الصفحات
  • الصفحه الاولي
  • محلیات
  • اقتصاد
  • دولیات
  • الثقاقه و المجتمع
  • مقالات و المقابلات
  • الریاضه و السیاحه
  • طوفان الأقصى
  • منوعات
العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وواحد وخمسون - ١٤ أكتوبر ٢٠٢٣
صحیفة ایران الدولیة الوفاق - العدد سبعة آلاف وثلاثمائة وواحد وخمسون - ١٤ أكتوبر ٢٠٢٣ - الصفحة ۸

لن يستطيع نِتنياهو اقتِلاع حماس..

عبدالباري عطوان
كاتب ومحلل سياسي
كيان الاحتِلال، وبسبب حرب "الطّوفان" التحريريّة الذي شنّته حركة حماس بمُشاركة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، مني بضربتين قاتلتين ترتب عليهما هزيمة عسكرية ضخمة أبرز نتائجها فقدانه لهيبته أوّلًا، وقُدرته على الرّدع، أقوى أسلحته ثانيًا.
لترميم هذه الهيبة، واستِعادة قُدرته على الرّدع، ليس أمام "إسرائيل" إلّا خِيارٌ واحد وهو اجتٍياح قِطاع غزّة برًّا، والقضاء كُلِّيًّا على حركتيّ حماس والجهاد الإسلامي وباقِي الفصائل الأُخرى، ولعلّ تأخّر هذا الاجتِياح لأكثر من ستّةِ أيّامٍ يعكس حالة الارتباك والرّعب وربّما الانقِسام التي يعيشها هذا الكيان، وجِنرالاته حاليًّا.
هُناك خِياران رئيسيّان أمام القيادة العسكريّة الإسرائيليّة فيما يتعلّق بكيفيّة الخُروج من هذا المأزق:
الأوّل: هُجوم سريع يستغرق بضعة أيّام أو أسابيع يُمكن أن يُؤدّي إلى تدمير البُنى التحتيّة لفصائل المُقاومة بقيادة “حماس”، وهذا يتطلّب خوض حرب مُدن وشوارع مع عناصر المُقاومة، وسط غابة من الإسمنت، واحتِمالات الفشَل هُنا عدّة أضعاف احتِمالات النّجاح لأنّ المُدافعين عن القِطاع يملكون حاضنة شعبيّة صلبة، وترسانة أسلحة طافِحة بالصّواريخ والألغام والمُسيّرات، ومِئات الكيلومترات من الأنفاق.
الثاني: اجتِياحٌ بهدف الاحتِلال والسّيطرة الكاملة الدّائمة على القِطاع وجلب عشَرات الآلاف من الجُنود ورجال الأمن، ومِئات الآلاف من المُدرّعات والدبّابات لتثبيت هذه السّيطرة، ممّا يتطلّب أيضًا ضخّ مِليارات الدّولارات لتوفير الخدمات العامّة، وتمويل مَفاصِل الحُكم الجديد ومُتطلّباته والتِزاماته، والأمنيّة منها على وجْه الخُصوص، والاستِعداد لمُواجهة حربِ عصاباتٍ تتمخّض عن تحمّل خسائرٍ بشريّةٍ وماديّةٍ كبيرة.
قوّة حماس وفصائل المُقاومة الدفاعيّة ستكون أضخم بكثير من قُوّتها الهُجوميّة في حالِ أقدم جيش الاحتِلال على هذه الخطوة، لأنّ الأرض تُدافع مع أبنائها، وهذه نظريّة عسكريّة عالميّة، وجُندي واحِد مُدافع يحتاج قُبالته أربعة أو خمسة جُنود مُهاجمين على الأقل حتّى يهزمونه، والأمر المُؤكّد أن مُقاتلي المُقاومة الواحِد يُساوي عشرة، وسيُقاتلون حتّى الشّهادة، ممّا يجعل من صُمودهم، ودِفاعهم عن أرضهم مُهمّة محكومة بالنّصر على القوّة المُهاجمة وإلحاق خسائر بشريّة وماديّة في صُفوفها أكبر بكثير ممّا توقّعته قِياداتها، خاصَّةً أن هذه المُقاومة تملك خبرة ضخمة في مُحاربة الاحتِلال الإسرائيلي للقِطاع، وما زالت الخسائر الكُبرى التي ألحقتها بشارون وجيشه وأجبرته على الانسِحاب مُهروِلًا ومعه 17 ألفًا من مُستوطنيه عام 2005 تقليصًا للخسائر واعتِرافًا بالهزيمةِ ماثلة في الأذهان.
كيان الاحتِلال سيكون الخاسِر الأكبر سواءً ابتلع هذه الهزيمة المُذلّة على أيادي مُجاهدي القِطاع، وتعايشت معها ومُتغيّراتها تَجَنُّبًا لهزيمةٍ أكبر، أو واصلت غطرستها وأرسلت نصف مِليون جُندي نِظامي واحتِياط لاجتِياح القِطاع في مُحاولةٍ للقضاء على حركة “حماس” وفصائل المُقاومة الأُخرى، فالقنّاصة، وصواريخ الكورنيت التي أذلّت الميركافا ومتاهة شبكة الأنفاق الأرضيّة والضّفادع البشريّة، والصّواريخ الدّقيقة، والرّجال الرّجال، كلّها ستكون في انتِظار اجتِياحها، وتقديم واجبات التّرحيب اللّازم بجُنودها بالطّريقة التي يستحقّونها.

 

البحث
الأرشيف التاريخي