سراحه من السجن في يوليو 2021، أكد على استمرار نضاله من أجل فلسطين والأمة الإسلامية. إن اخلاص الشيخ الزكزاكي لفلسطين هو اخلاص نادر وثمین في زمن الخیانة والتخاذل. هو اخلاص يستحق الاحترام والتقدير والتأييد من كل مسلم صادق ومخلص. هو اخلاص يعبر عن حب الشيخ لله ورسوله وأهل بيته (ع)، وعن تمسكه بالحق والعدل والحرية. هو اخلاص يجعل من الشيخ الزكزاكي قدوة ومثالا يحتذى به لكل من يسعى لإحقاق كرامة المسلمين وتحرير فلسطين.
النشاط الإجتماعي
لقد لعب الشيخ الزكزاكي دورًا كبيرًا في نشر الوعي بين الشعب النيجري، بأهمية التزام التعاليم الإسلامية، والانتصار للحق، والتضامن مع المظلومين، والوحدة بين المسلمين. فهو يحث على اتباع سيرة أهل البيت (ع)، كأفضل قدوة للإصلاح والإصلاح. كما يبرز دور المرأة في المجتمع، باعتبارها رافدًا أساسًا للثور، و لم يكتف الشيخ الزكزاكي بالدعوة إلى االتعليم الديني و النضال، بل قام بإنشاء عدة مؤسسات ومشاريع خيرية لتقديم الخدمات المالية والصحية والتعليمية للشعب النيجري، خاصة المحرومين والفقراء والأيتام. من بين هذه المؤسسات والمشاريع، مؤسسة الشهداء: تأسست عام 1992 في مدينة زاريا، وهدفها تقديم المساعدات والرعاية لأبناء الشهداء والأرامل والأيتام، من خلال توفير المنح الدراسية والإقامة والغذاء والملابس وغيرها. كما تقوم بتنظيم مراسم تكريمية للشهداء وإحياء ذكراهم.
مؤسسة الزهراء الخيرية: تأسست عام 2010، وكان هدفها الأساسي تقديم الخدمات الاجتماعية والإنسانية، مثل حفر الآبار وتوصيل المياه والكهرباء وبناء المساجد والمدارس والمستشفيات. كما تقوم بتقديم المساعدات للفقراء والجرحى والسجناء وغيرهم من المحتاجين.مؤسسة فضيلة: تأسست عام 2014، وهدفها تطوير التعليم في نيجيريا، من خلال إنشاء مدارس إسلامية على مستوى عال من الجودة، تضم مختبرات حديثة ومكتبات غنية. كما تقوم بتدريب المعلمين وتحسين مستوى التعليم في المدارس الحكومية.

البحث
الأرشيف التاريخي