قيادي في حركة الجهاد الاسلامي في حوار خاص لـ«الوفاق»:
فلسطين جزء من عقيدة الأمة ولا يمكن ان ينسى المسلم عقيدته
حميد مهدوي راد
على هامش المؤتمر الوحدة الاسلامية في طهران إلتقت صحيفة الوفاق مع مسؤول العلاقات العربية في حركة الجهاد الاسلامي، السيد الحاج أبوعصام، وحاورته حول عدة قضايا ومنها: تحقيق الوحدة الاسلامية بين الأمة ودور فلسطين في تحقيق هذا الأمر والأزمات التي يعاني منها الكيان الصهيوني وموضوع التطبيع و... وفيما يلي نص الحوار:
كيف يمكن تحقق الوحدة بين الأمة الاسلامية من أجل بلورة القيم المشتركة؟
بخصوص الوحدة وتحقيق الوفاق، وأنتم صحيفة الوفاق وهذا اسم موفق ولطيف، نقول أنه لا توجد قضية في العالم الاسلامي اليوم يمكن أن توحد المسلمين مثل قضية فلسطين مثل القدس القبلة الأولى وإسراء ومعراج النبي (ص) وبالتالي الأمة اليوم مختلفة على كل شيء، مختلفة وممزقة ومتحاربة وتتعرض لطعنات وهجمات من كل الاتجاهات، رغم ذلك فالأمة لاتزال الى الآن تجمع على أن فلسطين هي قضيتها الاولى قضيتها المستمرة. وفي كل المحطات وكل المواقف تثبت الأمة أهمية ذلك، وهذا المؤتمر اليوم في طهران والجمهورية الاسلامية هو الداعم الأكبر لفلسطين ولمقاومتها ولشعبها وبالتالي نحن اليوم في مؤتمر الوحدة الاسلامية نؤكد على مركزية فلسطين وعلى مركزية القضية الفلسطينية كأساس لأي وحدة اسلامية، وفلسطين جزء من عقيدة المسلمين، فلسطين جزء من القرآن، لا يوجد مسلم لم يقرأ سورة الاسراء ولم يقرأ "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ" هذا رواه القرآن بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى ليؤكد على إنّ فلسطين هي قضية الأمة والتوحد، ونحن نعمل لأن يكون هذا المؤتمر خطوة لبناء الوحدة الاسلامية ونشكر اخواننا في الجمهورية الاسلامية في إيران، على جهودهم المتواصلة في رأب الصدع وفي لم الشمل وفي دعم الوحدة الاسلامية من خلال دعم فلسطين والمقاومة.
ما هو دور فلسطين في هذا السياق؟
عندما نقول أنّ فلسطين هي جزء من عقيدة الأمة، فهذا يعني أن لو نسى أي إنسان، شخص ما أو جهة ما، لكنه لا يمكن ان ينسى عقيدته لا يمكن ان ينسى القرآن، لا يمكن ان ينسى القبلة الاولى، لا يمكن ان ينسى الإسراء والمعراج، هذه هي فلسطين، وبالتالي عندما نقول أن فلسطين هي اساس الوحدة الاسلامية فذلك بناء على نص القرآن وعلى معطيات الواقع، اليوم شعوب الأمة كلها تجمع على أن فلسطين لا تزال تمثل القضية المركزية ونلاحظ كيف أن الشعوب كلها العربية والاسلامية قد رفضت التطبيع. في كان عندنا مثال منديال قطر عندما كل الشعوب عبرت عن نفسها عربية واسلامية وشباب من كل الدول وحتى من الدول المطبعة كانوا يرفضون التعاطي مع الإعلام الصهيوني و يشتمونهم ويبتعدون عنهم وشاهدنا الشباب من إيران أيضاً كيف تعاطى باحتقار مع الاعلام الصهيوني و رفض التحدث معهم وهتف لفلسطين، إذن هذه هي فلسطين اذا أرادت الأمة أن تتوحد ان تنسى خلافاتها وتنسى ما فات، ففلسطين ليست محل خلاف بين الأمة وبالتالي نبدأ بفلسطين لتكون هي نواة الوحدة الاسلامية وهذا ما تدعو اليه الجمهورية الاسلامية في ايران هي منتبهة لهذا، وإنتبه لذلك الإمام الخميني (قدس) عندما أعلن الجمعة الأخيرة من كل شهر يوما العالم للقدس من شهر رمضان يوم للقدس وكان يعلم انه لن يوحد هذه الأمة الّا القدس وفلسطين.
ماذا عن عرين الأسود ومخيم جنين؟
اليوم حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين وذراعها العسكري سرايا القدس اخذ علاقته استنهاض حالة المقاومة في الضفة الغربية بدأنا بتشكيل كتائب للمقاومة بدأت في جنين وانتشرت الآن في كل انحاء الضفة الغربية ، كتيبة جنين هي رأس حربة المقاومة في الضفة الغربية وهي طورت من أدائها ومن تسليحها وأصبح الآن العدو يواجه حالة مقاومة مستمرة ومتصاعدة في الضفة الغربية لم يعد دخول المدن والقرى بالنسبة للعدو عملية مريحة لم تعد عملية سهلة الآن أصبحت عملية مكلفة العدو يستنفر نصف جيشه تقريباً في الضفة الغربية فقط، تصور أكبر دولة نووية تستنفر نصف جيشها لمواجهة شباب يحمل اسلحة بسيطة وخفيفة، وهذا ما فعلته حركة الجهاد الاسلامي في الضفة الغربية. وهذا ما جعل الحركة في عين العاصفة وجاء للحركة المستهدفة من العدو الصهيوني في داخل والخارج، وقبل شهور اغتالوا مجموعة من قادة جهازنا العسكري في غزة و ردت الحركة بفتح المعركة استمرت خمسة أيام، بدأت في قصف تل أبيب وانتهت بقصف تل أبيب.
هل هناك خلافات بين حماس وحركة الجهاد؟
طبعاً لا، هناك تمايز في البدايات، هناك تمايز في الرؤية أحياناً، ولكن نحن متحدون في خندق المقاومة، في خندق المقاومة نحن موحدون في مواجهة العدو الصهيوني ربّما لا يوجد تطابق في المواقف السياسية احياناً ورؤيتنا للتعاطي مع موضوع السلطة وأسلو وغيره، لكن في خندق المقاومة نحن موحدون مع حماس ومع كل قوى المقاومة. نحن في الجهاد الاسلامي مثلاً رفضنا التعاطي مع أسلو ومع كل ما نتج عن اسلو ورفضت الدخول في الإنتخابات ونعتبر انّ اسلو خطيئة كبرى وكل ما نتج عنها هو خطيئة. فلذلك رفضنا الدخول في هذا المسار والإخوة في حماس اختاروا وشاركوا وان يدخلوا في انتخابات وان يقيموا سلطة في غزة، نحن اختلفنا مع ذلك، ومازلنا نختلف وما زلنا ان نرى أنّ الاولوية تحت الاحتلال تكون لصناديق الذخيرة وليس لصناديق الانتخابات، الانتخابات تأتي مرحلة لاحقة عندما ننتزع أرضنا ونحرر أرضنا ونبني دولتنا ثم نقود بالانتخابات ولكن الاولوية تحت الاحتلال هي لصناديق الذخيرة ولقتال الاحتلال وتحرير الأرض والمقدسات.
بما انّ اسرائيل تحاول في السنوات الأخيرة تطبيع علاقاتها مع بعض الدول العربية، كيف موقفكم إزاء هذا الموضوع؟
بداية التطبيع هو عمل مدان ومرفوض وخطيئة سياسية وخطيئة شرعية واخلاقية ودينية ونحن نقول للمطبعين عليكم أن تنظروا الى من طبع من قبلكم، مصر طبعت منذ 40 عام بمعاهدة تسوية، الأردن، حتى سلطة وأسلو، ماذا أخذ هؤلاء المطبعون؟ أين هي دول المطبعة الآن؟ أين وزنها الإقليمي؟ أين حضورها السياسي؟ ما وضعها الإقتصادي؟ لم يحصلوا على شيء، وبالتالي لماذا تأتي أنت تطبع وتضحي بكل شيء من أجل لا شيء، هذا اولاً ثانياً انتم تعلمون أن شعوبكم ترفض هذا، ولا تقبل به ولدينا آخر مشهد حصل في ليبيا عندما قامت وزيرة خارجيته بالهرب خارج ليبيا واضطرت للهرب خارج البلاد واضطر رئيس الوزراء ان يذهب الى سفارة فلسطين والى آخره. لذلك نحن مطمئنون الى موقف الأمة العربية وموقف الشعوب العربية بخصوص التطبيع هناك تضخيم صهيوني أيضاً، ومحاولة من نيتنياهو هذا الكذاب الذي يواجه اتهامات بالفساد لتضخيم مسألة التطبيع والحديث عن تطبيع مع السعودية والخ... ولكن نحن نقول أن السعودية طبعت مع إيران وهذا هو المطلوب، هذا هو المهم، الاتفاق الإيراني السعودي كان صفعة للكيان الصهيوني اولاً، ولكل من يحاول استبدال العدو الصهيوني بإيران وتشكيل ما يسمى بــ "ناتو عربي" في مواجهة إيران، هذا الاتفاق نسف هذه الفكرة وأثبت انه يمكن ان تتفاهم هذه قوى الاقليمية والتي تشكل جناحي الأمة الاسلامية يعني دور السعودية وإيران هما اكبر القوى الاسلامية في المنطقة وبالتالي هذا الاتفاق مهم ونعمل ان ينجح وان يستمر ان يبنى عليه، وهذا هو مهم. المهم أن نطبع مع بعضنا البعض قبل ان نذهب للتطبيع لهذا الكيان وهذا ما حصل. حتى الصحافي الخبيث الأمريكي في مقابلة مع الأمير محمد بن سلمان يقول له: " الكل يتحدث عن تطبيع سعودي اسرائيلي فنفاجأ بتطبيع سعودي إيراني ، هذا كان اتفاق مهم واتفاق في معناه نسف لفكرة استبدال إيران بإسرائيل وجعلها هي العدو بدل إسرائيل. وهذه المسألة لابد أن نركز ونؤكد عليها ان هذه الأمة يمكن أن تتصالح ويمكن ان تعالج مشاكلها وتحلها بدون تدخل خارجي.
نعلم جيدأ بأن نيتنياهو والكيان يعانيان من مشاكل بعد أن تقرر إجراء تعديلات قضائية، برأيكم هل ستندلع حرب قاسية على قطاع غزة؟
تعودنا من العدو أن يصدر أزماته الى الخارج عندما يكون مأزوم في الداخل يذهب الى الحرب، فيتوحد المجتمع عنده، هو مجتمع عسكري بالكامل، مجتمع لا توحده الّا الحروب والدماء والتغول على شعوب المنطقة وقصف سوريا ولبنان وفلسطين والإعتداء هنا وهناك، وإغتيال العلماء في إيران وغيرها، هذا الكيان يعيش على الدماء ويعيش دمار الآخرين وتشتتهم وإنهيار دولهم، لكن أيضا نيتنياهو يعلم انّ الحرب ليست نزهة اليوم وبالتالي هو في مأزق حقيقي بين أن يذهب الى الحرب وبالتالي يتحمل تبعاتها ونتائجها او ان يواجه الشارع عند الثائر ضده وضد فساده وضد تعديلاته القضائية والتي هي بما ذلك تعني تعديلات خطيرة تجعل من القضاء أي تنزع استقلال القضاء تماماً وتحوله الى تابع للحكومة وبالتالي الكيان يعني اليوم ليس مرتاحاً كما كان، المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة بدعم الجمهورية الاسلامية استطاع أن يجعل هذا الكيان أن يفهم بأن الذهاب الى الحرب ليس نزهة، ولن يكون كذلك.
حركة الجهاد الاسلامي وحدها، استطاعت في خمسة أيام أن تضرب تل أبيب، أن تفرض منع تجوال على كل المدن في الكيان الصهيوني أن تجبر نيتنياهو على النزول للملاجئ، وهي حركة لوحدها كانت في المعركة، وبالتالي الرسالة وصلت المعركة ليست نزهة وطبعا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يستمر تطور المقاومة الفلسطينية.